تاج الوقار يزين 350 حافظًا لكتاب الله في احتفالية دار الكرام بديبي


في ليلة من ليالي رمضان المباركة، حيث تنزل السكينة وتحف الملائكة أهل القرآن، احتفلت دار الكرام لتحفيظ القرآن الكريم بديبي بتكريم 350 حافظًا لكتاب الله، في مشهد يفيض بالروحانية والفرح، ويؤكد أن القرآن لا يزال في القلوب حيًا، يتوارثه الأجيال كأثمن ما يمكن أن يُحفظ.
افتتاح الحفل.. صوت القرآن يملأ القلوب نورًا
استهل الحفل بتلاوة مباركة للطفل القارئ محمد بسام عمار، الذي شنّف آذان الحضور بآيات من الذكر الحكيم، مذكرًا الجميع بعظمة هذا الكتاب الذي شرف الله به أمة الإسلام.
ثم جاء التقديم المميز بصوت الشيخ محمود أبو غانم، الذي أضفى على الحفل رونقًا خاصًا بصوته العذب، ولباقته التي جمعت بين قوة المعنى وحلاوة الأسلوب.
كلمات تشيد بالحفظة وتشجع على نهجهم
ألقى الحاج عبد الحميد المسلمانى كلمة عن فضل حفظ القرآن، وعن مكانة الحافظين الذين اصطفاهم الله ليكونوا من أهل الذكر،
مشيدًا بأهل القرآن وواصفًا إياهم بأنهم "الكرام البررة"، الذين يحفظون كلام الله ويجعلونه منهاجًا لحياتهم، مؤكدًا أن حفظة القرآن هم ذخيرة الأمة وأملها في مستقبل أكثر إشراقًا، وذكر الحضور ببركات العشر الأواخر من رمضان، حيث تتضاعف الحسنات وتتنزل الرحمات.
كما تحدث النائب هشام الجاهل، عضو مجلس النواب،
ثم جاءت كلمة الشيخ سعيد عيسى، الذي تحدث عن الجزاء العظيم لحفظة القرآن في الدنيا والآخرة، وكيف أن الحافظ يرتقي في الجنة بقدر ما يحفظ من كتاب الله، كما أن القرآن يكون شفيعًا له يوم القيامة.
أما الشيخ حماده حمص، مدير دار الكرام لتحفيظ القرآن الكريم بديبي، فقد عبر عن فخره وسعادته بهذا الإنجاز الكبير، مشددًا على أن هدف الدار هو نشر نور القرآن في كل بيت، وغرس القيم الإسلامية في نفوس الأجيال القادمة.
فقرات مميزة.. بين الإنشاد والخطابة والشعر
لم يكن الحفل مجرد تكريم للحفظة، بل كان مهرجانًا قرآنيًا زاده التألق والإبداع رونقًا.
قدم الطالب مصطفى أحمد أبوزهو أنشودة رائعة في حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بصوته العذب الذي نال استحسان الحضور وأمتع الحاضرين بإنشاده الجميل والمميز، وتلاه الطالب خالد الخراشي، الذي أمتع الحاضرين بإنشاده المميز، ما جعل الجميع يصفق لهم بحرارة وإعجاب
أما الطفل مالك حمودة صوبع، فقد ألقى خطبة بليغة أظهرت مدى تمكنه وقدرته على الخطابة رغم صغر سنه، ليؤكد أن حفظة القرآن ليسوا مجرد قارئين، بل هم دعاة صغار يحملون رسالة الإسلام، ما جعل الجميع يصفق له بحرارة وإعجاب.
وألقت الطالبة هايدي أحمد الصعيدي أبياتًا شعرية جميلة أثرت في القلوب، تبعتها خطبة أخرى من الطفل ياسين سعيد عيسى، الذي أبدع في الإلقاءالإلقاء.
حضور مميز يعكس دعم المجتمع لحفظة القرآن
حضر الحفل عدد كبير من الشخصيات البارزة، على رأسهم: الحاج عبد الحميد المسلمانى، النائب هشام الجاهل عضو مجلس النواب، الشيخ سعيد عيسى، العمدة حسين مصطفى عجوة، الصحفي الأستاذ محمد هشام، الأستاذ وليد الجاهل، الأستاذ باسم بخيت، والحاج مصطفى مرجان.
وقد عكس هذا الحضور الكبير مدى اهتمام المجتمع بتكريم حفظة القرآن، وحرصه على دعم المؤسسات التي تسهم في تخريج أجيال واعية تحمل القرآن في صدورها وتطبقه في حياتها.
لحظة التكريم.. دموع فرح وسعادة لا توصف
جاءت اللحظة التي انتظرها الجميع، لحظة التكريم، حيث صعد الحفظة إلى المسرح، وسط تكبيرات الحضور وفرحتهم، وتولى الشيخ حماده حمص والحاج عبد الحميد المسلمانى والنائب هشام الجاهل تسليم الجوائز للحفظة، الذين بدت على وجوههم علامات الفخر والاعتزاز بهذا الشرف العظيم.
كل طفل يحمل شهادة التكريم كان يحمل معها حلمًا وأملًا أن يكون من العلماء والدعاة والمصلحين في المستقبل، وكان المشهد مؤثرًا للغاية، حيث امتزجت دموع الفرح بابتسامات الرضا، في لحظة لا تنسى.
الختام.. صور تذكارية تحمل أجمل المعاني
بعد توزيع الجوائز، اصطف الحضور والحفظة لالتقاط الصور التذكارية، التي ستظل شاهدًا على هذه الليلة المضيئة بنور القرآن، وتؤرخ لمسيرة هؤلاء الأطفال في طريق العلم والنور.
وانتهى الحفل وسط دعوات الجميع بأن يستمر هذا العطاء، وأن يظل القرآن نبراسًا يضيء حياة الأجيال القادمة، ويقودهم نحو الصلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
دار الكرام.. مصنع الأجيال القرآنية
تواصل دار الكرام لتحفيظ القرآن الكريم بديبي مسيرتها في إعداد أجيال قرآنية تحمل رسالة الإسلام بعلم وفهم، وتسعى لغرس القيم النبيلة في نفوس الناشئة.
ولا شك أن مثل هذه الفعاليات تساهم في رفع معنويات الطلاب، وتحفيزهم لمواصلة رحلتهم في حفظ القرآن، ليكونوا من حملة النور الذين ينيرون دروب المستقبل.
وما أجمل أن يكون القرآن في الصدور، لا يُنسى ولا يُهجر، بل يُعمل به ويُتلى آناء الليل وأطراف النهار.
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا.. واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك!