الخميس 25 أبريل 2024 09:06 صـ 16 شوال 1445هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    دكتور حسين علي أستاذ المنطق وفلسفة العلوم

    قد تكون مظلوما.. لكن هل حقا تشعر بذلك؟

     

    دكتور

    حسين علي

    أستاذ المنطق وفلسفة العلوم بآداب عين شمس

    منذ أن قدم الفلاح المصرى الفصيح شكواه، وتاريخ الشرق حافل بالمظالم، إنه سجل ضخم للظلم والقهر، ومع هذا– أو قل لهذا– ينضح تراثنا بالأقوال والحِكَم والمواعظ التى تبرر الظلم وتحثنا على قبوله، بل يصل الأمر إلى درجة أننا نجد من بين هذه الأقوال ما يحبب الظلم والبلاء إلى نفوسنا. ففى مجتمعاتنا كثيرًا ما نجد المرء حين يحيق به ظلم أو يتعرض لغبن أو تصيبه مصيبة، يسارع معزيًا نفسه قائلًا: «بلاءه رحمة»، ويجد من يهمس فى أذنه مواسيًا: «المؤمن مصاب»، نردد كثيرًا مثل هذه الأقوال دون فحص أو إعمال عقل، ولا نكلف أنفسنا عناء السؤال عما إذا كان ما أصابنا هو حقًا بلاء من الله وليس مكيدة من تدبير البشر؟ وإذا كانت مكيدة بشرية، فما مبرر تحملها؟ ولماذا الإحجام عن محاسبة مدبرها؟ لا نسأل ولا نبحث، ونكتفى بالتفسيرات الدينية لنريح عقولنا ونُرْضِى أنفسنا. والأمر نفسه ينسحب على القول بأن «المؤمن مصاب» التى نرددها دومًا، ونردد فى مقابلها «النار لا تحرق مؤمنًا» ولا نلتفت أو ننتبه إلى التناقض الصارخ الكامن بين القولين، نغض الطرف عن هذا التناقض حتى نريح أنفسنا من عناء الفكر وهمومه.

    هكذا نحن دائمًا كشعوب عربية مسلمة نسعى إلى ما يساعدنا على البقاء فى حالة السكون والجمود، ونشيح بوجهنا عن كل ما يحفزنا للنهوض!

    حتى فى معظم أغنياتنا العاطفية يشجينا التغنى بالظلم، ونتلذذ بالاستماع إلى الشدو بالعذاب.. إننا فى حياتنا العاطفية «نشترى الحب بالعذاب.. نشتريه.. فمن يبيع؟» على حد تعبير الشاعر بالغ الرقة كامل الشناوي.

    وإذا أردنا أن نبرهن، على سبيل الدلالة فقط لا الحصر، على صحة ما ذهبنا إليه من أن أغنياتنا العاطفية تتغنى بالظلم والظالمين، ومشحونةً دومًا بعواطف الاستجداء والتوسل للظالم. فعلينا أن نستمع لمقطع واحد من أغنية «يا ظالمني» لسيدة الغناء العربى أم كلثوم، وهى تشدو قائلة: «وتغضب لما أقول لك يوم يا ظالمني»، فتتعالى صيحات جمهور الحضور بأصوات مدوية هادرة مشاركًة أم كلثوم أنينها من الظالم، بدلًا من أن تستهجن خنوعها له على الأقل بالصمت، وهذا أضعف الإيمان!!

    إن الظلم لم يقتصر على إهدار حقوق الناس، بل أفقدهم نفوسهم أيضًا، فتجد فى تراثنا الشعبى أقوالًا تدعو المرء إلى منافقة الظالم مع علمه المؤكد بظلمه: «إذا كان لك عند الكلب حاجة قل له يا سيدي»، و«اليد التى لا تستطيع قطعها بوسها».

    مثل هذه الأقوال تصنع دائرة جهنمية لعينة يدور داخلها موظفو الدولة (بطبيعة الحال هناك استثناءات مشرّفة). فالمرؤوس يقف خاضعًا ذليلًا أمام رئيسه، وهو ذاته يستأسد فى مواجهة موظفيه ومرءوسيه، وكل واحد من هؤلاء الموظفين يقف وكأنه الحاكم بأمره أمام مرءوسيه، وهكذا وهكذا- عملًا بالمبدأ السابق مع التحوير- «إذا كان لك عند الكلب حاجة كن كلبًا ذليلًا فى تعاملك معه حتى تنقضى حاجتك».

    إننا كثيرًا ما نبث شكوانا لبعضنا البعض فى أية مناسبة من ظلم الظالم واستبداده، وحين يعود كل منا إلى عمله فى الصباح؛ فإنه يرتكب من صنوف الظلم والاستبداد ما لا يقل أبدًا عما كنا نشتكى منه فى المساء، وهذه واحدة من المفارقات الغريبة التى نعايشها فى الشرق منذ أزمان بعيدة.

    الظلم شيء، والإحساس بالظلم شيء آخر، قد تكون مظلومًا ولا تدرك ذلك، إن وجود الظلم ذاته لا يشكل أية مشكلة للظالم والمظلوم، المشكلة تبدأ حين يستشعر إنسان ما أن ثمَّة ظلمًا حاصلًا، ويشرع فى محاولة رفع هذا الظلم بالقول أو بالفعل. من هو هذا الإنسان المقاوم للظلم؟ هل هو من وقع عليه الظلم بالفعل؟ فى كثير من الأحيان لا يكون هو ذاته بالضرورة. إن الضحية الدائمة للظلم هم الفقراء والمعدمون وبسطاء الناس، وهؤلاء غالبًا ما يحمدون الله على كل شيء، دائمًا يرددون: «الحمد لله على ما ابتلانا».. «افتكاره رحمة»

    ويراهن الحكام المستبدون على قوة تحمل هذه الفئة وصبرها واستكانتها، كما أن هذا يفسر لنا سر هذا التحالف المريب بين الحاكم ورجال الدين على مر العصور، وكيف تم على مر العصور توظيف الدين وتطويعه وتسويقه بغرض تهجين الناس.

    إن المخلصين من قادة الفكر والمثقفين المميزين هم من يمتلكون قرون استشعار يتحسسون بها مواطن الظلم، لذلك لا تجد السجون مكتظة بالفقراء والمعدمين والبسطاء إلا من كان منهم قد ارتكب جرائم جنائية، فى حين أن المفكرين والمثقفين تضيق بهم السجون والمعتقلات بتهم سياسية، فهم أكثر إحساسًا بالظلم رغم أنك تجد حال معظمهم ميسورًا مقارنةً بحال الفقراء والبسطاء.

     

     

     

    فلسفة العلوم. حسين علي. الظلم

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الخميس 09:06 صـ
    16 شوال 1445 هـ 25 أبريل 2024 م
    مصر
    الفجر 03:44
    الشروق 05:18
    الظهر 11:53
    العصر 15:29
    المغرب 18:28
    العشاء 19:51