لا ينكر أحد أن ثورة ٢٥ يناير أدت إلى انقسام المجتمع المصرى بين مؤيد ومعارض ولا ننكر أيضا أن رموز الثورة كان معظمهم يعمل باجندة خارجية سواء شرقية أو غربية وإن كانت غالبية الجماهير المؤيدة للثورة طاهرة نقية هدفها تطهير البلاد و محاربة الفساد و أن أحلامها كانت نبيلة فى الارتقاء بمصر إلى مكانة أفضل عالميا وإقليميا ولكن كان هناك أيضا خفافيش الظلام المتربصين الذين كانت الثورة بالنسبة لهم عبارة عن بيزنس ومصالح أو كما أطلقنا عليها فى وقتها (سبوبة الثورة).
لقد كنت أنا ومعظم شباب جيلى من أكثر المؤيدين لثورة يناير فى وقتها ونزلنا الميدان بكل حماس وتشدد أيضا ولكن مع مرور السنوات اتضحت الصفقة التى كان المستفيد منها أطراف داخلية وخارجية ابتداء من سرقة أراضى الدولة وخيراتها مرورا بالضغط للحصول على مناصب ووظائف وترقيات ودخلنا فى مولد المطالب الفئوية الذى حول البلاد إلى فوضى عظمى مرورا بتجارة السلاح والمخدرات وصولا إلى سبوبة الميدان من بيع الاعلام والرايات ومستلزمات الثورة وارتفاعة أسعار البلطجية والأسلحة ووصول الجماعات المتطرفة إلى الحكم فى مصر ومحاولتها السيطرة على مقدرات البلاد والعباد ...والآن فإن علينا الإجابة على السؤال الصعب.
من المستفيد من ثورة يناير ؟ هل هو عموم الشعب المصري الصابر المناضل ..اعتقد بأن الإجابة لا فلقد دفعنا جميعا ثمن الركود الاقتصادى و انهيار السياحة والعملة المحلية وانعدام الأمن وهروب المستثمرين ومحاصرة الإرهاب لنا من كل اتجاه فى سينا وليبيا والسودان بالإضافة إلى تهديدات سد النهضة، والآن وبعد كل ذلك وبعد أن بدأت مصر تفيق من كوبتها يريد بقايا الانتهازيين و الخائنين والمستفيدين من الثورة إعادة نفس السناريو مرة أخرى ولكننا حتما كمصريين سنقول لهم عفوا.