حين بنى نوح سفينته واختار المؤمنين فيها واغرق كل من كفر برسالته وسلموا لله وجوهم وتواصلت أجيال حتى لعب الشيطان بعقولهم لتبرز عبادة الاصنام مرة أخرى ليذيدهم غواية وكفرا فزين لهم تخليد من قضوا نحبهم من الأولين المؤمنين بنوح حتى لا تنساهم الأجيال القادمة ويكون تخليدهم بصنع اصنام تمثيلهم وهذه كانت بداية الرجوع لعبادة الاصنام بوحي من ابليس فلما جاء ابراهيم الخليل ابو الأنبياء جاء لقومه وهم يعبدون ثلاث الاصنام والكواكب وبعض من مخلوقات الله الأخرى حين دعاهم الخليل للتوحيد استكبروا كعدهم وساروا على نفس السيناريو ترغيب فإن لم يأتي بنتيجة يصحبه الترهيب فدعاهم للوصول إلى الله بالعقل والمنطق وإثبات ان الكواكب تأفل فكيف يأفل من يعبدون والأصنام لا تنفع ولا تضر ولا تستطيع الذود عن نفسها حين حطمت فما كان منهم إلا أن القوه في النيران فانجاه الله وما رضخت قلوبهم حين كانت بردا وسلاما عليه واستكبروا ولم يؤمن منهم إلا من هداه الله ودعوة ابراهيم استمرت للاسلام ووصى بها أبنائه فتوارثوا النبوة ومن سلالته الطاهرة كان اسماعيل وإسحاق ومن اسماعيل سيد الخلق محمدا وعلينا أن نذكر ان محمدا كما نقول دعوة ابراهيم لانه حين أتى الكعبة باسماعيل وأمه قال ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يزكيهم يعلمهم الكتاب والحكمة فكان محمدا رسول الرحمة كل رسالات الأنبياء كانت لقومهم فقط ما عدا سيدنا محمد كان للعالمين أرسى معاني الإنسانية وقواعد الدين واسسه التى سادت العالم ومن مدرسة سيد الخلق خرجت من تحت عباءته نخب نتعلم منهم الكثير فهذا ابو بكر الصديق وكيف ضحى بمكانه وماله في سبيل الإسلام وهذا الفاروق عمر وشدته في تطبيق شرع الله دون هوادة وهذا عبيدة وسعدبن معاذ وشهداء احد وعلى رأسهم حمزة عم الرسول وهذا سيف الله المسلول خالد بن الوليد وكثيرون مخلدون في صفحات الوفاء والشرف والعزة ويتربع ابو الشهيدين على كرم الله وجهه منذ نعومة اظافره يسلم أمره لله في فراش الرسول يوم الهجرة وقد دخل الإسلام ونال شرف مصاهرة الرسول من فاطمة ابنته وانجب سيدا شهداء اهل الجنة الحسن والحسين وكان لا تفوته لا صغيرة ولا كبيرة من أحاديث الرسول وقد كانت حكمته بالغة كل اشعاره واقواله تنم عن حكيم متعقل يصل لحد الرشاد فحين يقول لسان العاقل وراء قلبه وقلب الجاهل وراء لسانه فيعلمنا كيف ومتى نتكلم وأهمية الكلمة في تربيط الاواصر او تفكيكها وحين يقول قد يكون اليأس ادراكا اذا كان الطمع هلاكا فيعلمنا ان هناك أشياء تهلكنا بالاطماع فيها فإن تخلينا فنحن مدركين للعواقب فيأسنا ساعتها خير لنا وحين يعلمنا التريث والاتقان في قوله اسرع الأشياء نموا اسرعها ذبولا وما دخل عسيرا ما خرج يسيرا انه على الذي لم يسجد لصنم قط كرم الله وجهه ونصل لعصرنا الحديث صنعنا فيه اصناما من نوع آخر نمجدها وتصرفنا عن الخالق ولا ننتبه هذه المتاهات التي تصرفنا عن العبادة نتسكع مع المسلسلات ساعات طويلة وعلى الواتس وعلى الفيس بوك وتويتر وماشابه ونجلس مع بعض لكرة القدم وعلى المقاهي ونتوه ويهرب العمر ونجادل ونتناحر ونقطع الارحام ونبني القصور ولا نبني أنفسنا ولا نستفيق حتى تأتينا المنية وقد تخلينا عن كوننا عباد ونحسب اننا احسنا صنعا ويتحقق فينا قوله تعالى هل ننبئكم بالآخرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا،،،،،،، فلما لا ندرك ان عباد الله قولا وفعلا هلم إلى الله تيقنوا كلمة إهدنا في الفاتحة ليهدينا الله صراطه المستقيم وقد ترك لنا الله علامات تنير لنا الطريق للانابة منها الاستغفار فلنستغفر لتتحقق أمانينا جميعها قال تعالى على لسان سيدنا نوح قلت استغفروا الله انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا،، اما رأيتم رحمة الله رسم لنا طريق العودة والنجاة بالاستغفار وضمنه لنا فبه تحصل على الرزق والمال والبنين والنجاة من النار وان اجتهدت تصل للرضا وتستقبلك يد الرحمن وهناك امر اخر وهو الصلاة على الحبيب تفتح الأبواب وتؤهلك لنيل شفاعته صلى الله عليه وسلم فهيا عباد الله ننتقل من تخبط الأحوال إلى استقرار النفس والنجاة برضا الله حتى نسعد في الآخرة بصحبة الأنبياء والصحابة ولا نحرم من جمال لقاء الله وقوله سلام قولا من رب رحيم حين تفتح لك الجنة ذراعيها،