لم أعد استوعب هل أنا أعيش فى الشارع المصري أم الشارع الصومالى أو الأفغانى...لقد أصبحت أظن وقد يكون بعض الظن إثم، إن شخصيتنا المصرية أصبحت فى جزء كبير منها داعشية مع كل هذه الاستهانات بروح الإنسان وشرف الفتيات والسيدات بل والأطفال ومع كل هذا التعصب الكروى والدموى لم يعد المصريون كما كانو.
أهلا للتسامح والذوق والتحضر ليس المظهرى ولكن بيجينات حضارية امتدت آلاف السنين...هل نصدق أن فى مصر أطفال تغتصب، أو شاب يقتل زميله بسبب التحرش أو محصل قطار يلقى بشباب من القطار وهو يسير باقصى سرعة من أجل ثمن التذكرة، أو نائبة بالبرلمان المصري تقترح قانون بفرض غرامات على لبس المرأة فى الأماكن العامة إذا كان غير محتشم.
ولا أعرف من الذى سيضع معايير الاحتشام وهل سنشكل هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر للتضع لنا المعايير ..لقد كنت سابقا اعتقد أن العنف فى مجتمعنا مرتبط بفئات عمرية تعيش فترة المراهقة ومتأثرة بدراما العنف ومحمد رمضان..ولكن للأسف أظهرت الأيام أن جميع الفئات العمرية تتمتع بنفس الفكر فمحصل القطار تجاوز الخميسن أو اقترب منها.
أين ذهب المصريون الذين هزموا الهكسوس والتتار والصليبين والفرنسيين والإنجليز والإسرائيليين... أين ذهب هؤلاء المصريون بشخصية مصرية خالصة تتميز بالبساطة والطيبة والصبر والصمود أمام جميع الجهمات الحضارية التى تعرضنا لها واحتفظوا بشخصية مصر على مر العصور .. يكاد قلبى يتوقف عن النبض خوفا من انتصار الشخصية الداعشية علينا..فلم يستطع الدواعش دخول مصر باسلحتهم كما فعلوا فى سوريا وليبيا والعراق .
ولكن من صنع الدواعش استطاع اختراق الشخصية المصرية وزرع الأفكار الداعشية بداخلها .... فمن هزم العالم سابقا لا يجب أن يهزم أمام أفكار هادمة أرادت اللعب فى جينات النقاء والتسامح والتراحم المصرية ... وفى النهاية ادعوا الله معى لنعود إلى مصريتنا.