مناورات فنزويلا الضخمة رسالة ردع في وجه الضغوط الأمريكية

أعلنت فنزويلا، عن انطلاق مناورات عسكرية ومدنية واسعة النطاق بمشاركة أكثر من مئتي ألف جندي، بالتزامن مع وصول حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" إلى منطقة البحر الكاريبي، في خطوة تعكس تصاعد التوتر في المنطقة.

وقال وزير الدفاع الفنزويلي إن المناورات تهدف إلى تعزيز الجاهزية الدفاعية للقوات المسلحة وتأكيد قدرة البلاد على حماية سيادتها، مشيرًا في الوقت نفسه إلى وجود خلاف داخلي في الولايات المتحدة بشأن سياسات البيت الأبيض التي وصفها بأنها "تخرق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

وتأتي هذه التحركات العسكرية وسط تزايد التوتر بين كاراكاس وواشنطن، على خلفية الخلافات السياسية والعقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا، في حين تؤكد الحكومة الفنزويلية أن مناوراتها ذات طابع دفاعي وتندرج ضمن خططها الدورية لحماية أمنها القومي.

وفي السياق ذاته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه من “تزايد التوترات العسكرية في البحر الكاريبي”، محذراً من أن أي تصعيد في المنطقة قد يؤدي إلى “انفلات غير محسوب العواقب”.

وقال ماكرون في تصريحات على هامش اجتماع لمجموعة السبع إن “التحركات العسكرية الأمريكية المكثفة في الكاريبي، وردود الفعل الفنزويلية، تثير قلق المجتمع الدولي”، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لتفادي أي مواجهة مباشرة.

كما حذّر الرئيس الفرنسي من أن “أي عمل أحادي ينتهك القانون الدولي في البحر الكاريبي سيكون له تبعات خطيرة”، في إشارة إلى العمليات الأمريكية التي تعتبرها باريس “تجاوزاً للحدود المقبولة دولياً”.

وترى فنزويلا أن التصعيد الأمريكي يستهدف إضعاف نظام مادورو الذي يواجه ضغوطاً داخلية واقتصادية خانقة، في حين تصرّ واشنطن على أن وجودها العسكري في المنطقة يهدف إلى حماية المصالح الأمريكية ومكافحة شبكات التهريب والاتجار غير المشروع.

ويخشى مراقبون من أن تتحول التحركات العسكرية الحالية إلى مواجهة محدودة أو حرب بالوكالة، خصوصاً مع دخول قوى دولية مثل روسيا والصين على خط الدعم السياسي والعسكري لفنزويلا، مقابل الدعم الأمريكي الواضح للمعارضة.