مؤسسة فاتن فتحي للخدمات الصحية والتدريب تجري استعدادات ضخمة لانطلاق دورتها التدريبية للشباب ”مهارات التمريض المنزلي ورعاية المسنين”

في خطوة جديدة تؤكد التوجه الإنساني والعلمي نحو تطوير مهنة التمريض والرعاية الصحية في المجتمع المصري، تستعد مؤسسة فاتن فتحي للخدمات الصحية والتدريب لإطلاق دورتها التدريبية الشاملة في مهارات التمريض المنزلي ورعاية المسنين، والتي من المقرر أن تبدأ فعالياتها في القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، بمشاركة مجموعة من المتدربين الشباب والعاملين في المجال الصحي والاجتماعي، وبإشراف نخبة من المدربين المتخصصين في علوم التمريض والرعاية الإنسانية.
تأتي هذه الدورة في توقيت بالغ الأهمية، إذ يشهد المجتمع المصري والعربي تحولًا متسارعًا في احتياجاته الصحية والاجتماعية، نتيجة لزيادة أعداد المسنين وذوي الأمراض المزمنة، وتنامي الحاجة إلى خدمات تمريضية مهنية تُقدَّم داخل المنازل، بأسلوب يحافظ على كرامة المريض ويخفف العبء عن الأسرة. لذلك حرصت المؤسسة على إعداد برنامج تدريبي متكامل يجمع بين المعرفة العلمية والخبرة العملية، ويؤهل المتدربين للتعامل مع المواقف اليومية داخل البيوت بكل حسٍّ إنساني ووعي مهني رفيع.
ويشتمل البرنامج على محاور رئيسية تغطي مجالات التمريض المنزلي وإدارة الحالات المزمنة، وأساليب التعامل النفسي والاجتماعي مع كبار السن، ومبادئ الإسعافات الأولية، وتنظيم الأدوية والمواعيد، والتعامل مع الحالات الحرجة أو المفاجئة داخل المنزل، إضافة إلى التدريب على مهارات التواصل مع المرضى وأسرهم، وفهم خصوصية العلاقة الإنسانية التي تربط بين الممرض والمريض في بيئة المنزل. كما تتضمن الدورة جلسات تطبيقية حية تحاكي المواقف الواقعية في غرف الرعاية، بما يضمن أن يخرج المتدرب مزودًا بخبرة حقيقية يمكنه اعتمادها في سوق العمل مباشرة.
وأكدت د. فاتن فتحي، رئيسة المؤسسة، أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو "إعداد كوادر مهنية تحمل في داخلها روح الرحمة قبل المهارة، وتدرك أن التمريض ليس مجرد مهنة بل رسالة إنسانية تسعى إلى حفظ الكرامة وتخفيف الألم". وأشارت إلى أن المؤسسة تعمل منذ تأسيسها على بناء منظومة تدريبية قادرة على تطوير مهارات الشباب، وخلق فرص عمل جديدة في مجال الرعاية الصحية المنزلية، بما يتماشى مع توجه الدولة نحو دعم خدمات الرعاية المجتمعية وتوسيع نطاق التدريب العملي التطبيقي.
وتضيف دكتورة فاتن فتحي أن الدورة ليست فقط تدريبًا مهنيًا بل هي مشروع وطني صغير يهدف إلى تغيير نظرة المجتمع لمهنة الممرض والمساعدة الصحية، من خلال إبراز دورهم الحقيقي في حماية حياة الناس، وتأكيد قيم التعاطف والمسؤولية والانضباط داخل البيوت المصرية. وتشدد على أن المؤسسة تفتح أبوابها للشباب من الجنسين ممن لديهم الرغبة الصادقة في خدمة الآخرين، مؤكدة أن خريجي الدورات السابقة أصبحوا نموذجًا ناجحًا في العديد من المستشفيات والمراكز الخاصة داخل مصر وخارجها.
ويُتوقع أن تحظى الدورة بإقبال واسع من الشباب الباحثين عن فرص تدريب حقيقية تؤهلهم للعمل في سوق الرعاية الصحية المتنامي، خاصة مع ارتفاع معدلات الطلب على خدمات التمريض المنزلي في ظل الازدحام في المستشفيات واحتياج الكثير من الأسر إلى كوادر مدربة لرعاية آبائهم وأمهاتهم داخل المنزل. ومن المقرر أن تشمل الدورة شهادات معتمدة، وتقييمات عملية في نهاية كل جلسة، لضمان جاهزية المتدربين لممارسة العمل فور الانتهاء من البرنامج.
تأتي هذه الخطوة في إطار رؤية المؤسسة لتأسيس منظومة تدريب مهني متكاملة تستند إلى المعايير العالمية في التعليم الصحي التطبيقي، وتضع الإنسان في قلب العملية التدريبية، بحيث يصبح المتدرب ليس فقط مؤهلًا علميًا بل أيضًا قادرًا على تقديم الرعاية بروحٍ من التعاطف والمسؤولية والالتزام. إنّها تجربة جديدة تسعى لأن تكون نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين العلم والإنسان، بين المهارة والقلب، بين المهنة والرسالة.
تُعد مؤسسة فاتن فتحي واحدة من المؤسسات الرائدة في مجال التدريب والتأهيل الصحي، إذ تعمل منذ تأسيسها على تطوير مهارات العاملين في القطاع الصحي والاجتماعي من خلال برامج تدريبية معتمدة تجمع بين الجانب العلمي والتطبيقي، وتركز على القيم الإنسانية في مهنة الرعاية. وتتبنى المؤسسة رؤية واضحة تهدف إلى بناء كوادر قادرة على تقديم خدمة تمريضية متميزة تحترم الإنسان وتدعم الأسر المصرية في رعاية ذويهم داخل المنازل. كما تشارك المؤسسة في مبادرات مجتمعية للتثقيف الصحي، وتسعى إلى رفع الوعي بأهمية الرعاية المنزلية كأحد ركائز النظام الصحي الحديث في مصر والعالم العربي.