خبير: لا يمكن لأحد أن يلعب دور الوساطة سوى مصر.. ودورها في إحلال السلام لا غنى عنه

أكد محمد ربيع الديهي، خبير العلاقات الدولية، أن مصر أثبتت من جديد أنها الدولة الوحيدة القادرة على تحقيق التوازن بين أطراف النزاع في المنطقة، مشيرًا إلى أنه بعد استهداف قطر من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، أدرك الجميع أنه لا يمكن لأي دولة أن تلعب دور الوساطة سوى مصر.

وأوضح "الديهي"، أن نجاح مصر في استضافة المفاوضات وتحقيق تقدم ملموس في مسار السلام يعكس مكانتها الإقليمية والدولية، لافتًا إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن قادة حماس مستهدفون في أي مكان إلا مصر، دليل على ثقل الدولة المصرية واحترام الجميع لسيادتها.

وأوضح أن مصر تمتلك وزنًا سياسيًا كبيرًا في المنطقة ولا يجرؤ أحد على التطاول عليها أو على سيادتها، مؤكدًا أن الدولة المصرية قادرة على مواجهة أي تحدٍ، وفي الوقت نفسه تمتلك القدرة على إحلال السلام في المنطقة.

وشدد على أنه لا يمكن الحديث عن سلام أو استقرار في الشرق الأوسط دون دور مصري فعّال، موضحًا أن مصر كانت المحرك الرئيسي لوقف إطلاق النار في ليبيا والسودان، وهي التي تنجح دائمًا في توجيه الجهود نحو تحقيق السلام والاستقرار.

وختم حديثه بالتأكيد على أن الدور المصري الفاعل من أجل تحقيق السلام في المنطقة هو ما ينجح أي عملية تفاوض ويقودها نحو مسار داعم لعملية السلام الشاملة.

واشنطن لا تسعى لتلميع صورتها انتخابيًا

أكد محمد ربيع الديهي، خبير العلاقات الدولية، أن واشنطن لا تسعى لتلميع صورتها قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة، موضحًا أن ما يفعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو محاولة للحصول على جائزة نوبل للسلام، ولن يتمكن من ذلك ما لم يحقق اختراقًا حقيقيًا في القضية الفلسطينية.

وأوضح "الديهي"، خلال لقائه مع الإعلامي محمد قاسم، ببرنامج "ولاد البلد"، المذاع على قناة "الشمس 2"، أنه ليس هناك ثمن سياسي قد تدفعه مصر مقابل نجاح أو فشل الجولة الحالية من المفاوضات، مشيرًا إلى أن مصر معروفة بثقلها ووزنها ودورها القوي في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

وأوضح أن مصر تدفع كل يوم ثمنًا لصالح المجتمع الدولي، يتمثل في جهود أبنائها الذين يسهرون ليلًا ونهارًا لدراسة الواقع ووضع تقديرات دقيقة للمواقف بهدف إحلال السلام وخلق رؤى وخطط بديلة.

وأكد أن اهتمام مصر بقضايا المنطقة وتحملها مسؤولية تحقيق الاستقرار هو ثمن تدفعه بإرادتها، مؤكدًا أن الاستقرار هو الطريق نحو التنمية، ولا يمكن تحقيق سلام حقيقي دون استقرار، ولا استقرار دون تنمية.

وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن المعادلة التي تسعى الدولة المصرية لتحقيقها تقوم على ثلاث ركائز أساسية هي: السلام، الاستقرار، والتنمية، موضحًا أن هذه المرتكزات تمثل جوهر الدور المصري في المنطقة، إلى جانب احترام سيادة الدول وقرارات شعوبها ودعم المؤسسات الوطنية في كل دولة.

ثبات موقف القاهرة سر نجاح الوساطة

قال محمد ربيع الديهي، خبير العلاقات الدولية، إن الدور المصري في الوساطة الدولية الحالية لا يمكن وصفه إلا بأنه دور جبار وعظيم للغاية، مشيرًا إلى أن مصر تتعامل مع كافة الأطراف بموضوعية ودقة، وتتابع تغيرات الموقف بصورة مستمرة من خلال مجموعات عمل تدرس كل كبيرة وصغيرة للوصول إلى حلول واقعية وعملية.

وأكد "الديهي"، أن ثبات الموقف المصري كان عنصرًا رئيسيًا في نجاح المفاوضات الأخيرة والوصول إلى وقف إطلاق النار، موضحًا أنه لو كان الموقف المصري متذبذبًا أو هشًا، لما تمكنت القاهرة من تحقيق هذا الاختراق، ولما تجاوزت إسرائيل والولايات المتحدة باقي الأطراف.

وأوضح أن الموقف المصري الواضح المتمثل في “لا للتهجير، نعم لإعادة إعمار غزة، نعم لإقامة دولة فلسطينية”، وهي اللاءات الثلاثة التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كانت نقطة الانطلاق التي فرضت الواقع الحالي وجعلت المجتمع الدولي يعترف بجدية ووضوح الرؤية المصرية.

وأشار إلى أن الموقف المصري اليقظ أفشل العديد من المخططات التي كانت تستهدف تقسيم المنطقة وتفتيتها، مؤكدًا أن الجهود المصرية ما زالت مستمرة من أجل منع تنفيذ هذه الأجندات وتحقيق الاستقرار الإقليمي.

واختتم تصريحه بالتأكيد على أن مصر تدرك جيدًا كيف تستثمر نجاحها الدبلوماسي الأخير لتحقيق مزيد من السلام والاستقرا

ر في المنطقة خلال الفترة المقبلة.