اللواء فؤاد فيود : عادت الأرض بعزيمة خير الأجناد . . والتحام شعب عظيم بجيش قوي


- أخضعنا إسرائيل لمبادرة روجرز بتدمير إيلات . . وأسبوع إسقاط الفانتوم.
قال اللواء أ.ح فؤاد فيود أحد أبطال نصر أكتوبر قبل الحديث عن ملحمة العبور ينبغي أن نرجع بالذاكرة للوراء لتوضيح الوضع العام في مصر وما قام به أبطال القوات المسلحة لإسترداد هذا الجزء العزيز من أرض مصر سيناء الحبيبة وبالتحديد بعد نكسة 1967 مباشرة بدأت مرحلة جديدة من المناورات المصرية ـ الإسرائيلية كان بطلها الجيش المصري العظيم الذي لم يستسلم أو يلين مؤكداً رفضه التام لكلمة (هزيمة 1967) وهذا ليس معناه هروباً من الهزيمة لأن الهزيمة معناها إستسلام الجانب المنهزم للجانب المنتصر بلا قيد أو شرط مثلما حدث في اليابان بعد ضربها بالقنبلة الذرية في هيروشيما ونجزاكي ووقعت على وثيقة الإستسلام إضافة إلى ألمانيا التي استسلمت بعد هزيمتها وقُسمت إلى ألمانيا الشرقية وعاصمتها برلين تابعة للإتحاد السوفيتي السابق وألمانيا الغربية وعاصمتها بونو تابعة للولايات المتحدة الأمريكية لافتاً إلى أن موشي ديان بعد نكسة 1967 انتظر طولا حتى مات بحسرته بهزيمة أكتوبر 1973 .
أشار اللواء فيود إلى أنه بدأ الإستعداد للمعركة بحرب الإستنزاف والتي استمرت منذ يونيو 1967 وحتى أكتوبر 1973 وقد شهت هذه الفترة معارك طاحنة لرجال الجيش المصري سجلها التاريخ بحروف من ذهب ونحتفل بها حتى اليوم كأعياد قومية منها على سبيل المثال في 1 يوليو 1967 وبعد 20 يومأً فقط من النكسة كانت معركة رأس العش بقيادة النقيب فتحي عبد الله وتم تدمير ثلاث دبابات و11 مدرعة و 33 فرداً ما بين قتيل ومصاب إسرايلي ولم تستطع إسرائيل بكل ما لديها من عدة وعتاد أن تحتل هذه المنطقة بفضل صمود وبسالة الجندي المصري الذي لا يعرف اليأس .
أضاف (فيود) أن القوات الجوية بقيادة مدكور أبو العز وجهت ضربة قاصمة إلى منطقة رمانة التي شونت بها إسرائيل كمية ضخمة من الدبابات والعربات وغيرها مما جمعته إسرائيل من سلاح مصري نتيجة الانسحاب غير المنظم في 14 يوليو 1967 وتم نسف كل هذه المعدات لافتاً إلى دور القوات البحرية التي نسفت بلنشين بحريين المدمرة إيلات في بور سعيد بلنشين بحريين في 21 اكتوبر 67 وهذا اليوم يحسب لابطال البحرية المصرية والذي صار عيد لها ، إضافة إلى عمليات الدفاع النشط والمعركة الشرسة لرجال المدفعية في 18 أغسطس 1968 والذي صار عيداً لسلاح المدفعية والتي زادت شراسة وضراوة في يومي 8 ، 9 مارس 1968 فقد ذهب الفريق عبد المنعم رياض إلى ميدان المعركة ليشاهد ما حققه الأبطال من نتائج في اليوم السابق وإذ بدانة قد أصابته وسط جنوده في الصفوف الأمامية للمعركة وصار 9 مارس عيداً للشهيد .
أكد اللواء فؤاد فيود أنه رغم طول فترة حرب الإستنزاف واستطاع الجيش المصري أن يُكبد إسرائيل خسائر فادحة إلا أنها لم تنسحب من سيناء وقامت بعمل غارة على الصعيد بنجع حمادي ورأس غارب وإذ بالرد من الجيش المصري كان قاسياً ومدمراً في عُقر دارها وداخل البيت الإسرائيلي نفسه والتي جسدها الفن المصري تحت مسمي "الطريق إلى إيلات " بالإغارة على ميناء إيلات مرتين وتدمير قطعتين بحريتين إشتركا في إنزال بيت شيفع إضافة إلى نسف الرصيف البحري الإسرائيلي وتبين لهم والعالم أن إسرائيل ليست ببعيدة عن أيد المصريين .
اقرأ أيضاً
اللواء محمد الشهاوي : أفقدنا العدو الرؤية بقاذفات اللهب ومولدات الدخان أثناء العبور
اللواء محمد الغباري : ملحمة أكتوبر تمثل مصدر تجارب للفكر العسكرى الدولى
وزير إسرائيلي يمنع مؤتمرًا للسلطة الفلسطينية في القدس
أبطال حرب أكتوبر في الحوار ومكتبة مصر العامة
ترامب يؤكد لعائلات الأسرى الإسرائيليين التزامه بإعادة أبنائهم
قادم من تركيا.. أسطول جديد يتجه نحو غزة وجيش الاحتلال يعلن استعداده لمنعه
النائب تيسير مطر: العلاقات المصرية السعودية نموذج للوحدة العربية ودعم لا ينقطع منذ حرب أكتوبر المجيدة
إسرائيل تخصص نصف مليار شيكل لتحسين صورتها بين الشباب الأمريكي عبر الذكاء الاصطناعي
أفلام لا تُنسى عن حرب أكتوبر.. ملحمة العبور في عيون السينما
طارق عناني: حرب أكتوبر برهنت على أن الإرادة الصلبة أقوى من خط بارليف المنيع
بطولات لا تموت.. كيف سطر أبطال حرب أكتوبر ملاحم العزة؟
محي البدراوي : يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسى وجموع الشعب المصري بذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة
أشار (فيود) إلى أن إسرائيل لا تخضع إلا للقوة وأن الجيش المصري إستطاع من خلال حرب الإستنزاف العظيمة تقطيع ذراعها الطولى جزءاً جزءاً آخرها 30 يونية 1970 وهو عيد الدفاع الجوي بداية من كمائن الصواريخ المتحركة وتدمير 18 طائرة فانتوم وقد سُمي بأسبوع تساقط الفانتوم في هذه الأثناء فقط قبلت إسرائيل وقف إطلاق النار وخضعت لمبادرة روجرز في 8 أغسطس 1970 ونجح جمال عبد الناصر بمساعيه السياسية في إيقاف هذه المجزرة وقد صدق عبد الناصر حين قال : وإني لأعطي هذا الوطن راضياً وفخوراً حتى الحياة لآخر نفس فيها .
قال (فيود) إن إلتفاف الشعب المصري حول قيادته السياسية جعلنا ننجح في إسترداد كل ذرة رمل في سيناء مضيفاً أن السادات حين أعطانا التكليف قائلا عليكم ان تأخذوا شبرا من الأرض واتركوا لي الباقي حتى أستطيع تحريك القضية من حالة اللاسلم واللاحرب فشبر الأرض على الخريطة يساوي 20كيلومتر حيث قواعد الدفاع الجوي خلف القناة بـ 5 كيلومتر وبذلك تكون القوات في غطاء من الدفاع الجوي لمسافة 25 كيلو خلف القناة ، مؤكداً أننا نجحنا بفكر القيادات العسكرية والتدريب الشاق والعنيف في الإستعداد لمعركة العزة والكرامة وأتذكر أن النقيب سامح سيف اليزل كان يدربنا على العبور في بحيرة قارون وكانت المركبة طوباز تعوم في الماء والتدريب على إنشاء الكباري لرجال المهندسين في الخطاطبة كان يستغرق 12 ساعة وفي عبور القناة أثناء الحرب إستغرق 8 ساعات وهذا يؤكد أن المقاتل المصري لا يعرف المستحيل وأنهم خير أجناء الأرض حتى جاءت اللحظة التي إنتظرناها طويلاً لرد الإعتبار وجزء عزيز من أرض الوطن بملحمة العبور أكتوبر 1973 واسترداد كامل سيناء الحبيبة بفضل المقاتل المصري الذي لا يعرف المستحيل والفكر الاستراتيجي العبقري للسياسة المصرية .