ديمتري: دعم التصنيع المحلي يُقلل التكاليف ويوفر فرص عمل

قال المهندس بهاء ديمتري، مقرر لجنة الصناعة بالحوار الوطني، ونائب رئيس شعبة الأجهزة المنزلية باتحاد الصناعات المصرية، إن الدولة المصرية تتخذ إجراءات فعالة لتشجيع المصنعين على تعميق التصنيع المحلي والاعتماد على المكونات المنتجة في خطوة استراتيجية نحو تعزيز الصناعة الوطنية، وتهدف هذه السياسات إلى تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة تتجاوز مجرد شعارات دعائية.

وأضاف “ديمتري”، خلال لقائه مع الإعلامي محمد الإشعابي، ببرنامج “العلامة الكاملة"، المذاع على قناة ”الشمس"، أن استراتيجية تعميق التصنيع تعتمد على تجاوز عقبات الاستيراد التي تفرض أعباءً مالية ولوجستية كبيرة على المصانع؛ فعندما يستورد المصنع مكونات من الخارج، يضطر إلى شراء كميات ضخمة دفعة واحدة للحصول على سعر جيد، مما يتطلب مخازن كبيرة لتخزين هذه الكميات التي قد تكفي لأشهر طويلة، فضلًا عن تأمين المخازن وتكاليف إضافية لأمين المخزن، ووسائل النقل، والكمبيوتر، وغيرها، علاوة على الإجراءات المالية المعقدة وفتح اعتمادات مستندية ودفع جمارك.

وأوضح أنه على النقيض من ذلك، فإن الاعتماد على المورد المحلي يتيح للمصنع تطبيق القاعدة اليابانية الشهيرة "جاست إن تايم" (Just in Time)، أو "في الوقت المحدد"، حيث يُمكن للمصنع أن يحصل على احتياجاته بشكل أسبوعي أو حتى شهري، دون الحاجة للتخزين، مشيرًا إلى أنه لا يقتصر دعم التصنيع المحلي على توفير التكاليف المالية واللوجستية، بل يمتد ليشمل مزايا أخرى حيوية منها المرونة والحصول على المكونات وقت الحاجة، فضلًا عن الدفع بالجنيه؛ ما يُقلل من مخاطر تقلبات سعر الصرف، علاوة على إمكانية الدفع الآجل بدلاً من الدفع الفوري المطلوب في الاستيراد، إضافة إلى دعم الصناعة المحلية وتوفير فرص عمل وتنمية للشركات الصغيرة والمتوسطة.

وأشار إلى أن هذه الإجراءات ليست مجرد حوافز عابرة، بل هي جزء من سياسة متكاملة تتبناها الدولة وتعمل على إزالة أي عوائق قد تواجه المصنعين، وتُشبه عملية دعم الصناعة بزراعة شجرة تحتاج إلى رعاية مستمرة، من بذرها إلى أن تثمر، ثم العناية بها لتبقى مثمرة، ولذلك تسعى الدولة لعدم فرض أي ضرائب أو رسوم جديدة أو تعديلات قانونية قد تُعرقل مسيرة المصانع.

وأكد على ضرورة حماية حقوق العمال، حيث لا يُمكن لمصنع أن ينمو ويستمر في الإنتاج بجودة عالية دون وجود بيئة عمل عادلة، تُحترم فيها حقوق العمال وتوفر لهم ظرو

فًا لائقة.