خالد مصطفى يكتب: صلاح البطل الذى لاينكسر

كلما اقترب موعد مسرحية جائزة الكرة الذهبية يعود اسم محمد صلاح إلى الواجهة ليس فقط لأنه واحد من أكثر اللاعبين استمرارية وتأثيرا
في العقد الأخير بل لأنه صنع لنفسه مكانة بين عظماء اللعبة رغم كل العقبات ومع ذلك
في كل مرة يبدو فيها الأقرب تأتي المجاملات
أو الاعتبارات غير الفنية لتطيح بأحلامه
لكن صلاح لم يستسلم فى كل موسم يعود بنفس الجوع والطموح كأنه لاعب صاعد يبحث عن اعتراف وهذا ربما هو سر عظمته لأن قيمته أكبر من جائزة وأنه ألهم الملايين في مصر وأفريقيا والعالم العربي وأثبت أن الطريق إلى القمة لا يحتاج سوى الموهبة والإصرار
لان محمد صلاح مش مجرد لاعب كرة عادى
بل هو حكاية شعب كامل اتجمعت في شخص من نجريج إلى ان اصبح أيقونة عالمية صلاح هو الذى شال اسم مصر على كتفه واللي خلى العالم كله يعرف إن في واحد عربي وإفريقي قادر ينافس الكبار على أرضهم بأرقامهم ولغتهم وملاعبهم فأرقام صلاح لا تكذب
منذ انتقاله إلى ليفربول تحوّل صلاح إلى ماكينة أهداف وصناعة واستحوذ على لقب هدّاف الدوري الإنجليزي أكثر من مرة فهو صاحب الأرقام القياسية في السرعة والتسجيل وواحد من القلائل الذين حجزوا مكانهم في التوب 5 للكرة الذهبية أكثر من مرة فهذا الثبات على القمة لا يحدث بالصدفة بل هو ثمرة عمل شاق وإصرار استثنائي للاعب عالمى إذا لماذ لايفوز بالكرة الذهبية لان المشكلة ليست في صلاح
بل في معايير التصويت التي تميل غالبا نحو الألقاب الكبرى من يفوز بدوري أبطال أوروبا
أو كأس أوروبا أو كأس العالم يقترب أكثر من الجائزة صلاح لم يحالفه الحظ كثيرا على
صعيد البطولات في السنوات الحاسمة
بالإضافة إلى أن هناك لاعبون تُصنع حولهم قصص أسطورية تجذب المصوتين وصلاح رغم عظمته لم يُقدَّم دائمًا بنفس الزخم
من المعلنيين كما ان التحيّزات الجغرافية بوصف صلاح لاعب أفريقي في دوري إنجليزي يجد نفسه أحيانا أقل حظا أمام لاعبين أوروبيين أو لاتينيين يشاركون في بطولات قارية أكبر صدى عالميا
بالاضافة إلى المجاملة الواضحة التى تتجلى
في ابهى صورها مما لا شك فيه أن التصويت شهد في بعض النسخ مجاملات واضحة لاعبون حصدوا الجائزة أو تقدموا في الترتيب بسبب بطولات فريقهم أكثر من تفوقهم الفردي في المقابل يُترك صلاح خارج المنافسة النهائية رغم أنه الأفضل بالأرقام والتأثير هنا بالتحديد يبرز الشعور بالظلم حين لا تكفي جودة الأداء وحدها فهناك لاعبون يلمعون موسما ثم يختفون وهناك لاعبون يصنعون المجد موسما بعد موسم حتى يتحولوا إلى أساطير لكن محمد صلاح ينتمي للفئة الثانية عشر سنوات في القمة أرقام تهدم المنطق تأثير لا يتوقف وحكاية تُلهم الملايين من نجريج إلى الأنفيلد ومع ذلك في كل مرة يقترب فيها من الكرة الذهبية تأتي المجاملات لتسرق الحلم مرة لبطولة جماعية لم يشارك فيها ومرة لاسم لامع تغذيه الماكينات الإعلامية ومرة لأن القارة الأفريقية
لا تُحسب كما يجب في عيون المصوتين لكن الحقيقة البسيطة التي لا يمكن تزويرها بالأرقام صلاح ليس من الأفضل بل هو الأفضل في العالم بالثبات لا ينافسه إلا قلة نادرة وبالتأثير يكفي أن ملايين العرب والأفارقة يرونه قدوتهم الأولى لكن الحقيقة المرة تؤكد لقد اتظلم صلاح اتظلم في الجوائز التى تذهب لغيره رغم إن أرقامه بتصرخ وتؤكد إنه الأحق والأفضل اتظلم من إعلام يرى إن إنجازات غيره أسطورية وإنجازاته عادية اتظلم من اتحاد كرة في بلده ما قدرش قيمته مثلما يستحق واتظلم من ضغوط جماهير عايزاه يعمل المعجزات وحده كأنه ماكينة وليس إنسان ورغم كل هذا وذاك
لم يقع صلاح
فى كل مرة بيُظلم بيرد في الملعب كل مرة يتجاهلوه بيرد بهدف كل مرة يشككوا فيه بيرد بابتسامة وبإصرار يفتح طريق جديد
محمد صلاح هو أكبر من الجوائز وأكبر من التصويت فقيمته إنه اصبح رمز لإن النجاح لايحتاج إلى واسطة وإن الحلم الكبير ممكن يبتدي من قرية صغيرة واستطاع ان يصل ويتفوق بل ويجبر العالم كله ان يقف احترامًا له حتى لو لجان التصويت لم تقدم له الإحترام الكامل فقد حرمت المجاملات صلاح من الكرة الذهبية للمرة الثالثة
أو الرابعة لكن التاريخ سيتذكره كأحد أعظم من لمسوا الكرة على المستطيل الأخضر فالجائزة قد تُمنح لمرة واحدة لكن الإرث يُصنع بالسنوات والكرة الذهبية ليست مجرد جائزة بل اعترافها عالمي بالجدارة وإذا كان التصويت يحجبها عن صلاح اليوم فإن التاريخ سيمنحها له غدا لأنه في النهاية الذهب الذى لا يصدأ ومحمد صلاح هو الذهب الخالص
فالقيمة الحقيقية ليست في كأس ولا تصويت إنما في إنه غيّر صورة اللاعب المصري عالميا وأثبت إن كل عربي ممكن ان يكون بين أفضل لاعبي العالم وهذا الإنجاز لايوجد لجنة تصويت فى العالم تقدر تقلل منه لأن محمد صلاح مش مجرد لاعب صلاح هو الدليل إن الظلم ممكن يأخر لكن عمره ما هيقدر يوقف النور
لانه ليس بحاجة إلى كرة ذهبية ليكون عظيما بل الكرة الذهبية هي التي تحتاج إلى محمد صلاح لتكتسب قيمتها