بروتوكول تعاون بين منظمة إنسانيون ومؤسسة فاتن فتحي لتأهيل الكوادر وتفعيل العمل التطوعي لرعاية كبار المرضى والمسنين

• نصنع من بيت المريض مستشفى صغيرًا يحفظ كرامته ويعيد إليه الأمل"
• رعاية المسنين.. إنسانية قبل أن تكون دواء"
• من مؤسسة فاتن فتحي إلى منظمة إنسانيون: رسالة واحدة اسمها الإنسان"
• هاي كير.. حين يتحول التمريض المنزلي إلى جسر حياة بين المريض وأسرته"
• العمل التطوعي الصحي.. قوة ناعمة تصنع الفرق في حياة غير القادرين"
• "هاي كير تحول التمريض المنزلي من خدمة إلى رسالة تحفظ الكرامة وتعيد الثقة"
• "مؤسسة فاتن فتحي: التدريب وبناء الكوادر مفتاح جودة الرعاية الصحية"
• "العمل التطوعي والصحة المجتمعية.. جناحان نطير بهما نحو مستقبل أفضل"
بين إنجاز طبي ورؤية إنسانية وأعمال تطوعية، وبخطوات واثقة لتجعل من التمريض المنزلي ومجالات التدريب والرعاية الصحية واقعًا مؤسسيًا متكاملًا. تتنقل الدكتورة فاتن فتحي سفير منظمة انسانيون العالمية ورئيس مؤسسة فاتن فتحي للخدمات الصحية والتدريب ومدير مركز هاي كير للتمريض المنزلي ورعاية المسنين ، لتحمل على عاتقها مسؤولية تطوير الكوادر، نشر الوعي، وبناء نموذج إنساني يوازن بين الاحترافية المهنية والتطوع لخدمة الإنسان والمجتمع.
دكتورة فاتن، ما فلسفتك الأساسية في العمل الصحي والإنساني؟
“الفلسفة بسيطة: الإنسان أولًا. أي خدمة صحية أو تمريضية لا تراعي كرامة المريض، هي ناقصة مهما بلغت دقتها الطبية.”

كيف ترين دور التدريب في بناء منظومة تمريض منزلي محترفة؟
“التدريب هو الأساس. لا يكفي أن يعرف الممرض كيفية إعطاء الدواء، بل يجب أن يعرف كيف يطمئن المريض ويتعامل مع الأسرة ويحتوي المواقف الطارئة. التدريب عندنا عملي، ونربطه دائمًا بالمعايير الدولية.”
ما أهم البرامج التدريبية التي تقدمونها حاليًا؟
“لدينا برامج لتأهيل مساعدي التمريض، دورات في الإسعافات الأولية، ورش عمل لرعاية المسنين، بالإضافة إلى برامج متخصصة في التعامل مع مرضى الزهايمر والسكري والضغط.”
ما تقييمك للوعي المجتمعي بخدمات التمريض المنزلي؟
“الوعي تحسّن لكنه ما زال محدودًا. كثير من الأسر لا تدرك أن بقاء المريض في البيت يقلل من العدوى ويحسن نفسيته، ويخفف الضغط على المستشفيات.”
ماذا يميز “هاي كير” عن غيرها من المراكز؟
“التكامل. نحن نقدم الخدمة الطبية، والدعم النفسي، والمتابعة الدورية، ونوفر خط اتصال مع الطبيب المعالج. كل حالة تعامل كملف متكامل وليس مجرد زيارة.”
كيف تردين على من يعتبر التمريض المنزلي رفاهية للأغنياء فقط؟
“الخدمة ليست رفاهية بل ضرورة. نحن نقدم خططًا مرنة تناسب مختلف الفئات، ونعمل مع الجمعيات الأهلية لتغطية غير القادرين. الرعاية الصحية حق، وليست رفاهية.”
ما الدور الذي تلعبه مؤسسة فاتن فتحي في خدمة المجتمع؟
“المؤسسة تنظم قوافل طبية، ورش توعية، حملات للكشف المبكر عن الأمراض، وتدريب متطوعين في القرى. هدفنا أن يشعر المواطن أن المؤسسة قريبة منه وتعمل لصالحه.”
وماذا عن العمل الأهلي التطوعي؟
“التطوع ركيزة أساسية في فلسفتنا. لدينا شبكة من الشباب المتطوعين الذين ندرّبهم ليكونوا سفراء للصحة في مجتمعاتهم. العمل الأهلي يكمل دور الدولة، وبدونه نفقد العمق المجتمعي.”
كيف انعكس اعتماد منظمة “إنسانيون” على عملكم؟
“الاعتماد جعلنا أمام مسؤولية مضاعفة. أصبحنا مطالبين بتطبيق معايير عالمية في التمريض المنزلي، والتوسع في التدريب الإقليمي، والمشاركة في مؤتمرات دولية.”
هل يمكن القول إن رعاية المسنين هي التحدي الأكبر؟
“بالفعل، لأن المسن يحتاج إلى رعاية شاملة: طبية، نفسية، اجتماعية. نحن نعلّم الممرض أن يبتسم بقدر ما نعلّمه أن يقيس الضغط. المسن يريد من يسمعه قبل من يعالجه.”
ما أبرز النجاحات التي تفخرين بها؟
“تخريج دفعات من المساعدين الذين يعملون الآن في المستشفيات والمراكز بكفاءة عالية، وتأسيس برامج دعم نفسي للمسنين جعلت العديد من الأسر تشعر أن الخدمة غيرت حياتهم.”
ما التحديات التشريعية التي تواجه التمريض المنزلي؟
“غياب إطار قانوني واضح ينظم العمل بدقة. نحن نطالب بوجود تشريعات تضمن حقوق المريض والممرض معًا، وتضع معايير للجودة والرقابة.”
كيف تضمنون جودة الخدمة المقدمة في المنازل؟
“عبر ثلاث خطوات: تدريب مكثف، إشراف دوري من أطباء مختصين، واستبيانات تقييم من الأسر. نعتبر ملاحظات المريض جزءًا من عملية الجودة.”
ما خطط التوسع في الفترة المقبلة؟
“التوسع في المحافظات، التعاون مع جامعات ومعاهد صحية، وإطلاق منصة إلكترونية للتدريب عن بعد. نهدف لأن يصبح لدينا شبكة وطنية تغطي مصر كلها.”
هل هناك تعاون مع منظمات دولية أخرى غير “إنسانيون”؟
“نعم، نتواصل مع منظمات أوروبية وعربية لنقل الخبرات. نسعى لبرامج تبادل تدريبي ومشروعات مشتركة للرعاية الصحية المجتمعية.”
ما الدور الذي يلعبه العمل الأهلي في دعم رعاية غير القادرين؟
“الجمعيات الأهلية شريك أساسي لنا. من خلالها نقدم خدمات مجانية للمسنين غير القادرين، ونشارك في حملات مجتمعية للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة.”
كيف تؤهلون الشباب للانخراط في العمل التطوعي الصحي؟
“نوفر لهم تدريبات قصيرة على الإسعافات الأولية، طرق التواصل مع المرضى، وكيفية دعم الأسر نفسيًا. المتطوع يخرج بشهادة وخبرة عملية تفتح أمامه فرص عمل مستقبلية.”
ما نصيحتك للأسر التي لديها مسن أو مريض مزمن؟
“أن يتعاملوا معه كإنسان كامل، لا كعبء. أن يمنحوه مساحة للحوار والاهتمام، وأن يطلبوا المساعدة المتخصصة بدلًا من الاجتهاد الفردي.”
هل ترين أن الإعلام يقوم بدوره في نشر الوعي؟
“بعض الإعلام مهتم بالفعل، لكننا نحتاج إلى تغطية أكبر لقضايا الصحة والتمريض المنزلي. الإعلام هو الجسر بيننا وبين الناس.”
كلمة أخيرة؟
“رسالتي أن البيت يمكن أن يكون مستشفى صغيرًا إذا توفرت الكوادر المدربة والرؤية الصحيحة. نحن هنا لنخدم، نساند، ونحافظ على كرامة المريض والمسن، ونفتح باب التطوع أمام كل شاب يريد أن يصنع فرقًا.”