خالد مصطفى يكتب: احذروا المرشح التافه

المرشح التافه مهما حاول أن يجمّل صورته أو يرفع شعارات براقة لن ينجح في أي انتخابات لأن الناس بطبعها تميز بين من يخدمهم بصدق ومن يسعى وراء المنصب لمجرد الوجاهة
أو المصلحة أو لغسيل أمواله القذرة فالوعي الشعبي اليوم أقوى من أي وقت مضى والناخب الذكي لن يمنح صوته إلا لمن يملك الكفاءة والاحترام والرؤية الحقيقية للمستقبل
الناخب لن يختار هذا المرشح الذي يجمع بين الغرور والضعف وفوق ذلك لا يحظى بمحبة الناس لأنه يعتمد على المظاهر والشعارات أكثر من العمل والإنجاز يبالغ في الحديث عن نفسه وإنجازاته الغير موجودة وفي نفس الوقت يفتقر إلى الحضور القوي
أو القدرة على إقناع الناس
وهو فى نفس الوقت المرشح الذى جمع أسوأ الصفات فى شخص واحد غروره يسبقه إلى المجالس وضعفه يتوارى خلف الكلمات الرنانة لا يعرف للناس طريقاً إلا وقت الاحتياج ولا يمد يده إلا لالتقاط الصور ونشر البوستات المزيفة من بعض المغيبين عن الواقع يتحدث عن إنجازات لم يرها أحد ولم يسمع عنها بشر ويعد بوعود يعرف فى قرارة نفسه أنها سراب هذا التافه
لا يحبه الناس لأنه لم يعش بينهم ولم يشعر بآلامهم ولأنهم أدركوا أن ابتسامته مصطنعة وصوته أجوف ومزعج وأنه يختبئ خلف شعارات لا يصدقها حتى هو فكيف لمن لم يحترم عقول الناس أن يحظى بثقتهم المرشح التافه مصيره السقوط قبل حتى أن يبدأ السباق فالناس لم تعد تنخدع بالشعارات الزائفة أو الوعود الكاذبة صندوق الانتخابات
لا يرحم والأحزاب لاتفتح أبوابها
إلا أمام من يحترم عقول الناس ويكسب قلوبهم بالعمل
لا بالكلام الأجوف أما من يسعى للمجد الشخصي بلا تاريخ ولا إنجاز فسيظل يتلقى صفعة الرفض من كل ناخب حر حتى يتوارى عن المشهد المرشح التافه هو المرشح الذى يظن أن الكرسى يُمنح بالغطرسة لا بخدمة الناس وأن رفع الرأس تكبّراً أهم من رفعه فخراً بالإنجاز فهو دائماً يقف بين الجماهير بوجه متعال ودخان سيجارته يزعج الوجوه وصوته المرتجف المُعيب يكشف مابداخله من الضعف الذى يحاول ستره بالكلمات المزخرفة بالتعالى والغرور المغطى بأسلوبه الركيك والغير مفهوم هذا التافه لايعرف الشارع إلا من خلف زجاج سيارته التى لانعرف من أين أتى بأموالها وهو ايضاً لا يسمع أنين الناس إلا إذا مرّ صدفة بجوارهم ليوزّع الوعود كما يوزّع الابتسامات الباردة والسخيفة الغير مقبولة من السحنة السيئة الطلة وللأسف هو يحسب أن ذاكرة الناس قصيرة لكنها أطول بكثير من طموحه الزائف لهذا صار عندهم مثالاً حياً للمرشح الذى جمع بين الغرور وقلة الحيلة فضاع بين الاثنين بلا أثر ولا محبة المرشح التافه مهما ارتدى من بدلات فاخرة أو رفع من شعارات براقة يبقى مكشوفاً أمام أعين الناس فالمجتمع اليوم أكثر وعياً والناخب لم يعد يمنح صوته إلا لمن أثبت وجوده بالعمل لا بالكلام وان يثبت أنه اصبح من أهل للثقة أما التافه فسوف يسقط سقوطاً مدوياً أمام صناديق الاقتراع لأن الكراسي لا تدوم إلا لمن يزرع الاحترام في القلوب ويكتب اسمه في سجل الإنجازات لا في قائمة الفشل والنسيان المرشح التافه مغرور لأنه لا يعدو كونه شخصاً تافهاً يظن أن المناصب تُنال بالكبرياء الفارغ لا بخدمة الناس فيخسر احترامهم قبل أن يخسر الانتخابات المرشح التافه مغرور لأنه ليس سوى صورة مزخرفة بلا مضمون يبيع الأوهام بدل الحقائق ويتوهم أن الوجاهة تغني عن العمل فيفضحه الواقع أمام الناس قبل أن تسقطه صناديق الاقتراع المرشح التافه مغرور ما هو
إلا فقاعات هواء في ثوب إنسان عريان المشاعر يلمع فقط بالكلام ويتساقط بالفعل يطارد المنصب لا لخدمة الوطن بل لإشباع غروره فيكتشف الناس أنه تافه قبل أن يكتشف هو نفسه لأنه فى الواقع لا يساوي فى عيون الناس شيئاً.