الإثنين 4 أغسطس 2025 04:23 صـ 9 صفر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    مظهر أبو عايد

    مظهر أبوعايد يكتب : ”الذكاء الاصطناعي والإنسان”..تهذيب ومعرفة أم تقليد أعمى لأسوأ ما في البشر؟!

    في زمنٍ أصبح فيه الذكاء الاصطناعي جزءًا من تفاصيل يومنا العادي، لم تعد علاقتنا معه تقتصر على أوامر برمجية باردة، بل تحولت إلى حوارات وأفكار وأساليب تعبير تتقاطع مع أذواقنا وثقافتنا وحتى أخلاقنا. ومن هنا ينبثق سؤال بالغ الأهمية: هل أدوات الذكاء الاصطناعي تعكس مستوى رقي المستخدم في اللغة والأسلوب، أم أنها – بمرور الوقت – تصوغ له أسلوبًا جديدًا، قد يكون أكثر تهذيبًا... أو أشد ابتذالًا؟
    أكثر من 1.3 مليار إنسان حول العالم يستخدمون تطبيقات الذكاء الاصطناعي التفاعلي يوميًا، بحسب بيانات 2025 الصادرة عن منصة Statista، فيما يتعامل نحو 320 مليون مستخدم بشكل يومي مع مساعدات ذكية مثل ChatGPT وClaude وGemini وغيرها. في هذا الكم الهائل من التفاعل النصي واللغوي، لا بد أن يتسلل سؤال: من يعلّم من؟ وهل نحن من يطبع بصمتنا على الذكاء الاصطناعي، أم هو من يعيد تشكيل وعينا اللغوي وتفكيرنا التعبيري؟
    تعمل هذه النماذج الاصطناعية الذكية بأسلوب لا يخلق محتوى ذاتيًا، بل يستجيب للسياق الذي يخلقه المستخدم. فإذا تحدثت بأدب، جاءك الرد مميزًا مهذبًا، وإذا استخدمت لهجة منحطة أو خطابًا هابطًا، فإما أن يُقابلك بتحفظ أو يسايرك ضمن حدود مبرمجة مسبقًا، وفقًا لسياسات الأمان وضوابط النشر الأخلاقي التي تضعها الشركات المطوّرة.
    لكن المعضلة الأعمق لا تكمن فقط في رد الفعل، بل في قابلية هذه النماذج لتعلّم أنماط الكلام المتكررة وتعميمها، مما يعني أنها لا تعكس فحسب، بل تكرّس الأسلوب السائد وتعيد إنتاجه لدى مستخدمين آخرين. وهذا ما يطرح إشكالية التأثير المتبادل: إذا سادت السوقية أو الخطاب التافه في بيئة معينة، فإن الذكاء الاصطناعي – رغم براءته الأخلاقية – قد يصبح ناقلًا غير مباشر لهذا النمط، يعيد تدويره بصياغات محسّنة، لكنه لا يقل ضررًا في الجوهر.
    تقرير لمعهد McKinsey مطلع عام 2025 أشار إلى أن 68% من مستخدمي أدوات الذكاء الاصطناعي شعروا بتحسن في لغتهم وقدرتهم التعبيرية بفضل التفاعل المستمر مع هذه الأدوات، بينما عبر 22% عن خشيتهم من فقدان شخصيتهم الأسلوبية بسبب اعتمادهم الزائد على قوالب جاهزة ومساعدات تعبيرية مكررة. هذه النسبة تكشف أن الفائدة ليست مطلقة، بل مشروطة بدرجة وعي المستخدم وقدرته على استخدام الأداة دون أن يصبح تابعًا لأسلوبها.
    المساعدات الذكية أيضًا ليست مجرد مستجيبة سلبية، فهي تتعلم باستمرار مما يُغذّى بها. كل محادثة، وكل تفاعل، هو بمثابة لبنة في بنائها المعرفي والأسلوبي، ما يجعل من المستخدم جزءًا أصيلًا في رسم ملامح اللغة والتفكير التي تظهر بها هذه الأدوات. ولهذا فإن مسؤولية الحفاظ على رقي الخطاب وجودة التعبير تقع على عاتق المستخدمين، تمامًا كما تقع على عاتق الشركات المطورة مسؤولية عدم الانجرار وراء جذب المستخدمين على حساب الذوق العام.
    في منصات التواصل الاجتماعي مثل Reddit و TikTok، حيث تنتشر لهجات سوقية وخطابات استهلاكية، يُلاحظ أن بعض المساعدات المتكيفة مع هذه البيئات تكتسب تدريجيًا أسلوبًا شعبيًا أو ساخرًا، ما يجعلها أقرب إلى مرآة مشوشة تعكس أسوأ ما في الجمهور بدلًا من تهذيبه. وعلى الجانب الآخر، تظهر النماذج المدمجة في تطبيقات تعليمية أو بيئات أكاديمية وهي تتمسك بمستوى لغوي ومعرفي عالٍ، مما يثبت أن الذكاء الاصطناعي لا ينفصل عن محيطه ولا يتحرك في فراغ.
    الخلاصة.. العلاقة بين المستخدم والذكاء الاصطناعي ليست خطًا واحدًا يبدأ من الآلة وينتهي عند الإنسان، بل هي علاقة تبادلية معقدة، يمكن أن تكون بوابة للارتقاء أو وسيلة للانحدار. ولأن هذه الأدوات أصبحت امتدادًا لوعي المستخدمين، فإن السؤال الحقيقي لم يعد: ماذا يقول لنا الذكاء الاصطناعي؟ بل: ماذا نقول له نحن؟ وماذا نسمح له بأن ينقله عنا للآخرين؟
    إننا – وإن كنا نستخدم هذه الأدوات – ننسى أحيانًا أنها تستخدمنا أيضًا، تسجل وتتعلم وتبني على ما نقوله ونكتبه، لتعود وتقدمه بشكل أكثر اتساعًا وتأثيرًا. وهنا تكمن المسؤولية الثقافية والأخلاقية: إذا كنا نطمح لخطاب عام أكثر رقيًا، فعلينا أن نبدأ من هنا، من الكلمة التي نوجهها لهذه الأدوات، لأنها قد تصبح غدًا لسانًا لا يمثلنا وحدنا، بل ملايين غيرنا.

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الإثنين 04:23 صـ
    9 صفر 1447 هـ 04 أغسطس 2025 م
    مصر
    الفجر 03:38
    الشروق 05:16
    الظهر 12:01
    العصر 15:38
    المغرب 18:47
    العشاء 20:13