لأول مرة.. رئيس المجلس المحلي السابق لأسنا يروي قصة لقائه التاريخي مع محافظ الأقصر

في حلقة خاصة من برنامج "أنا والناس" على قناة "النهار"، استضافت الإعلامية مروة مطر، محمد أبو الغيط، ابن مركز إسنا بمحافظة الأقصر، والرئيس السابق للشؤون المالية بالإدارة الصحية بأسنا، والمعروف باهتمامه بالشأن الاجتماعي والثقافي لمحافظته، وكشف عن رؤيته لتطوير الأقصر وأهم التحديات التي تواجه المحافظة.
أبو الغيط يروي قصة رئاسته للمجلس المحلي وانتقال التبعية للأقصر
وتحدث محمد أبو الغيط، عن تجربته كرئيس للمجلس المحلي لمركز ومدينة إسنا في الفترة من 2009 إلى 2010، وروى تفاصيل اختياره من قبل 92 عضوًا، وكيف صادف أن فترة رئاسته تزامنت مع إعلان محافظة الأقصر وانتقال تبعية المجلس إليها.
وأشار إلى إصراره على عدم عقد أي جلسة للمجلس المحلي إلا بحضور محافظ الأقصر آنذاك، اللواء الدكتور سمير فرج، وذكر أنه في أول لقاء له مع المحافظ، طلب الأخير من المجلس إعداد رؤية مستقبلية لتطوير المركز خلال أسبوع، وهو ما وصفه الغيط بالمسؤولية الكبيرة، لكنها كانت بداية الطريق الصحيح للعمل الاستراتيجي.
رؤية 2030: الأقصر تستحق الصدارة وإمكانيات غير مستغلة
وفي حديثه عن رؤية مصر 2030، أكد أن الأقصر محافظة عريقة وتاريخية، وتمتلك من الإمكانيات ما يؤهلها لتكون في الصدارة، ليس من باب العصبية، بل لاستغلال قدراتها الكبيرة، وطمح إلى أن تكون الأقصر بحلول عام 2030 قد استكملت جميع خدماتها واكتفت ذاتيًا.
وركز على ضرورة إنشاء مصانع في الظهير الصحراوي الشرقي والغربي للمحافظة، والذي يمتد من البحر الأحمر شرقًا وحتى حدود ليبيا غربًا، موضحًا أن هذا الظهير غني بالمعادن مثل الطفلة والفوسفات، والتي تصلح لإقامة مصانع للأسمدة، كما شدد على أهمية استغلال المحاصيل الزراعية الوفيرة في الأقصر، وخاصة الطماطم، التي تُعد إسنا من أكبر مراكز إنتاجها، ودعا إلى إقامة مصانع للصلصة والمواد الغذائية لتثبيت سعر مجدٍ للمزارع، وتقليل الهدر، وفتح أبواب جديدة للتصدير، مع توفير التدريب اللازم للمزارعين لإنتاج محاصيل ذات جودة تصديرية.
وفيما يخص مشكلة نقص الأسمدة الزراعية، أكد الغيط أنها الشكوى الأكبر للمزارعين حاليًا، مطالبًا بضرورة إيجاد حلول جذرية لدعم المزارع، وهو ما سينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني ويقلل من الحاجة للاستيراد.
المعلم.. حجر الزاوية في بناء مصر الحديثة
وشدد على أن التعليم هو الحل الحقيقي لإصلاح جميع المجالات في البلاد، مؤكدًا على ضرورة إعادة مكانة المعلم لتصبح الوظيفة الأولى التي يطمح إليها الجميع، وليست مجرد بديل عن كليات القمة.
وطالب بأن يُحاط المعلم بحصانة تفوق جميع الحصانات الأخرى، وأن يحصل على رعاية مادية تجعل راتبه الأعلى بين جميع الوظائف، وبرأيه فإن ذلك سيُخرج جيلًا جديدًا من العقول المتميزة التي تدفع مصر نحو التطور والتقدم، داعيًا إلى خضوع المعلمين لبرامج تدريبية متطورة تواكب آخر ما وصلت إليه الدول المتقدمة في مجال التعليم.
رؤية جماعية للنهوض بالصعيد.. الشباب في قلب التنمية
وفي حديثه عن كيفية صياغة رؤية مستقبلية صحيحة، أكد على أهمية العمل الجماعي وتشكيل فريق عمل من الشباب المتخصصين في شتى المجالات (مهندسين، أطباء، إلخ)، وانتقاء العناصر المميزة صاحبة الفكر والنبوغ، موضحًا أن الرؤية الجماعية التي تستفيد من طموحات الشباب وخبراتهم ستكون أفضل بكثير من الرؤية الفردية.
كما كشف عن نيته اختيار خمسة شباب ليكونوا بمثابة مندوبين له في حال حصوله على مقعد في مجلس الشيوخ، ليتولوا مهمة الاحتكاك بالوزارات وقضاء طلبات الناس المختلفة، ويرى أن هذا سيمنح هؤلاء الشباب خبرة قيمة ويؤهلهم ليصبحوا نوابًا قادرين على خدمة بلادهم في المستقبل.
اللجان العرفية في الصعيد.. ركيزة لحل النزاعات
وتطرق إلى دور اللجان العرفية في الصعيد، مؤكدًا على قيمتها واحترامها في حل الخلافات بين العائلات والأفراد، وحتى في القضايا التجارية، موضحًا أن هذه اللجان تعمل على تحكيم الشرع وابتغاء وجه الله في أحكامها، بهدف إحلال السلام والعدل بين الناس، مشيرًا إلى أن النية الصادقة للإصلاح هي أساس نجاح هذه اللجان، وأن رصيدها الحقيقي يكمن عند الله.