الخميس 10 يوليو 2025 10:53 صـ 14 محرّم 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    ماتوا البنات.. يا وجع كفر السنابسة يا بلد!!

    كافحوا في صمت، وعاشوا في ستر، إلى أن عرتهم أيادي الإهمال، والضمير الخرب، لم يكتبوا منشورات على الفيس بوك، ولم يستخدموا يوماً اللايف، بنات العز ولو ضاق بهم الحال، فتبقى كرامتهم وعفتهم ساترة لضيق حالهم، بينهم المهندسة، ومشروع طبيبة، ومن تكافح لتتستر وتذهب لصاحب النصيب.

    ١٣٠ جنيهاً هي أجرة كل زهرة اقتطفها الموت على الطريق الإقليمي، بدون سابق إنذار، بدون أن يعرفوا مع معنى كلمة خيانة وطن، ولم يكونوا على علم بمعنى الإهمال، وموت الضمير واندثار الرحمة، لم يعرفون معنى كلمة فساد، فلم يعيروا أذانهم لبرامج التوك شو، ولا صفحات الفيس بوك، ولا يعرفون كلمة التريند.

    ١٩ وردة كانت كل تتلخص جل أمانيهم أن يعيشوا ويفرحوا وفجأة ماتوا البنات ليس فقط من رعونة سائق، أو خطأ سائق آخر، بل ماتوا بسبب فقر يطاردهم بسرعة جنونية، وفساد هو قائد للسيارة التي يستقلونها، ومسؤول لا يعرف لقلبه الرحمة طريقا.

    اقرأ أيضاً

    ماتوا من أجل لقمة عيش مغموسة في وجع، منهم من كانت تحلم بفستان أبيض، ولكنها كُفنت داخل كفن أبيض، منهم من كانت تحلم بأن تُسعد والدتها عادت لأمها ملفوفة في قطعة قماش، جميعهم كانوا يحلمون بمستقبل، رجعوا بدون حلم ولا وداع، كانوا لا يعرفون أن الدنيا هي الغالية والروح فقط هي الرخيصة.

    لم يرى أحد دموعهم وهي تنسكب مختلطة بدماءهم الذكية الطاهرة، لكن الله رأى واحتسب، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا... يا وجع كفر السنابسة يا بلد.

    من هو الجاني الحقيقي؟ ليس ضميراً مستتراً تقديره القدر فقط، ولكنه فاعلُ ظاهرُ، أبى أن يذهب ليضمد جراح المكلومين، أبى أن يذهب ليطبطب على قلوب انشطرت إلى نصفين، فزهرة حياته أخذت تذكرة من وزارة النقل "ذهاب بلا عودة"، من المسؤول عن تلك الفواجع؟ من يتحمل فاتورة الدم؟، ما يزيد عن عشرة سنوات تتحمل الدولة فوائد قروض، كانت وزارة النقل لها نصيب الأسد منها، ومع ذلك معالي الوزير المُحصّن، لا يرى عيباً واحداً في وزارته، لا يعبأ بحادث راح ضحيته ١٩ فتاه في ربيع العمر.

    لن يتحدث، لن يشاطرهم الحزن، لن يُعزي، لن يعلق، لن ولن ولن وألف لا ولن، هو الوزير لا كذب، هو الصح والجميع خطأ، ولن يُلام ولن يُحاسب، والسؤال.. معالي الوزير ماسك علينا أيه؟ وفي مشهد يجسد الآية الكريمة (قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار)، طلع علينا رئيس مجلس الوزراء في مؤتمرين متتالين دون أن يقدم واجب العزاء أو حتى يُلمح لهذه المأساة!!، ماذا حدث لنا؟ ماذا جرى لقلوبنا لضمائرنا، شكراً يا حكومة.

    سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نطالب سيادتكم بالتدخل لمحاكمة شركات الطرق التي تعمل بالباطن لصالح شركات أخرى، شركات الطرق هي المتسبب الأول والأخير في حوادث الطرق، فقط افتحوا التحقيقات وحاسبوا لجان التفتيش والرقابة والمتابعة بوزارة النقل، واسألوهم عن المليارات التي صرفت على البنية التحتية في مصر، ولماذا تسوء حالة الطرق بعد التسليم، ثم حاكموا الشركات المنفذة المتلاعبة بأرواح المواطنين، ثم حاكموا وزير النقل على قسوته أولاً ثم بعد ذلك إهماله.

    حوادث الطرق تقع في كل مكان ولا ضامن لعدم وقوعها هذا حقيقي وواقع لا جدال فيه، ولكن ما حدث بالأمس ليس مجرد حادث طريق، والقضية ليست بسيطة ليتحدث البعض عن الجباية او حقوق العاملات، هذه أمور مهمة.. نعم ولكن المسألة أعمق من هذا بكثير.

    حادث الأمس هو التمثيل الحقيقي لفلسفة ما يحدث في مصر في مسألة التطوير السريع، بكل ما تحمل الجملة من معنى، الاستهتار بالمعايير الفنية ودراسات الجدوى وفرض الرأي وعدم الاهتمام بالإنسان، فلسفة اخذ اللقطة و(مش مهم) بعدها ماذا سيحدث.

    فلسفة الافتتاحات الكثيرة بالفيديو كونفرنس: وتمام يا فندم، وتولية أهل الثقة وفرض الرأي هي طريقة قاتلة لكل إنجاز، طريق أنفقوا عليه ملايين، ثم يظل عاما أو عامين يعمل (بفردة) واحدة لأن الأخرى حدث بها هبوط، وطريق بلا وسائل أمان ولا اشراف أمني ولا تنظيم ولا تفتيش لحركة السير، ومسؤول في موقعه لا يحاسبه أحد ولا يجرؤ على مراجعته أحد فلسفة (اللقطة) التي نعيشها في كل شيء عند الافتتاح جميلا ويبدو منجزا ولكنه منجز بلا خطط إدارة ولا صيانة ولا تأمين ولا تفكير في الإنسان الذي من المفترض أن هذه الإنشاءات تخدمه فإذا هي تقتله.

    ٢ تريليون جنيه تم انفاقها، والبلد استدانت وغرقت في الديون لأجل الطرق والنية التحتية، فهل نستفيق من مشروعات اللقطة، ونبدأ في دراسة حقيقية لكل مشروع مستنداً إلى أبحاث وتجارب حقيقية، أم سنعيش في بوتقة تمام يا فندم، ٣ ساعات والمشروع يخلص!!، لو لم نستفيق سنستيقظ يومياً على حوادث كثيرة ولن يكون حادث الإقليمي هو الأخير في ظل إدارة لا تتعلم من أخطاءها.

    كفر السنابسة حادث الإقليمي وزير النقل رئيس مجلس الوزراء شركات الطرق المسؤولين ١٩ فتاة حادث الاهمال

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الخميس 10:53 صـ
    14 محرّم 1447 هـ 10 يوليو 2025 م
    مصر
    الفجر 03:17
    الشروق 05:01
    الظهر 12:00
    العصر 15:36
    المغرب 18:59
    العشاء 20:31