خالد مصطفى يكتب: الوزير النرجسي

اشرف صبحى وزير الشباب والرياضة تزداد نرجسيته يوم بعد يوم بسبب رفضه القاطع للنقد وتصميمه على إبراز ذاته بطرق مختلفة واعتقاده دائماً بأنه الأفضل بالإضافة لإنعدام تعاطفه مع الآخرين وسعيه للسيطرة والاهتمام بذاته فقط كما أن الظروف الأخيرة أثبتت من خلال تعاملاته المباشرة مع البشر بأن لديه حالة من
التركيز المبالغ فيه على صورته العامة وصوره الشخصية في وسائل التواصل الإجتماعى ونسى أنه وزير ومسئول فى الحكومة المصرية وكذا تعامله الزائد بعصبية أو تجنب المسؤولية عند توجيه نقد أو سؤال من الجمهور أو المعارضين
كل تلك التصرفات تثبت بأنه شخص نرجسي ويحتاج تشخيصاً نفسياً رسمياً لا مجرد ملاحظة سلوكية وإذا تابعنا العديد سلوكياته مثل رفض النقد والاستعراض الشخصي أو الطابع الأناني في السياسات فهذه قد تكون علامات محتملة وقوية للنرجسية أما الأخطاء فهى كثيرة ومتعددة منها إهماله واهمال الوزارة اثناء مواقع المراهنات علماً أن الوزير شكّل لجنة فقط دون اتخاذ تنفيذ حقيقي بل وابلغت الوزارة اغلب الإعلاميين بعدم التحدث فى هذا الأمر نهائيا كما طالت الوزارة شبهات فساد واهدار المال العام ولا ننسى ان لجنة الرياضة بالبرلمان استدعت الوزير ورئيس شركة المدن للتحقيق بخصوص الملاعب التي تم تسلمها بحالة متردية
بعد أشهر من التسليم مع تقارير عن ملحقات فنية مسلّمة دون مطابقتها للمواصفات
ولا حياة لمن ينادى ولا ننسى أيضاً عملية التعيين التى ضمت تعيين أشخاص متوفين حيث كان قرار الوزير بتجديد وكلاء مديريات الشباب الرياضة لعام 2021 تضمن اسم شخص توفي منذ أكثر من عام بفيروس كورونا
مما أثار حرجاً كبيراً للوزارة كما ان هناك واقعة اخرى لمعاون الوزير الذي أساء فيها بل واستهزأ فى تصرفه أثناء محاولاته لنقل جثمان والدة أحد المغتربين مما دفع الوزارة لإحالته للتحقيق معلنة أن هذا السلوك فردي وغير مقبول كما ان تدهور البنية التحتية فى مراكز الشباب بمئات القرى والنجوع أدت الى تهالك الملاعب وعدم صيانتها منذ سنوات، وهى الوسيلة الوحيدة للشباب على الرغم من الوعود المتكررة بالتطوير ولم ولن يحدث وهذا أدى إلى انعدام النشاط الرياضي والثقافي فى مختلف المراكز الشبابية وتحول الكثير منها إلى مبانى مهجورة أو أماكن للجلوس فقط دون تنظيم فعاليات أو أنشطة ترفيهية أو تدريبية لتفريغ طاقة الشباب ولكن نجح الوزير وبجدار فى أن يملأ المقاهى والكافيتريات بخير شباب مصر ودا بسبب غياب التمويل العادل من الوزارة لأنها تقوم بتمويل بعض المراكز الكبرى في المدن بينما تُهمل المراكز في المناطق الريفية رغم دورها المحوري في تنشئة النشء كما ان هناك شكاوى كثيرة من استخدام بعض مراكز الشباب في الحملات الانتخابية أو التجمعات الحزبية التى
لا علاقة لها بالهدف المجتمعي وقد أدت هذه التصرفات إلى انهيار منظومة اكتشاف المواهب وغياب واضح للمشروع الذي أُعلن عنه عام 2018 والذى كان يستهدف رعاية مواهب في ألعاب مثل المصارعة الجودو التايكوندو رفع الأثقال لكنه لم يُفعّل بشكل جاد في معظم المحافظات كما غابت معه خطط الاستمرارية والمتابعة حيث لا توجد لجان متابعة حقيقية للمشروع على أرض الواقع ولا تقارير منشورة عن عدد الأبطال الذين تم تخريجهم أو دعمهم
وعدم وجود الكوادر المؤهلة للتدريب وشكاوى كثيرة من غياب مدربين محترفين في المحافظات مع ضعف حوافز المدربين ما أدى لعزوفهم عن المشاركة فى هذا المشروع بالاضافة لفشل الوزارة فى التسويق الإعلامي للمشروع ان ما فعله الوزير خلال تلك السنوات يعكس خللاً واضحاً في إدارة الأولويات فبدلاً من تطوير البنية الأساسية لمراكز الشباب واكتشاف الأبطال في المحافظات انشغل الخطاب الوزاري بالاحتفاليات الرسمية والمؤتمرات بينما تتراجع المواهب المصرية الصاعدة يوماً بعد يوم وهناك العديد من الأندية خصوصاً الشعبية في الأقاليم اشتكت من تجاهل الوزير لمطالبهم الخاصة بالدعم المالي
أو تطوير البنية دون حتى رد رسمي والنادى الإسماعيلي خير دليل على ذلك كما ان الوزير متمسك بالتمييز في المعاملة
بين الأندية ومثال على ذلك خلافه المصطنع مع الأهلي تحديداً حيث نشب أكثر من خلاف غير مباشر مع إدارة النادي الأهلي خاصة بشأن ملف ستاد الأهلي صمته عن هجوم بعض الشخصيات الإعلامية المقرّبة من الوزارة على رئيس النادي محمود الخطيب ظهوره في مناسبات خاصة بمنافسين دون توازن دبلوماسي كرجل دولة كما انه يظهر في تصريحاته التلفزيونية أحيانًا وكأنه يمُنَ
على الإعلام بالرؤية أو المعلومات
مع عدم قبوله النقد بسهولة كما تتميز فترته ايضاً برفضه الواضح حضور اى برامج نقدية كما يتحاشى الظهور في الإعلام الذي يطرح أسئلة جدلية مفضلاً البرامج الموالية أو المسطّحة
ما أثار تساؤلات عن مدى الشفافية كما انه يرد على الإعلاميين بطريقة استعلائية
كما انه يتجاهل مقترحات الاتحادات الرياضية وأغلب الاتحادات تقدموا بشكاوى من أن الوزير يُصدر قرارات تخصهم دون الرجوع إليهم فعلياً مما يُضعف دوره
وان هناك شعور بأن معالى الوزير
يُمسك بكل خيوط القرار دون تفويض حقيقي أو احترام لاستقلالية الهيئات خصوصاً في اختيارات اللجان والدعم الفني
اما فى الاجتماعات واللقاءات العامة يُقدم نفسه كمرجع أعلى وليس كشريك في المنظومة وهو ما يتناقض مع روح العمل الرياضي الجماعي وقد أثبتت السنوات بأن أسلوب الوزير في إدارة العلاقات الرياضية يبدو أقرب إلى الإدارة الفردية المتعالية من كونه نموذجاً تشاركياً يعتمد على الإنصات والتعاون فهذا الأسلوب مهما بدت نواياه تكنوقراطية يُؤدي إلى عزلة الوزارة عن أهم عناصر المنظومة الرياضية