خالد مصطفى يكتب: الوزير والخطيب

منذ تولي الدكتور أشرف صبحى منصب
وزير الشباب والرياضة في عام 2018 خاض العديد من التحديات في محاولة لإصلاح
وتطوير المنظومة الرياضية والشبابية في مصر وعلى الرغم من بعض الإنجازات التي تحققت
إلا أن فترة ولايته لم تخلوا من الأخطاء التي أثارت الجدل والنقد من مختلف الأوساط سواء من الإعلام أو الرياضيين أو حتى الشباب أنفسهم
أُخذ على الوزير في بعض الأحيان سكوته
أو تبنيه لقرارات يُنظر إليها على أنها ذات طابع سياسي داخل الأندية والاتحادات مما أثار تساؤلات حول استقلالية القرار الرياضي
وهو ما أدى إلى أزمات في مؤسسات مثل
اتحاد الكرة وأندية القمة كالأهلي والزمالك
وعلى الرغم من وعوده المتكررة بتطوير مراكز الشباب في القرى والمناطق النائية نلاحظ ان الكثير من الشباب قد إشتكوا من بطء التنفيذ
أو ضعف جودة الخدمات ما جعل هذه المراكز في بعض الأماكن عاجزة عن تأدية دورها الحقيقي في احتضان المواهب وتنمية الوعي الشبابي وهناك مئات القرى محرومة من المراكز الشبابية حتى مركز بلبيس مسقط رأس الوزير من اكثر المراكز إهمالاً وهناك قرى عديدة بلا ملاعب أو مراكز شباب
لقد أهتم الوزير بالتركيز على الجانب الإعلامي أكثر من التركيز على الملفات الجوهرية
حيث شهدت الرياضة المصرية في عهده إخفاقات مؤلمة في العديد من المحافل الدولية مثل عدم التأهل للألمبياد لبعض الألعاب الجماعية أو الخروج المبكر لمنتخبات كبرى دون محاسبة واضحة أو مراجعة عميقة للأسباب الفنية والإدارية مما أضعف ثقة الجمهور في قدرة الوزارة على ادارة الملفات المهمة المشكلة ان الوزير حريص دائما على الظهور بمظهر الداعم للرياضة المصرية ومؤسساتها وعلى رأسها النادي الأهلي باعتباره أكبر وأعرق الأندية المصرية والأفريقية والعالمية لكن الواقع أثبت أن العلاقة بين الوزير ومحمود الخطيب رئيس النادي الأهلي لم تكن دائماً في أفضل حالاتها بل شهدت خلافات صامتة وأحياناً علنية أثارت الجدل بين الجماهير والمراقبين حيث يرى الكثير من أنصار الأهلي أن الوزير لم يكن دائماً محايداً بين القطبين الأهلي والزمالك خاصةً خلال فترات التوتر التي طغت على الساحة ومنها ما ارتبط بتصريحات
أو مواقف بدت داعمة للزمالك أو متساهلة مع تجاوزات بعض مسؤوليه في حين كانت مواقف الوزارة أكثر صرامة تجاه الأهلي أو متجاهلة لأزماته حيث تقدم النادي الأهلي في أكثر من مناسبة بمذكرات رسمية إلى وزارة الرياضة يشكو فيها من تجاوزات رياضية وإعلامية
سواء من اتحاد الكرة أو من بعض القنوات والبرامج والأشخاص لكن الرد الوزاري كان إما متأخراً أو غير حاسم مما اعتبره الخطيب ومجلسه تقصيراً متعمداً أو تجاهلاً غير مبرر
على الرغم من الاجتماعات الرسمية بين الوزير ورئيس الأهلي فإن العلاقة الشخصية بينهما توصف بأنها فاترة وغير ودية وهناك انطباع داخل أروقة القلعة الحمراء بأن الوزير لم يمنح الأهلي نفس الدعم المعنوي والمؤسسي الذي يمنحه لنادى الزمالك الوزير يعلم تماماً بأن محمود الخطيب أحد أهم رموز الرياضة المصرية على الإطلاق إلا أن الكثير من الجماهير يرون أن الوزير لم يُظهر تقديراً كافياً لشخصه سواء في الأزمات أو في المناسبات العامة على عكس ما يحدث مع شخصيات أخرى أقل
تأثيراً وهو ما زاد الفجوة بين الطرفين
فتصريحات الوزير فى الغالب مجاملة وابتساماته باهتة لكن من يعرف كواليس القرار الرياضي المصري يدرك أن العلاقة بين صبحي والخطيب مليئة بالشكوك وأن الفتور بين الرجلين ليست مجرد تباين شخصي بل انعكاس لخلاف أعمق بين رؤية الأهلي لما يجب أن تكون عليه العلاقة مع الدولة، وبين أداء الوزارة تجاه أكبر مؤسسة رياضية في الشرق الأوسط
الأهلي يرى أنه لم يحظى من الوزير بما يليق بتاريخه ودوره الريادي فحين تعرض النادي لحملات تشويه إعلامية أو استهدافات من لجان رياضية
أو ضغوط تعاقدية ومؤسسية غاب الدعم الحكومي الصريح وصمتت الوزارة في وقت كانت فيه في مقدمة المدافعين عن مؤسسات اقل شعبية وتواجد فى المحافل الأفريقية والعالمية من الأهلي يامعالى الوزير محمود الخطيب ليس مجرد رئيس نادى بل رمز وطني ورياضي وشخصية
لا تحب أن تُدار من خلف الستار وهو الذى أزعج البعض في دوائر القرار شخصية خجولة أمام الإعلام لكنها حاسمة داخل المؤسسات لا تقبل أن يُفرض عليها ترتيب سياسي ولا أن تتحول إلى أداة لتجميل مشهد
أو تسكين أزمة وجماهير الأهلي ليست جماهير نادى فقط بل قوة ضغط شعبي ضخمة تفهم المشهد وتتابع التفاصيل وتشعر أن ناديها يُقصى أحياناً من المشهد الرسمي رغم أنه الرافعة الأولى للرياضة المصرية في كل المحافل الدولية وقد أصبحت الجماهير طرفاً مباشراً في هذا الخلاف ترفض الصمت وتطالب بالعدالة
وتنتظر أن تعود العلاقة بين الوزارة والأهلي إلى مسار الشراكة لا للدفع بها فى زاوية التهميش ياسادة ان الاختلاف في وجهات النظر بين المؤسسات طبيعي بل صحي لكن الأخطر من ذلك هو التجاهل المتعمد لمؤسسة وطنية بحجم الأهلي ولرئيس بقيمة محمود الخطيب الكرة المصرية لا تحتمل خلافات خفية ولا يجب أن تُدار بالمراسلات والبيانات والابتسامات الباهتة هي تحتاج وضوحاً وشراكة حقيقية لا تعالياً من جهة ولا استجداء من أخرى فإما
أن تعود العلاقة إلى وضعها الطبيعي قائمة على الاحترام والندية والتعاون أو سيبقى الصمت الرسمي عنواناً لعلاقة مأزومة لا تليق بالأهلي ولا تليق بمصر الخلاف بين أشرف صبحي ومحمود الخطيب ليس مجرد خلاف شخصي بل يُعبّر عن أزمة ثقة أعمق بين بعض المؤسسات الرياضية والجهات الحكومية
وهي أزمة يجب حلّها بالحوار والاحترام المتبادل لا بالتجاهل أو التصعيد النادي الأهلي مؤسسة وطنية كبرى ووزارة الرياضة جهاز تنفيذي مهم وأي صدام بينهما يضر بالرياضة المصرية ككل
يامعالى الوزير ماحدث مع النادى الأهلى أثناء السفر لكأس العالم للأندية عيب كبير عليك كمسئول تمثل الدولة اللى الأهلى رايح يرفع علمها فى الولايات المتحدة