خالد مصطفى يكتب: قائد بحكمة الأنبياء

بعد عاصفة يناير 2011 خرجت مصر من الظلام تحمل في مقدمتها رجلاً لم يتكلم كثيراً لكن أفعاله دوّت في كل ركن من أركان الدولة رجل لم يأتِ بوعود براقة بل أتى بحكمة نادرة وصدق في النظرة وجرأة في القرار ليقود مصر من هاوية الانقسام إلى قمة البناء والاستقرار
منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة مصر في واحدة من أكثر مراحل الدولة تعقيداً ظهرت ملامح حكمته في إدارة دولة بحجم وتاريخ وتطلعات مصر فقد استطاع أن يجمع بين الحزم والرؤية بين الواقعية والطموح مؤسساً لعهد جديد يضع فيه الأمن القومي والاستقرار أولاً دون أن يغفل أهمية البناء والتنمية على جميع المستويات حينما تقلد الرئيس السيسي ادارة شئون البلاد إستطاع أن يقرأ الواقع الإقليمي والدولي قراءة واعية
وهو ما مكّنه من التعامل مع مختلف الملفات بحكمة وتأنى لقد تجلت حكمة الرئيس في اعتماده على رؤية استراتيجية طويلة المدى ظهرت ملامحها في مشروعات قومية عملاقة مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية ومبادرة حياة كريمة ومحطات الطاقة الشمسية والنووية ومشروعات البنية التحتية والطرق
التي أعادت تشكيل خريطة التنمية في مصر
اتسمت سياسة الرئيس الخارجية بالحكمة والتوازن حيث أعاد لمصر مكانتها الإقليمية والدولية دون الدخول في صراعات مع أحد
بل عبر الوساطة الإيجابية والدعوة إلى الحوار والحلول السلمية وكان حضوره في المحافل الدولية لا سيما في قضايا المناخ والطاقة
والأمن تأكيداً على دور مصر القيادي
في المنطقة والعالم فكان حرصه الدائم على التواصل المباشر مع المواطنين والإنصات لاحتياجاتهم فلم يتردد أبداً في اتخاذ أى قرارات صعبة مثل تحرير سعر الصرف أو تقليص الدعم لكنه كان دائماً يسبق هذه القرارات بخطاب صريح يشرح فيه الأسباب والنتائج ويحرص على توجيه الدعم للفئات الأكثر احتياجاً
الرئيس عبد الفتاح السيسي واحداً من القادة الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية وطن يئن تحت وطأة الفوضى فاستنهضه بالعقل قبل القوة وبالحكمة قبل القرار لم تكن مصر في 2013 تمر بمرحلة انتقالية عادية بل كانت على حافة الانهيار الكامل وسط هذه الفوضى برز السيسي بخطابه المتزن وقراءته العميقة للمشهد فاختار طريقاً صعباً وفضل أن ينحاز لإرادة الشعب دون أن يسمح بانزلاق الوطن نحو مصير مجهول لم يتحدث بلغة الانفعال بل بلغة رجل الدولة منذ اللحظة الأولى لم يكن الرئيس السيسي طامعاً في سلطة بل باحثاً عن دولة قوية حديثة راسخة الأعمدة خطواته كلها مدروسة وكان صبره على النقد وعلى صعوبة الملفات جزءاً من حكمته فحكمة الرئيس تجلت في وعيه بأن التنمية الحقيقية لا تبدأ من الحجر بل من البشر حيث أطلق المبادرات التعليمية ودعمه للبحث العلمي ورعايته لبرامج الرعاية الصحية وأعاد الاعتبار للفئات المهمشة من ذوي الهمم والمرأة والفلاح والعامل لم يكن حديثه عن العدالة الاجتماعية مجرد شعار بل كان التزاماً عملياً قابل للتنفيذ
إتسمت سياسة الرئيس الخارجية بميزان
من الذهب لأننا في عالم تتصارع فيه القوى وتتصادم فيه المصالح حيث اختار
نهجاً مختلفاً حافظ فيه على توازن العلاقات
مع الشرق والغرب دون أن يفرط في ثوابت مصر أو يخضع لأى ضغوط خارجية وجعل من مصر صوتاً عاقلاً في كل القضايا العربية والعالمية وظهر سنداً لأشقائه فبات العالم ينظر إلى القاهرة كقلب نابض للحكمة في الشرق الأوسط أهم مايميز الرئيس السيسي أنه لم
يخدع الشعب بشعارات رنانة أو كلمات حالمة
بل تحدث بصدق وشجاعة مع الشعب
حتى في أقسى اللحظات قال الحقيقة كما
هي لأنه يعلم أن الشعوب العظيمة لا تبنى على الوهم بل على الوعي فهو من قال
مفيش تحدي صعب على المصريين فصدقناه لأننا رأينا الصدق في عينيه قبل كلماته لقد واجه الرئيس ملفات عديدة ومعقدة منها الإرهاب المسلح والانهيار الاقتصادي من انهيار الخدمات إلى فقدان الثقة في الدولة لكنه لم يهرب ولم يؤجل المواجهة بل قرر أن يضع يده على الجرح ويداويه فهو من أعاد بناء الجيش والأمن دون أن يغلق الباب أمام الحريات وأطلق مشروعات تنموية هائلة لم تتوقف حتى في أحلك الظروف
في كل خطوة كان يدرس ويصبر ثم يقرر
بحكمة لا تهتز وثبات لا ينكسر
لقد استطاع الرئيس أن يفرض كلمة مصر
في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء وأجبر الجميع على احترام مصر لم يخضع لأى ضغوط وأعاد لمصر مكانتها في إفريقيا والعالم العربي وفى المحافل الدولية ووقف بجانب القضية الفلسطينية ورفض تصفيتها ورفض التهجير ولم يرضخ للضغوط الأمريكية ولم يعبأ بها وأعاد مصر
إلى دورها كقلب للأمة لا تابعاً لأى رئيس ممن يصنعون القرار العالمى
عبد الفتاح السيسي لا يُقاس بمنصبه بل يُقاس بما يتركه من أثر في ضمير الوطن
هو الرئيس الذي دخل التاريخ بمحبة شعبه وتفوق جيشه ودموع الأمهات التي وجدت فيه أخير اً من يحمي أبناءها عبد الفتاح السيسي
قاد بصمت بنى بحب وصنع تاريخاً سيظل محفوراً في ذاكرة كل مصري إنه قائد بحكمة الأنبياء وثبات الجبال وإرادة لا تعرف المستحيل