خالد مصطفى يكتب: هدير من العطاء

يبدو أن هدير عنتر شخصية بارزة بكونها مؤسِّسة مؤسسة روح الحياة تُعرف أيضًا باسم روح الحياة كما أنها تمارس أدواراً قيادية ومبادراتية وتركز على الحملات المجتمعية مثل تكريم شهداء الوطن في ذكرى يوم الشهيد
ولأننا في زمن تتعالى فيه التحديات وتتسابق فيه المجتمعات نحو التنمية تبرز أسماء خُلقت لتكون فارقة تقود القلوب قبل أن تقود المؤسسات ومن بين هذه الشخصيات اللامعة تلمع الدكتورة هدير عنتر كرمز للعطاء الإنساني والعمل الأهلي فى محافظة الشرقية
بداية الحلم
لم تكن روح الحياة مجرّد اسم بل رؤية إنسانية نبيلة سعت هدير إلى تحقيقها مؤمنة بأن التغيير الحقيقي يبدأ من الجذور ومن الإنسان تحديداً فمنذ لحظة التأسيس وضعت نُصب عينيها هدفاً واضحاً لإعادة الأمل لمن فقدوه ورسم البسمة على وجوه أنهكها الواقع المؤلم
انطلقت المؤسسة لتخدم فئات المجتمع المختلفة مع تركيز خاص على أسر الشهداء والمهمشين والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وقد نظّمت المؤسسة العديد من الحملات التي أثارت إعجاب المجتمع المصري مثل حملات تكريم أسر الشهداء في المناسبات الوطنية المساعدات الطبية والغذائية للمحتاجين مبادرات تمكين المرأة وتدريبها على الحِرَف رعاية الأيتام والأطفال ذوي الإعاقة
في المناسبات والأعياد
لم تتعامل هدير مع مؤسستها كرئيسة فقط
بل كأم حنون لكل مستفيد من خدماتها تتابع أدق التفاصيل بنفسها وتؤمن أن القيادة ليست بالمكاتب بل بالنزول إلى الميدان ولم يكن غريباً أن نشهد مشاركتها الفاعلة في كل حملة وأن تُكرَّم من جهات محلية ودولية تقديراً لجهودها
لم تقتصر إنجازات المؤسسة على المبادرات الميدانية بل حملت قضيتها إلى المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي لتكون صوتاً لمن لا صوت له ويتابعها الآلاف ممن وجدوا في كلماتها ملاذاً إنسانيًا وأملاً جديداً
من خلال مؤسسة روح الحياة أثبتت هدير
أن العمل الخيري ليس رفاهية بل رسالة وأن المجتمع لا يُبنى فقط بالقوانين بل بالأيدي الرحيمة التي تمتدّ لمداواة الجراح وها هي
اليوم تواصل المسير بقلب مؤمن وعقل واع
وإرادة لا تلين بالفعل هذه السيدة قررت أن تصنع الحياة من الروح
نظراً لأننا في عالم يبحث فيه الكثيرون عن أضواء الشهرة والمناصب اختارت هدير أن تكون الضوء ذاته لا لتُرى بل لتُنير طريقاً للآخرين عبر مشروع إنساني يحمل اسماً يليق برسالته مؤسسة روح الحياة لم تكن رحلتها رحلة تقليدية فقد جمعت بين العلم والعمل وبين الفكر والرحمة حصلت على درجات علمية متميزة لكنها لم تتوقف عند حدود الشهادات بل انطلقت بفكر مجتمعي عميق ترى فيه أن العلم بلا إنسانية ناقص والعمل بلا رؤية عبث
حينما أسست هدير مؤسسة روح الحياة
أسستها انطلاقًا من إيمان داخلي بأن المجتمع
لا يُبنى فقط بالقوانين والسياسات بل بالأمل والاحتواء المؤسسة لم تأت لتكون رقماً بين آلاف الكيانات الموجودة بل لتكون نبضاً حياً يلامس القلوب المنسية ويجبر الخواطر وكسر الأرواح التي أرهقها الفقد أو الفقر أو النسيان
لقد أصرت خلال تلك الرحلة المجتمعية أن تكرم وترعى أسر الشهداء ليس فقط بالدعم المادي بل بالاحتضان الإنساني والرسائل النفسية الصادقة منها تمكين المرأة المصرية اقتصادياً ونفسياً من خلال ورش عمل ومشروعات صغيرة قابلة للتنفيذ الفورى بالاضافة لدعم ذوي الهمم عبر مبادرات تعليمية وتأهيلية وكذا حملات صحية وغذائية للفئات الأشد احتياجاً
خاصة في الأرياف والمناطق المهمشة ورعاية الأيتام وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم
في المناسبات والأعياد
ما يميّز هدير عنتر ليس فقط موقعها القيادي بل حضورها الإنساني والميداني فهي حاضرة
في كل حملة تتحرك تسمع وتُصغي تتألم لألم الناس وتفرح لفرحهم وهي تؤمن أن الخير
لا يُدار من المكاتب بل من القلوب التي تخفق للمحتاجين فإذا كان الله قد وهبك القدرة فلا تبخل بها على من لا يملك شيئاً سوى الأمل
فى هذا الطريق تسير هدير لا تطلب التصفيق
بل ترجو أن تترك أثراً طيباً يبقى بعد أن تغادر الضوضاء هدير عنتر ليست فقط مؤسسة
روح الحياة بل هي الروح التي قررت
أن تمنح الحياة لمن نسيتهم الحياة