رانيا براغيث تكتب : الأنثى الساكنه في أنا !)


ادركت كم اشتقت لها .. كم افتقدت تلك الانثي .. تلك المرأه بنعومه مشاعرها و نقاء سريرتها ..
كنت لا احمل منها في ذكراي غير رائحه عطرها المميز الذي يخلفه تلك الجلد الناعم على كل سطح ميت جامد فتعيده ال الحياه من جديد .
نعم كنت اتجاهل تلك الصرخات التي طالما اختنقت في حلقها غير عابئه بعطشها لذاك الاحساس المزعم بانه ناتج من قشيعريره تسري بالاطراف و كانها صدمات كهربيه لطيغه توقظ دقات القلب الغافيه فتتصارع من تلك الانفاث المتقطعه فتعصف بوجدان تلك المخلوق البري المتمرد فتجعله في لحظات يرتجف كعصفور بللته قطرات المطر و اصبحت نجاته و وسيله بقاؤه على العيش هي فقط ان يخبيء جسده النحيل ويسكن بين اضلاع محب .. يبث له من الدفء و الحراره ما يعيده الى الحياه .
نعم اقولها و لا اعبيء بتلك العالم الذي احاطته جدران القسوه و غطاه جليد اللامبالاه .. اقولعا انا حقا و الحق اقول ..
كم اشتقت لتلك الانثي التى حاولت الاف المرات ايقاظ ضميري و كانت تسكب من الدموع انهار و هي تستطعطفني راجيه ان اسمح لها بالاستمتاع بتلك المسحه البريئه على شعراتها او تلك القبله الخاطفه على جبينها .. او تلك الابتسامه الناعسه على ثغرها اذا ما اثني احد الرحاله في سحر عيونها على طيب عطرها ..
و ها انا ارفع الرايه البيضاء و لكن منتصره فلن و لم اكون ابدا مستسلمه .. ارفعها احتراما لهذه المرأه التى تحمل بين منحيات جسدها لهيبا اذا ما حررته لاحترقت اشجار الصنوبر و انهار الجدار الجلدي من خلف الحدود بنهايه العالم .
اشتقت لها و راسلتها و ناجيتها حتى انني بعد لحظات من الصمت ادركت انها تسكن بداخلي ..
نعم اشتقت لتلك الانثي الساكنه في جسدي انا ..
اشتقت لكي ايتها المراه التي تجل الشعر و تنحني للادب و تهيم مع الموسيقى و تحترم الفنون و تندمج مع اصوات الطبيعه و تتوحد مع نسمات الهواء في مطلع ليلات الصيف و تتزامن مع قوه الرياح في فجر الايام الشتويه .. و تنجرف في الحب و تمجد العشق ..و تنشر البهجه و تعلى رايه العلم ..اشتقت لك يا انا .