في ذكرى رحيله.. نستعرض استحواذ الفن على "محمد صفاء عامر"

عندما يمتلك أيما شخص ملكة الكتابة، يظل منساقا خلف تلك الملكة بكل جوارحه حتى  يشعر أنه بالفعل بدأ في العطاء، وهذا هو ما حدث مع سيناريست الروائع، الذي ترك منصبا يعد الأرقى في مصر، ولكن أمام نداء الموهبة ترك كل شيء وتفرغ لموهبته، التي كانت سببا في إسعاد الكثير من المشاهدين.

 

ولد السيناريست الراحل في22 يناير 1941 بمحافظة قنا، وتخرج في كلية الحقوق عام 1963، ثم التحق بالسلك القضائي، حتى أصبح مستشارًا بمحكمة الإسكندرية، ثم استقال من القضاء وتفرغ للكتابة الأدبية والدرامية.

 

كان له 31 عمل درامي متميز، إلا أنه تخصص في كتابة المسلسلات التي ناقشت قضايا الثأر في الصعيد، إلى جانب أعمال أخرى متنوعة، ومن بين أهم أعماله:

 

مسلسل "الضوء الشارد": يحكي عن الصراع الطبقي بين طبقة الإقطاعين القدامى متمثلة فى عائلة "العزايزة" وطبقة الملاك الجدد متمثلة فى عائلة "السوالم"، الذين كانوا أجراء فيما مضى، ويلجأ "السوالم" لطرق غير شرعية للحصول على المال لمنافسة "العزايزة" على كرسي مجلس الشعب، الذي كان حكرا على "العزايزة"، كما يلجأ "فارس" ابن الأغنياء من الزواج من فرحة ابنة الميكانيكي. ويلجأ كبير السوالم لزواج ابنته من كبير العزايزه لتتساوى الرؤوس.

 

مسلسل"حدائق الشيطان": تدور أحداث المسلسل عن"مندور أبو الدهب" وهو رجل صعيدي ذو شخصية قيادية يعيش في إحدى بلدات نجع حمادي، ويتحصن بها ويعتبرها خاصة به، ويمارس نشاطه في ترويج المخدرات وزراعة الحشيش من خلال تواجده في البلدة، يخافه جميع أهل البلدة لسببين الأول بسبب الخوف من أعوانه الذين يحاصرون أهل البلدة والسبب الثاني لزرعه الخوف داخل قلوبهم بإقناعهم بخرافة أن هناك "غيلان " خلف الجبل سوف يأكلونهم لو اقتربوا منهم.

 

فيلم"الهروب إلى القمة": ويحكي قصة "سعيد الهوا" وهو لص اخزائن أراد التوبة والعودة للعمل الشريف، لكن ضابط المباحث "همام "يضطهده ويتهمه ظلما بأنه السبب وراء كل جريمة سرقة تقع فى دائرته، ويتولى تعذيبه بقسوة لانتزاع اعترافه عن سرقات لم يرتكبها، ويؤدى قبض "همام" على سيد الى وفاة والدة سيد قهرا عليه، فيقرر الانتقام من الضابط "همام".

 

توفي بعد صراع مع المرض في 13 أغسطس من عام 2013، بمستشفى "دار الفؤاد"، إثر إصابته بجلطة دماغية جعلته يفارق الحياة.