جيل الثمانينات .. أرجوك أعد ترتيب الأولويات !!
بقلم : رضوى رحيم
عزيزتي القارئة ..عزيزي القارئ اذا كنت من مواليد الثمانينات و أوائل التسعينات (تجاوزا) فهذا المقال لك .. ثانية واحدة .. أسمع أصوات تعترض من مدرجات السبعينات - طيب أخر سنتين تلاتة من السبعينات – (ضموا علي أخوانكم ) ، أما ما قبل و ما بعد هذة العينة العمدية من الفئة العمرية، فعفوا هذا المقال لا يمثلكم ... ها جاهزين -علي خيرة الله - نأخد جميعا شهيق عميق و نخرجه بهدوء علي عشر عدات (لا لا بهدوء تجنبا للكحة والدوخة تقلبات القولون) .
أرجوك نفض ملابسك من أعباء الحياة ، مشاكل الأولاد ، المصايف ، المصاريف، الدروس ،و الإمتحانات ، و مع فنجان قهوة ،او شاي ،أو عصير و لو تحب كوب ماء و أسمح لنفسك و لي ، بلحظات إلتقاط أنفاس و تذكر جيدا أنت لست وحدك من تعاني ، لست وحدك من تعاني من الإغتراب ،و إختلاف لغة التفاهم ،و تغير الأصحاب .
لا لا لست خبيرة بالتنمية البشرية و لا أخصائية نفسية و لكنها تجربة حياتية يا أصدقاء و ما نأخد منها من كنز الرحلة و كنز رحلتي كان بعض التفكر و التدبر كشف لي عن فلسفة في الحياة تكون في بعض الاحيان مركبي أو بساطي السحري لعبور المحن الكبرى و لهذا أردت مشاركتها معكم .
جيلنا هذا الجيل الذي قيل عنه العابر للقرنين الراقص علي الشعرة الحريرية الرفيعة بين أصالة القديم و عراقته و ابهار التقدم التكنولوجي و سرعته بينما القلب مازال معلق بفيلم معتق بذكريات عطرة موسيقاه التصويرية حدوتة أبلة فضيلة و و برنامج علي الناصية و نادي السينما في التليفزيون و فطوطة و عالم ورق ورق و مازنجر و .. و ...
مرجعية واحدة تشاركناها، أغنيات محددة غنيناها ، حتي إقتناء الأولاد لبلوفر عمرو دياب في كليب أغنية تملي معاك ، انتظرنا الجادون في غطاء زجاجة الكوكاكولا ،و جمعنا سويا ورق بسكوت الشمعدان اللي زي ما بتحبه بيحبك كمان و كمان .
هذا الجيل الحالم بالأفضل، الراضي بالواقع البسيط المستلهم ثقافته من مهرجان القراءة للجميع في مكتبات الطفل في كل حي، و كتب مكتبة الأسرة، و فجأة cutو فركش ، و زمن آخر بسمات أخرى أسرع ، أعنف، أخطر، ثورات، اشتباكات أزمات و أوبئة .
عمر يجري أسرع من طرفة العين ، تتغير الوشوش، تتحور الصفات ، تتشرس لتلائم الواقع الأكثر قسوة البعض يصبح كالزومبي في الأفلام الأمريكية أحدهم سلبه الحياة فتوحش وتحول الي أداه للقتل و التشوية .
أعلم انك تعيش أما في حرب للحفاظ علي آدميتك و ما تربيت عليه و ما عهدته أو التغير و الإنضمام إلى قطيع المتحولين .
معلقون نحن علي مشانق الصباح كل يوم في دوامة لا تنتهي .
لست وحدك يا صديقي لكن أعلم انك أهم من كل هذا.. طيب.. بقولك الكلام دة كله ليه ؟؟؟
يا ست الكل.. و يا سيد الناس .. لان نسبة الوفاة بين الشباب في أعمارنا زادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة طبقا للدراسات الطبية في السن ما بين ٢٠ و ٤٠ وبالملاحظة البسيطة ستجد ان كل عدة أيام أو أسابيع نفجع في وفاة شاب قريب أو صديق أو من الفنانين أو المشاهير و كلهم في عمر القوة و الصحة و لا نملك وقتها إلا أن نقول ما يرضي الله ،و القاتل الأول الغامض الصامت في هذة الاحوال المفجعة هو (الضغط النفسي و العصبي ) .
ناهيك عن الأمراض الخبيثة و المزمنة و الجلطات حتي الزهايمر في أعمارنا تخيل؟؟
اذكر نفسي و اذكرك هذا الضغط النفسي و هذا التوتر لن يحل اي مشكلة بل يعقدها إجعل لنفسك واحة امان تهدأ فيها بين صفحات كتاب الله او في حضن الكنيسة في ضحكة أولادك في عمل خير في رياضة في هواية قديمة حتي لو في نبتة خضراء تزهر فتعطيك الأمل .
عزيزي القارئ ..هون علي نفسك، بدل اولوياتك من اجل حياتك حافظ علي صحتك ، فعلي الارض ما يستحق الحياة ،و رزقي و رزقكم بيد الرزاق حفظكم الله لكل أحبابكم .
هذا المقال ليس مجرد كلمات و نصائح ، بل هو دعوة مخلصة لكل من يعاني من الضغوط النفسية والعصبية للتوقف والتفكر.
حياتنا ثمينة وتستحق أن نعيشها بسلام وأمان. نحن جيل عشنا ذكريات جميلة، ويجب أن نحافظ على إنسانيتنا وصحتنا النفسية والجسدية في هذا العالم السريع والمتغير.
تذكر، أنت لست وحدك، ونحن جميعًا معًا في هذه الرحلة.