الحلوة في ذكري رحيلها !

كتبت أميرة أنور عبدربه

هي الحلوة التي غني لها عبد الحليم حافظ في فيلم الخطايا الأغنية التي ارتبطت بها وظلت محفورة بذاكرة الجماهير في واحد من أهم افلامها بل انه كان سببا كبيرا في زيادة شهرتها بينما كانت تخطو خطواتها الأولي فنيا بعد أن اكتشفها المنتج رمسيس نجيب واطلق عليها اسم نادية حبا في فيلم "لا انام "للفنانة الراحلة فاتن حمامة .
اتحدث عن نادية لطفي الحلوة ذات الوجه الملائكي بمناسبة ذكري وفاتها .
الحلوة امتعتنا …ليست فقط وجه جميل وانما هي قادرة علي أجادة جميع الادوار الصعبة المركبة فابهرتنا بأدائها الجرئ في فيلم "النظارة السوداء "والسمان والخريف "والخائنة ولم تترد في تجسيد دور الراقصة في فيلم" أبي فوق الشجرة "بل تحدت نفسها وقدمت شخصية بعيدة عنها واتقنتها بسلاسة وببراعة وهو ما جعلها تكررها بشكل مختلف في فيلم "بديعة مصابني " .
كانت نادية لطفي تفاجئ الجمهور بإدوار لا يتوقعها وهذا هو سر نجاحها! ولا ننسي أدوارها التي كانت سببا في حب الجمهور لها مثل فيلم "للرجال فقط "مع الجميلة سعاد حسني فقد كونا معا دويتو ناجحا وقد كانتا أول فنانتين تلعبان دور الرجل علي شاشة السينما وقدمنا في الفيلم نقلة وثورة نسائية لأهمية وقيمةدور المرأة في المجتمع وأن دورها لا يقل عن دور الرجل !
ولكن الاهم من ذلك انها كانت عاشقة للوطن وتعي جيدا دور الفنان الحقيقي في المجتمع وبتأثيره الكبير والمهم لذلك كانت لها مواقف سياسية واضحة ولم تترد لحظة في رعاية الجرحي والمصابين والاقامة معهم في مستشفي القصر العيني أثناء حرب اكتوبر ١٩٧٣ولقد كانت الفنانة العربية الوحيدة التي زارت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اثناء حصار بيروت ولم تترد في المشاركة في اوبريت "القدس هترجعلنا" مع عدد كبير من الفنانين لدعم القضية الفلسطينية .

كانت نادية لطفي فنانة استثنائية جمعت بين حلاوة الشكل والاداء والموهبة الفريدة التي نادرا ما تتكرر في فنانة وستظل هي الحلوة التي لن ننساها ابدا.

بعد خروجها من منصبها كوزيرة لشئون الهجرة لظروف عائلية خاصة بها قررت" نبيلة مكرم "العودة للعمل العام من خلال اطلاق مؤسسة” فاهم “للدعم النفسي بالتعاون مع عدد من الوزارات الشباب الرياضة والصحة والتعليم وهي مؤسسة غير هادفة للربح وأعتقد انها مبادرة مهمة وتأتي في توقيت مناسب مع المتغيرات والظروف التي طرأت علي مجتمعاتنا من عنف وقتل بين الشباب فهي تساعد الشباب والأطفال علي تخطي مرضهم النفسي وتأهيل أسرهم علي فهم اسباب المرض وكيفية التعامل معهم من خلال كبار الاطباء في مجال المرض النفسي واعتقد ان من واجبنا كافراد ومؤسسات واعلاميين ان يتم نشر الوعي بالمرض من خلال القنوات والوسائل الاعلامية المختلفة وكيفية التعامل معهم وادماجهم في المجتمع بشكل سوي سليم بعيدا عن أي تنمر يواجهه المريض النفسي وأسرته .