ما حكم ترك الأب لابنته بدون حجاب؟.. الأوقاف ترد

عادة ما يقول بعض الرجال إنهم لم يفرضوا ارتداء الحجاب على بناتهم، لأنهن كبالغات لهن كامل حريتهن في اتخاذ هذا القرار، حتى تنهال الآراء المتباينة عليهن بين الأشخاص الذين ينتقدون هذا التصرف، مؤكدين أن دور الأب هو إنهاء أبنائه عن ارتكاب المعاصي وتقويم سلوكهن حتى لو كان بالكراهية والإرغام؛ لأنه سيحاسب عليهن، وبين الآخرين الذين يشيرون إلى أن هذا الأمر يرجع إلى حرية الفتاة إن أرادت ارتدته وإن لم ترغب في ذلك فلا إثم على الأب في هذه الحالة.

في هذا الصدد، يقول الشيخ محمد عثمان البسطويسي، مدير المساجد الأثرية بوزارة الأوقاف، إن الحجاب فرض على الفتاة المسلمة لطالما بلغت، مستشهدًا في ذلك بقصة السيدة أسماء عندما دخلت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعليها ثياب رقاق فاعترض عليها، وقال لها: يا أسماء المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى الوجه والكفين.

وأضاف،البسطويسى إن الأب راعٍ ومسؤول عن توجيهه أولاده إلى السلوك الصحيح وما أحله الإسلام ومنعهم من ارتكاب الأفعال الخاطئة التي حرمها الدين، وذلك لقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، كذلك لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ.

وأوضح أن الأب له دورًا وعليه مسؤولية في تعليم صغاره تعاليم الدين الصحيحة، مشيرًا إلى أن تقويم الأب لسلوك الأبناء يبدأ منذ الصغر، وذلك كما ورد في حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَـشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ، مشيرًا إلى أنه بعد أن يصبح الابن راشدًا يترك له زمام أمور حياته يتصرف بها، كما يشاء فإما أن يكون صديقًا حميمًا للأب، وإما أن يكون شيطانًا رجيمًا نتيجة لعدم التربية الصالحة.

وأردف البسطويسي، أنه يجب على الأب ألا ينتظر حتى يكبر أبناؤه حتى يبدأ في تعليمهم أمور دينهم؛ لأن في هذه الحالة تكون محاولاته بلا جدوى، ويكون عليه إثم؛ لأنه لم يعلمهم تعاليم دينهم من الصغر، كما أمرنا رسول الله.

وتابع أنه لا يجوز للأب أن يعنف أولاده لارتكابهم معصية ما أو يفرض عليهم الأمور بل الأفضل أن يتعامل معهم بالرفق حتى يقتنعوا، كذلك في مسألة ارتداء الحجاب، قائلًا: من المفترض على الأب أن يتعامل مع ابنته باللين أي أنهم يتفقون على أن يجربون ارتداء الحجاب بالتدريج حتى تستطيع الفتاة أن ترتديه بالشكل الصحيح الذي نص الشرع عليه، لكن ليس بالفرض عليها.