صفاء خليفة أول فتاة تحمل مؤهل عالي تعمل ”سمّاكة” بالبحيرة

"صفاء خليفة" فتاة تبلغ من العمر التاسعة والعشرون من عمرها ، من مدينة دمنهور - محافظة البحيرة ، قررت أن لا تقف مكبلة اليدين بعد تخرجها من كلية التجارة جامعة دمنهور وتنتظر الوظيفة تأتي لها، بل قررت أن تذهب الي مستقبلها بيدها وتفتح أحد المشاريع وهو "محل مأكولات بحرية".
فهي تثابر وتشقي قبل أن تبلغ عمرها التاسع عشر ، فكانت تعمل في المكتبات عند كل من المجمع العلمي والمجمع النظري بجامعة دمنهور ، فأرادت أن لا تقف عند عملها الأساسي فقط لأنه بطبيعة الحال عمل موسمي ينتهي عند نهاية كل عام دراسي ، فمؤخرا قررت أن تفتح مشروع خاص بها تجني ثماره بجانب عملها الأساسي حتي تساعد والديها في المصاريف وتبني ذاتها ، إلي أن إجتاح البلاد وباء الكورونا عام 2020 ، وحينها أصرت أن يصبح شغلها الشاغل هو "محل السمك" وتأتي بعمالة رجال تساعدها في البيع وتتفنن هي في كيفية إدارة المحل وتطويره، فهي مقتنعة بمقولة "الراجل يساوي المرأة" في كل شيئ، وغير مقتنعة بأن يوجد عمل لا تقدر المرأة علي إنجازه.

وكان الأمر في البداية بين القبول والرفض بين والديها وإخوتها وأصدقائها وجيرانها، فوالدها كان خير داعم ومشجع لها ودائم الافتخار بها ، ولكن لقي المشروع رفض شديد بين والدتها و اخواتها الأربع، لأنهم غير مقتنعين بفكرة عمل المرأة وغير مقتنعين بالمشروع من الأساس لأنها فتاة حاصلة علي مؤهل عالي ولا تحتاج العمل بهذا المجال، ولكن تحدت "صفاء" الصعاب وأصرت علي مشروعها إلي أن تقبل ذويها الأمر الواقع.

وحين شرعت في عملها وبدأت في تعاملها مع تجار شوادر السمك، أصيب التجار بحالة من المفاجأة ممزوجة بالدهشة لأن من تعامِلهم هي فتاة صغيرة في السن، متعلمة ، مثقفة ومنتقبة ولم يكونوا مقتنعين بها كبائعة سمك، ولكن يعاملونها معاملة حسنة مختلفة عن معاملتهم مع الباقي ، حتي الزبائن أصابتهم نفس الدهشة عندما يتعاملون معها ، ولكن لم تهزمها تلك النظرات وتلك الظروف وأصرت علي إكمال مشوارها .

وحين سؤالها عن مثلها الاعلي في الحياة ، فأجابت إنها لا تنظر لأحد غير "صفاء خليفة" وأنها تبني ذاتها من أجل أن تكون هي مثل أعلي ، فمثلاً "استيب جوب" طور من نفسه بنفسه دون أن يكون له مثل أعلي وأصبح واحداً من أقطاب الأعمال في الولايات المتحدة.

وعقبت: " أنا خريجة تجارة وأستفدت واستثمرت دراستي في شغلي الخاص ولم انتظر عملي في أي شركة أخري ، فأنا مديرة نفسي وأفتخر بعملي وياريت كل شاب وكل فتاة يكون له نفس تفكيري".

وفي النهاية ؛ وجهت رسالة الي الشباب ، فقالت : " مافيش حاجة اسمها مافيش شغل في مصر، ده بيبقي تقصير وقلة حيلة وتبرير فاضي ، مصر مليانة شغل ومليانة فلوس بس اللي يدور، والشغل اللي انت هتتعب فيه برة مصر ممكن تتعب فيه في بلدك وتكافح وحتوصل لهدفك".