البناء بجوار أبراج الضغط العالي خطر يهدد صحة الإنسان..منتشرة بالقرى الريفية..خبراء : تصيب الإنسان بالسرطانات المختلفة وهزال عام بالجسم وتشوه الأجنة وإجهاض الحوامل..والمسافة الأمنة لا تقل عن 700 متر

البناء بجوار أبراج الضغط العالي خطر يهدد صحة الإنسان..منتشرة بالقرى الريفية..خبراء : تصيب الإنسان بالسرطانات المختلفة وهزال عام بالجسم وتشوه الأجنة وإجهاض الحوامل..والمسافة الأمنة لا تقل عن 700 متر

يسكن سيد عبدالعاطي ، بإحدى قرى مراكز جنوب محافظة الجيزة بجوار أعمدة الضغط العالي منذ أكثر من 15 عاما يبعد عنه مسافة لا تزيد عن 100 مترا ، الا أنه فوجئ سيد أن زوجته ولدت مولودا مشوها فهو مصابا بضمور بالمخ وإعاقة بالقدم ، فدار به كثيرا على الأطباء والمتخصصين لعلاجه إلا أن أحد الاستشاريين الكبار أكد له أن هذه التشوهات ليست وراثية لأنه لا يوجد أى اصابات بالعائلة ولا أى قرابة بين الأب والأم وأنها قد تكون ناتجة عن تلوث وعندما سأله الطبيب عن مكان سكنه فأكد له أنه يسكن فى منطقة زراعية وليس حوله أى ملوثات سوى أعمدة الضغط العالي فأكد له الطبيب أن هذا هو السبب لأن المسافة قريبة وينتج عنه تلوث كهرومغناطيسي ضار .

سيد ، أكد أنه الأمر لم يتوقف عن اصابة ابنه الا أنه مصابا بضعف عام فى الجسم هو وأبنائه الباقين وهزال وقلة فى التركيز واجهاد مستمر .

فيما أكد محمود عبدالجواد ، أحد سكان مركز منية النصر بالدقهلية ، أن منازلهم بالقرية التى أغلب منازلها بالأراضي الزراعية يمر بها العديد من أبراج الضغط العالي وبالتالي يمر من فوق بعض المنازل أسلاك الضغط العالي وذلك لأن أغلب الأهالي أخطأوا فى البناء بجوار أبراج الضغط العالي وهذا تسبب لنا فى العديد من الأمراض السرطانية وغيرها من أمراض الدم والضعف العام بالجسم والهزال وضعف المناعة .

كما أن مدام منال السيد ، تسكن فى منزل قريب من اسلاك الضغط العالى بالجيزة ، بحوالي 100 مترا ما ادى لاصابة ابنائا بعد 3 سنوات بضعف فى الذاكرة وقلة التركيز وهزال عام بالجسم .

الا أن مدام منى، التى تسكن فى حدائق الاهرام ،لم يكن بأحسن من حال غيرها حيث ان منزلها يقع بجوار اسلاك الضغط العالى منذ سنوات عديدة ما ادى لاصابة شقيق زوجها بسرطان المثانة واصابة أم زوجها بالغدة النشطة ، اضافة الى اصابة احد ابناء جيرانها بسرطان فى المعدة ثم انتشر بجسمه كاملا .

• أراء الاستشاريين والمتخصصين :

الدكتور محمد سعد ، استاذ الكيمياء الحيوية والبيئية بجامعة القاهرة ، يؤكد أن أبراج وكابلات الضغط العالي التي تمر بجوار المنازل يخرج منها موجهات كهرومغناطيسية ملوثة لها تأثير ضار على صحة الإنسان فهي تؤثر على المخ والقلب أولا لأنهما العضوين الأساسيين الذان يعملان بالكهرباء الطبيعية بالجسم وعندما تدخل عليهما الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من ابراج الضغط العالي تؤثر على أعصاب المخ وعضلة القلب تأثيرا ضارا .

أضاف سعد ، أن الموجات الكهرومغناطيسية أيضا تصيب الإنسان بأورام المخ والعمود الفقري للكبار ، وتصيب السيدات فى المناطق التي تتأثر بالهرمونات كالرحم والصدر ، كما تصيب الأطفال باللوكيميا ، موضحا أن المناطق التى يوجد بها حالات اورام نتيجة خطوط الضغط العالى مسجلة بمعهد الاورام فهى منطقة حدائق الاهرام ومنطقة الدائرى بالقرب من كارفور والحى العاشر عند موقف الاتوبيسات بمدينة نصر ، ومحطة جنوب القاهرة ، منطقة وادى حوف فمساكنها تبعد 20 الى 30 مترا من الخطوط ويسمعون شرز خطوط الكهرباء وخاصة فى الامطار .

ومن ناحية المسافة الامنة بين المساكن والضغط العالى ، أكد سعد أنها لا تقل عن 700 متر وفى المانيا قالت دراسة انها لا تقل عن 1500 مترا ، موضحا أن الزحف السكانى هو من زحف ناحية اتجاه خطوط الضغط العالى ومن الصعب تغيير الخطوط الكهربية ومن الممكن وضعها تحت الارض ولكن تكلفتها ستزيد الى 20 ضعفا وفى العالم كله نجدها فى الهواء ، وهناك اخطاء خاصة بالنظام والمواطنين معا .

فيما قال الدكتور أحمد عبدالوهاب ، أستاذ علم تلوث البيئة بجامعة بنها ، أن هناك قانون يمنع البناء تحت اسلاك التيار الكهربائى العالى أو بالقرب من ابراج الضغط العالى ، مضيفا أن ضرر التلوث الكهرومغناطيسى التى تخرج من الضغط العالى قد يصل الى حد الموت ، ولابد ان تكون المسافة بين المنازل واسلاك وابراج الضغط العالى بعيدة جدا تصل لعشرات الامتار وكلما زادت المسافة كلما قلت الاضرار .

المسافات الامنة :

يؤكد الدكتور ماهر عزيز ، خبير الطاقة وعضو مجلس الطاقة العالمى ، ان المسافات الامنة يحددها القانون حسب الفولت والجهد الخاص بها ، فمثلا 500 كيلوا فولت لابد ان يكون البعد على الاقل 30 مترا من الجانبين ، ومن يتجاوز الحدود الامنة سيكون هناك مخاطر كبيرة عليهم منها الاصابة بالسرطان وامراض تصيب الدم اضافة الى امراض اخرى وهناك عشرات البحوث لازالت تعمل فى المجال لتؤكد الاصابة بالسرطان ، كما أن الجهد 220 فولت لابد ان تكون المسافة بعيدا عنه 25 مترا من الجانبين ، والجهد 66 كيلوا فولت تكون المسافة 13 مترا ، و33 كيلوا فولت 8 مترا ، والبناء تحت اسلاك الضغط العالى يكون خطره اكبر .

بينما الدكتور مهندس فاروق الحكيم، رئيس شعبة الهندسة الكهربائية بنقابة المهندسين ، أكد أن البناء بجوار او خلال حرم خطوط الجهد العالى خطأ جسيم والمواطنين هم من اخطأوا فى البناء بجوار أبراج الجهد العالى لانها بالفعل لها اثار ضارة على صحة الانسان اضافة الى المخاطر من الصواعق الكهربائية نتيجة حدوث الامطار فقد تؤدى لخسائر فى الارواح ، وهناك جداول ومعايير ومواصفات عالمية لتحدد الحدود الامنة حسب جهد كل خط ، مضيفا أن جهد الخطوط هى 500 كيلوا فولت و220 كيلوا فولت و132 كيلوا فولت و66 كيلوا فولت وهناك خطوط جهد متوسط 22 كيلوا فولت و11 كيلوا فولت ثم الضغط المنخفض 380 او 220 فولت ، مؤكدا أنه فى بعض المناطق خطوط الجهد قريبة جدا من منافذ المنازل .

دراسة تؤكد المخاطر والاضرار :

وقد أثبتت دراسة أجريت فى معهد كارولينسكا السويدى ، على 400 الف شخص يسكنون بالقرب من أبراج الضغط العالى حيث وجدت اصابة المئات منهم بأمراض السرطان واللوكيميا ، اضافة الى اثبات الدراسة أن هذا التلوث الكهرومغناطيسى الناتج من ابراج الضغط العالى هو المسبب الرئيسى للسهر والارق والاجهاد والقلق والتوتر والاكتئاب وقلة فى تناول الطعام وحالة الوهن والضعف العام للجسم وصعوبة التركيز ، اضافة الى امراش بالعين مثل قصر النظر وماء ازرق بالعين والام بالعمود الفقرى والام بالمفاصل والعجز الجنسى وتشوهات الاجنة وزيادة نسبة الاجهاض وأمراض الغدة الدرقية وضعف الجهاز المناعى اضافة الى خلل فى الحمض النووى DNA .

وجاء بالدراسة أن الاطفال الذين يعيشون فى مدى 650 قدم من خطوط الضغط العالى لديهم مخاطر أكثر من 70 % من الاصابة بسرطان الدم " اللوكيميا " أعلى من الاطفال الذين يسكنون فى مدى 2000 قدم أو أكثر منها ، كما أن التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية ذات الترددات المنخفضة هو مسبب رئيسى لخلل بالاعصاب ، كما أن التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية الصادرة من ابراج الضغط العالى فوق مستوى معين يزيد من مخاطر اجهاض الحوامل .