الخميس 2 أكتوبر 2025 03:56 مـ 9 ربيع آخر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

أخبار مصر

مؤتمر الاستثمار الثقافي يختتم أعماله في الرياض بإطلاق حزمة من المشاريع النوعية

اختتم مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي تنظمه وزارة الثقافة السعودية أعماله مساء يوم أمس الثلاثاء في الرياض، وفقا "لوكاله انباء شنخوا" وذلك بإطلاق حزمة من المشاريع الاستثمارية في القطاع الثقافي .

وانعقد المؤتمر على مدى يومي (الإثنين والثلاثاء) تحت شعار "من ثقافتنا نبني اقتصادنا"، وشهد توقيع عدة اتفاقيات بين منظومة الثقافة وعدد من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص.

وشهد المؤتمر إعلان الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة السعودي عن إطلاق جامعة الرياض للفنون، والتي ستكون حجر الأساس للتعليم الإبداعي والابتكار، كما كشفت وزارة الثقافة عن رصدها لاستثمارات في البنية التحتية الثقافية تتجاوز قيمتها الإجمالية 81 مليار ريال ما يقارب (21.6 مليار دولار) منذ انطلاق رؤية المملكة 2030، وذلك من خلال مساهمات من القطاع العام، والخاص، وغير الربحي.

-- صناديق استثمارية جديدة

اقرأ أيضاً

وشهد المؤتمر توقيع أكثر من 89 اتفاقية لتعزيز الاقتصاد الثقافي والإبداعي في المملكة، وكان أبرزها تأسيس ثاني صندوق استثماري بقطاع الأفلام بحجم 375 مليونا ريال (ما يقارب من 100 مليون دولار) بالشراكة بين الصندوق الثقافي وشركة "بي أس اف كابيتال"، وتأسيس أول صندوق استثماري للأزياء بقيمة 300 مليون ريال (ما يقارب 80 مليون دولار) بالشراكة مع شركة ميراك كابيتال.

كما أعلنت مجموعة الأصول الثقافية في السعودية عن إطلاق صندوق الأصول، وهو صندوق استثماري خاص ومغلق، بقيمة 850 مليون ريال سعودي، مع تمويل من الصندوق الثقافي السعودي.

وكشف الرئيس التنفيذي لمجموعة الأصول الثقافية في السعودية عبد العزيز مساعد السليم، بأن الصندوق يهتم بمجالات الفنون البصرية والأزياء والتجزئة الثقافية والمحتوى الرقمي والإعلام التفاعلي، إضافة إلى التقنيات الحديثة، مؤكدا تطلع المجموعة لتعزيز التعاون مع الشركات المحلية العالمية لتحقيق أهداف الصندوق.

-- شراكات استراتيجية

وقعت شركة جزال، بحضور الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارتها، اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة سيلك روود فيجوال (Silk Road Visual) الصينية، لتنفيذ مشاريع ثقافية مبتكرة داخل المملكة بقيمة 50 مليون ريال (نحو 13.3 مليون دولار)، وتشمل مجالات التعاون في العروض المتحفية الرقمية، والتقنيات التفاعلية، وتبادل الخبرات، بما يسهم في بناء قدرات وطنية بمجالات العرض المتحفي الحديث.

كما أبرمت وزارة الثقافة عدة اتفاقيات، منها اتفاقية مع شركة بيوت بقيمة 12 مليون ريال (نحو 3.2 مليون دولار) لتأجير وتشغيل خمسة مبان تاريخية في جدة التاريخية.

كما أعلنت مجموعة أوروي إحدى الشركات الصينية الرائدة في الصناعات الثقافية والإبداعية رسميا عن عزمها إنشاء مقرها الإقليمي في السعودية، باستثمارات تتجاوز 2 مليار ريال سعودي.

وسيكون المقر الجديد بمثابة محور إقليمي لاستثمارات المجموعة في خمسة مجالات أساسية تشمل: السينما، والتعليم، والأزياء، والسياحة، والفعاليات الثقافية، وذلك من خلال إطلاق محتوى مبتكر، وتطوير برامج تعليمية متخصصة، وتنظيم أنشطة ثقافية وسياحية، فضلًا عن تعزيز صناعات السينما والأزياء، وستسهم المجموعة في إثراء المشهد الثقافي السعودي وخلق فرص استثمارية جديدة.

-- مبادرات تمكين ودعم

كما أطلقت وزارة الثقافة بالشراكة مع وزارة الاستثمار وبرنامج جودة الحياة، بالتعاون مع الصندوق الثقافي، حزمة من الممكنات المالية ضمن مبادرة "تمكين المشاريع الناشئة في القطاع الثقافي".

وتهدف المبادرة إلى دعم ريادة الأعمال الثقافية، وتحفيز نمو المنشآت الإبداعية، بما يرفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي ويولد فرصا وظيفية للمواهب الوطنية.

-- تصريحات رسمية

وخلال المؤتمر أكد وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح أن الوزارة ستكون ذراعا داعما لهيئات الثقافة من خلال تحديد احتياجات القطاعات الثقافية واستقطاب المستثمرين وتوفير الدعم التمويلي.

وأشار الفالح إلى أن التعاون بين الوزارتين أثمر عن أكثر من 40 فرصة استثمارية، منها مشاريع بدأت تحقق أرباحا وأخرى واعدة.

من جانبه، أوضح وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم أن القيمة العالمية للاقتصاد الإبداعي تبلغ 3.4 تريليون دولار، مشيرا إلى أن كل دولار يستثمر في القطاع الثقافي يولد أثرا اقتصاديا مضاعفا يصل إلى 2.5 دولار.

وأضاف أن المملكة تعمل على تدريب 5000 شخص ورعاية آلاف الطلاب لنيل درجات علمية متخصصة ضمن رؤية 2030، مؤكدا أن الاستثمار الثقافي يعزز جودة المنتجات السعودية وتجربة الزوار.

-- التعاون الثقافي السعودي-الصيني

من جانبها، أشارت الرئيسة التنفيذية لهيئة فنون العمارة والتصميم سمية السليمان إلى أهمية التعاون الثقافي مع الصين، وقالت لوكالة أنباء ((شينخوا)): "عندما ننظر إلى الثقافة الصينية وما نعرفه عنها، نجد العديد من الجوانب المميزة، على سبيل المثال، الحرف وكيفية تطورها، ومن المثير للإعجاب رؤية مستوى القوة والجودة وجميع هذه الجوانب المختلفة وكيف تطورت".

وتابعت سمية السليمان "من الجيد أن نبذل جهدا للتأكد من أننا قادرون على الحفاظ على هذا التعاون للدفع إلى الأمام والنظر في الفرص على أرض الواقع".

أما الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الصندوق الثقافي السعودي، باسل بن عبد الرحمن العلولا فشدد على أهمية نقل الثقافة، حيث قال"نحن في المملكة نؤمن بأن نقل الثقافة لم يعد يقتصر على أسلوب واحد، بل يتجلى اليوم في السينما والمسلسلات والموسيقى وحتى الأزياء.

وأضاف أنه من هذا المنطلق، فإن التعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية يحمل آفاقا واسعة لتعزيز التبادل الثقافي، خصوصا في ظل التوجه العالمي المتنامي نحو المسلسلات القصيرة (الميني سيريز) والمنتجات الإعلامية الحديثة".

وتابع باسل بن عبد الرحمن "لقد بدأ صندوق التنمية الثقافي بالفعل بخطوات عملية مع الجانب الصيني، حيث استقبلنا وفدا رسميا من الصين وبحثنا سبل التعاون، على أن يتم استكمال هذه الجهود خلال زيارة مرتقبة إلى الصين في شهر نوفمبر المقبل، تحت استضافة الحكومة الصينية".

وأكد أيضا على انفتاح الصندوق على التعاون في جميع مجالات التعاون، سواء في السينما أو النشر أو الرسوم المتحركة أو الرياضة الإلكترونية، والترحيب بجميع المستثمرين والمهتمين، مشيرا إلى أن السوق السعودي يتمتع بقاعدة جماهيرية متنامية، ما يجعله بيئة خصبة للشراكات الناجحة والمشاريع المشتركة."

مؤتمر الاستثمار الثقافي يختتم أعماله في الرياض بإطلاق حزمة من المشاريع النوعية