مابين المانجا والسمسمية .. ابتسم أنت في الإسماعيلية

حين تُذكر الإسماعيلية، يتبادر إلى الذهن فورًا عبق قناة السويس، وهدوء المدينة الساحرة التي تجمع بين جمال الطبيعة وتنوع الثقافات، غير أن الإسماعيلية ليست مجرد مدينة عابرة في جغرافيا مصر، بل هي عاصمة للفرح والتراث، تنبض بالحياة عبر مهرجاناتها واحتفالاتها الشعبية. وبين ثمار المانجا الذهبية وأنغام السمسمية العتيقة، تتجسد ملامح مدينة تصرّ على أن تمنح زائريها ابتسامة دافئة وذاكرة لا تُنسى.

مهرجان المانجا.. حلاوة الصيف

الإسماعيلية تُعرف بأنها أرض المانجا الأولى في مصر، ومع حلول الصيف، تتحول المدينة إلى كرنفال من الألوان والروائح، حيث يُقام مهرجان المانجا السنوي الذي صار تقليدًا ينتظره الجميع.

في هذا المهرجان، لا يُعرض فقط تنوع المانجا بأصنافها النادرة مثل (العويسي – الزبدية – الفص، وخد الجميل)، بل يتحول الحدث إلى ملتقى ثقافي وسياحي يجذب الزوار من شتى المحافظات. يشارك فيه المزارعون والطلاب والفنانون، ليعكسوا صورة مجتمع يعشق أرضه ويحتفي بخيراتها.

السمسمية.. وجدان المدينة

وعلى الضفة الأخرى من الفرح، تقف آلة السمسمية كرمز خالد لروح الإسماعيلية. هذه الآلة الشعبية، التي ارتبطت تاريخيًا بالمقاومة على ضفاف القناة، صارت اليوم لغة الفن والتراث، في المهرجانات الشعبية والسهرات الليلية، يجتمع الأهالي والسياح ليستمعوا إلى أنغام السمسمية التي تمزج بين الحنين والبهجة. إنها ليست مجرد آلة موسيقية، بل ذاكرة جماعية تحكي بطولات شعب القناة وأغاني البحر والمقاومة.

المزج بين الأصالة والحداثة

ما يميز الإسماعيلية أنها لا تكتفي بالتراث ولا تتوقف عند الماضي، بل تمزج بين الأصالة والحداثة. فبينما يحتفل الشباب بموسيقى السمسمية في المهرجانات، تجدهم أيضًا يوثقون هذه اللحظات عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليصل صوت المدينة وصورتها إلى أبعد مدى. كذلك فإن مهرجان المانجا لا يقف عند حدود العرض الزراعي، بل يتحول إلى منصة للتسويق والسياحة، حيث تُفتح آفاق جديدة للمزارعين وتُعزز حركة السياحة الداخلية.

الإسماعيلية.. دعوة للابتسامة

كل من يزور الإسماعيلية يخرج بانطباع واحد: إنها مدينة قادرة على منح السعادة ببساطة، فهي لا تبهرك بضجيج المدن الكبرى، بل تسحرك بروحها الخفيفة، بمذاق المانجا العسلية، وبصوت السمسمية العذب الذي يلامس القلب.
وبين هذين الرمزين – المانجا والسمسمية – تختصر الإسماعيلية رسالتها: "ابتسم.. فأنت هنا في حضن مدينة لا تشبه سواها".