”بين أرقام الضغط وأصوات الطلاب: الأزمة الحقيقية في تعليم القاهرة”

-
"سماح إبراهيم تواجه امتحان الزمن.. هل تنجح في إنقاذ مستقبل طلاب القاهرة؟"
-
"زيادة كثافة اللجان.. كيف يتحمل الطلاب عبء أزمة التعليم في عاصمة مصر؟"
-
"المرأة الحديدية في مهب العاصفة: إنجازات وأخطاء في مديرية تعليم القاهرة"
-
"تأجيلات طباعة وقلق أولياء الأمور.. هل ننتظر كارثة تعليمية في القاهرة؟"
-
اقرأ أيضاً
استغاثة إلى ” محافظ القاهرة ” لتنفيذ حكم قضائي نهائي لصالح طالب أُدين إداريًا في واقعة امتحان
أسامة نوح .. قائد تربوي يُودّع الميدان ويظل حاضرًا في قلوب أبناء الجيزه
سيد دويدار يكتب : لاتقلق أبدا وأنت في مطار القاهرة
احياء برنامج يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية 15 يوليو في السفارة التركية بالقاهرة
احياء يوم الديمقراطية والوحدة بالسفارة التركية بالقاهرة
رفعت فياض: أتوقع اختيار 90% من طلاب الإعدادية لنظام البكالوريا
رسمياً.. نتيجة امتحانات الدبلومات الفنية على بوابة التعليم الفني
وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ القاهرة ورئيس جهاز التنسيق الحضاري مقترحات تطوير عدد من الشوارع التجارية بحي مصر الجديدة
برعاية وزير التعليم العالي: وينظمه معهد إعداد القادة ” برنامج تدريبي للمرشحين لمنصب نائب رئيس جامعة ”
محكمة القاهرة الاقتصادية تحسم النزاع لصالح ”Health Insights Asia” بحكم نهائي يثبت أحقيتها في العلامة التجارية ”Health Insights”
«علا كمال السماحي» طبيبة المستقبل تتألق وتحقق النجاح بالفرقة الثانية بكلية الطب
رفعت فياض يكتب: معايير المفاضلة عند الطلاب وأولياء الأمور بين الثانوية العامة والبكالوريا في ثوبها الجديد
"بين الأمن والتنظيم: هل تنجح الإدارة في توفير بيئة تعليمية حقيقية؟"
-
"معلمون وأولياء أمور يكشفون قصص الكواليس.. التعليم في القاهرة على مفترق طرق"
-
"212 ألف طالب وسط أزمة لجان.. صرخة التعليم في قلب القاهرة"
-
"هل يكفي الحزم في وجه الفساد لحل أزمات التعليم بالقاهرة؟ قراءة في تجربة سماح إبراهيم"
-
"في مدرسة القاهرة.. قصص نجاح وأخرى تُنسى في ظلال أزمة التعليم"
في قلب القاهرة، حيث تصطف مدارسها كقلوب تنبض بمستقبل مصر، يكافح أكثر من 212 ألف طالب يوميًا في معركة صعبة بين ضغط الامتحانات، وندرة اللجان، وصمت المسؤولين. تحت قيادة الأستاذة سماح إبراهيم، وكيلة أول وزارة التربية والتعليم، تبرز أزمة تعليمية تبدو كبركان مكبوت، بين إنجازات تبدو رائعة على الورق، وأخطاء ثغرت في جسد المنظومة، تهدد مصير جيل كامل.
نحن لا نكتب هذا التحقيق من باب النقد السطحي أو السخرية، بل من منطلق وطني صادق، وحب عميق لمصر وأبنائها، ونية صادقة في كشف الحقائق المرة التي تلاحق طلبتنا في مدارس العاصمة، لنقف على الحقيقة كاملة: بين ضعف في التنظيم، وضغط لا يُحتمل على المعلمين، وقلق مستمر لدى أولياء الأمور.
هل يتحمل نظام التعليم هذا العبء الكبير؟ هل ستنجح الأستاذة سماح مسؤول ملف التربية والتعليم الاول بالقاهرة في تخطي أزمات تزداد تعقيدًا؟ أم أن المستقبل ينتظر قرارات مصيرية قد تأتي متأخرة؟ هذا التحقيق الصحفي يأخذكم في رحلة خلف الكواليس، حيث قصص لم تُروَ، وأصوات لا تُسمع، في محاولة لفهم واقع التعليم بالقاهرة كما هو، بكل ما فيه من ضغوط، نجاحات، وأخطاء، مع التاكيد أنه على المستوى الشخصى نكن لوكيل وزارة التربية والتعليم بالقاهرة كل الاحترام والتقدير ونحاول ان نكون الناقد للصالح العام فقط ونتمنى ان يتسع صدرها للنقد لصالح الطالب والمنظومه التعليميه .
في قلب القاهرة.. كيف يُصنع مستقبل طلابنا بين ضغوط الإدارة وأصوات المعلمين وأولياء الأمور؟
في مدينة تتجاوز فيها أعداد طلاب الشهادة الإعدادية مائتي ألف طالب، يقف التعليم في القاهرة أمام مفترق طرق حاسم. مع بداية العام الدراسي 2024-2025، تواجه مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، برئاسة وكيلة أول الوزارة الأستاذة سماح إبراهيم، ضغوطًا هائلة لم تعد تقتصر فقط على عدد الطلاب المتزايد، بل تشمل جملة من الأزمات الإدارية، الفنية، والنفسية التي تلقي بظلالها على مستقبل آلاف الأسر.
هذا التحقيق الصحفي يرصد بدقة إنجازات الإدارة وتحدياتها، مستندًا إلى أرقام رسمية، آراء معلمين وأولياء أمور، وتحليل موضوعي لأحداث العام الدراسي الجاري. كما نلقي الضوء على السيرة المهنية الطويلة للأستاذة سماح، ونضع أمام القارئ الصورة الحقيقية للتحديات التي تواجهها.
السيرة الذاتية للأستاذة سماح إبراهيم: من معلمة مجتهدة إلى "المرأة الحديدية" في التعليم
الأستاذة سماح محمد إبراهيم عبدالله، حاصلة على بكالوريوس علوم وتربية شعبة رياضيات، بدأت عملها في 28 نوفمبر 1989. رحلة عملها حافلة بالتدرج عبر المناصب التعليمية والإدارية:
-
مدرس أول أعدادي (2002)
-
معلم أول (أ) (2007)
-
معلم خبير (2012)
-
كبير معلمين (2018)
-
مدرب أول في برامج تدريبية مثل أنتل
-
مشرفة على برامج تدريبية في محافظة 6 أكتوبر
-
مدير متابعة في إدارات مختلفة بمحافظات 6 أكتوبر والجيزة
-
عضو الإدارة المركزية للمتابعة وتقويم الأداء (2015)
-
مدير إدارة التعليم الخاص بالجيزة (2015)
-
مكلفة بعمل مدير عام التعليم العام (2019)
-
وكيلة مديرية التربية والتعليم بالقليوبية (2020)
-
مدير مديرية التربية والتعليم بالفيوم (2021)
-
مدير مديرية التربية والتعليم بالقليوبية (2022)
-
ثم تعيينها وكيلة أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة القاهرة (2024)
طوال مسيرتها، اشتهرت الأستاذة سماح بحزمها في مواجهة الفساد الإداري والمالي، حيث استطاعت خلال فترة عملها في الجيزة الكشف عن عدة قضايا رشوة، مما أكسبها لقب "المرأة الحديدية" و"صائدة الحيتان".
أرقام وحقائق: تضخم أعداد الطلاب.. تقلص اللجان.. وكثافة لا تُطاق
بحسب بيانات مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، وصل عدد طلاب الشهادة الإعدادية في العام الدراسي 2025 إلى أكثر من 212 ألف طالب، بزيادة 6% عن العام السابق. هذه الزيادة جاءت في مقابل تقلص كبير في عدد لجان الامتحانات، من أكثر من 1200 لجنة في 2024 إلى 732 لجنة في 2025، ما أدى إلى زيادة الكثافة داخل كل لجنة بنسبة تتجاوز 40%.
عدد الطلاب داخل اللجنة الواحدة وصل أحيانًا إلى 35-40 طالبًا، وهو ما يتجاوز الحد المعقول لضمان بيئة امتحانية مناسبة.
نقاط ضعف وتحديات إدارية تقف كحواجز أمام تطوير التعليم
الكثافة الطلابية وتأثيرها النفسي والتربوي
المعلمة سارة محمد تؤكد:
"الضغط على المعلمين والطلاب كبير جدًا، واللجان المكتظة تجعل من مراقبة الامتحانات مهمة شبه مستحيلة. الطلاب يعانون من قلق نفسي واضح، وهذا ينعكس على نتائجهم."
وأضافت: "رغم وجود إجراءات أمنية صارمة، إلا أن بيئة الامتحان لا تساعد الطالب على تقديم أفضل ما لديه."
أخطاء طباعة وتأجيلات: أزمة تكررت وتأثيرها على سير الدراسة
في واقعة أثارت غضب الجميع، تم تأجيل امتحان مادة الدين مرتين بسبب خطأ فني في طباعة الامتحان، الأمر الذي أحدث اضطرابًا لدى الطلاب وأولياء الأمور، وألقى بظلاله على جدية المديرية في إدارة العملية الامتحانية.
الأستاذ مصطفى علي، مدرس، قال:
"التأجيلات بسبب أخطاء منطقية مثل الطباعة تثير الشكوك حول جدية الرقابة، وتضر بثقة الطلاب وأولياء الأمور في الإدارة."
غياب مؤشرات تقييم الأداء الأكاديمي
على الرغم من مرور فترة زمنية كافية، لم تصدر المديرية بيانات شفافة حول تحسن نسب النجاح أو نتائج التقييم، مما يشير إلى ضعف في متابعة الأداء وعدم وجود خطة تطوير واضحة المعالم.
آراء أولياء الأمور: قلق متزايد وأمل في الإصلاح
الأستاذة ليلى عبد الرحمن، ولي أمر طالب في الصف الثالث الإعدادي، تقول:
"نحن نشعر بالقلق الشديد من كثافة اللجان وضغط الامتحانات على أبنائنا. لا نريد فقط تأمينًا صارمًا، بل بيئة تعليمية صحية تساعدهم على النجاح."
وأضافت:
"نطالب بتوزيع اللجان بشكل أفضل ودعم نفسي للطلاب، خاصة أولئك الذين يعانون من ضعف التحصيل."
الإنجازات رغم الأزمات: خطوات إيجابية تستحق الإشادة
-
تنظيم امتحانات أكثر أمانًا: تم التعاون مع الأمن لتقليل حالات الغش، وتم فرض حظر صارم على الأجهزة المحمولة.
-
حركة تنقلات إدارية: شملت 35 إدارة تعليمية لتحديث القيادات وتحسين الأداء.
-
البث المباشر للمراجعات: ساعدت في دعم الطلاب عبر منصات تعليمية إلكترونية.
-
الأنشطة اللاصفية: حصلت المديرية على مراكز متقدمة في المسابقات الرياضية والفنية، ما يعكس الاهتمام بتنمية مهارات الطلاب بعيدًا عن الجانب الأكاديمي فقط.
توصيات مفتوحة: خطوات لازمة لتحسين واقع التعليم بالقاهرة
-
زيادة عدد اللجان وتقليل كثافتها: لتوفير بيئة امتحانية ملائمة.
-
مراجعة دقيقة لعمليات الطباعة والإعداد: لضمان عدم تكرار الأخطاء.
-
دعم المعلمين بموارد تدريبية ونفسية: للتعامل مع الضغوط.
-
برامج دعم خاصة للطلاب الضعفاء: عبر تعليم تكميلي أو توجيهي.
-
تفعيل قنوات اتصال شفافة مع أولياء الأمور والمعلمين: لتبادل الآراء وحل المشكلات فورًا.
-
إصدار تقارير دورية حول مؤشرات الأداء والتحصيل الدراسي.
خاتمة: هل تستطيع الإدارة الحالية إحداث فرق حقيقي؟
بين الإنجازات المحدودة والتحديات المتزايدة، يبقى السؤال الأبرز: هل تمتلك إدارة الأستاذة سماح إبراهيم القدرة على إعادة ترتيب أولويات التعليم بالقاهرة، وضمان بيئة أفضل للطلاب والمعلمين على حد سواء؟
الأرقام تكشف حجم الأزمة، والقصص اليومية من المعلمين وأولياء الأمور تعكس المعاناة الحقيقية، والوقت لا ينتظر.
إن نجاح التعليم في عاصمة مصر لا يعني فقط تنفيذ إجراءات تنظيمية أو أمنية، بل يتطلب رؤية استراتيجية شاملة تضع الإنسان – الطالب والمعلم – في مركز الاهتمام.