الأربعاء 30 يوليو 2025 10:03 مـ 4 صفر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

الحرب الصامتة .. لماذا أصبح الأمن السيبراني درع العلماء الأول؟

لم تعد الحروب تُخاض بالصواريخ فقط، ولم تعد الاغتيالات بحاجة إلى كواتم صوت تقليدية… في عالم اليوم، ضغطة زر قد تُسقط مفاعلًا نوويًا أو تغتال عقلًا علميًا دون طلقة واحدة.

تُظهر الأحداث الأخيرة في المواجهة الإيرانية–الإسرائيلية أن الخطوط الأمامية للحرب انتقلت من السماء إلى السيرفرات. ففي الوقت الذي كانت فيه الصواريخ تحلّق، اختفت أسماء 14 عالمًا نوويًا إيرانيًا من المشهد، في ظروف وصفتها تقارير أمنية بأنها "غير عشوائية". البعض قُتل في قصف مباشر، لكن آخرين اختفوا دون أثر. ويعتقد محللون أن الهجمات السيبرانية كانت جزءًا محوريًا من تلك العمليات الدقيقة.

لكن السؤال الحقيقي ليس: "كيف فعلت إسرائيل ذلك؟"
بل: "لماذا لا نملك نحن نفس الدرع لحماية علمائنا؟".

في إسرائيل، تُدرَّس الحرب السيبرانية كأولوية وطنية. تُنشأ وحدات هاكرز في الجيش (مثل وحدة 8200)، وتُستثمر مليارات في الأمن الرقمي، ويُعتبر اختراق الخصوم جزءًا من عقيدة الدولة. أما في المقابل، فالكثير من الدول العربية والإسلامية تفتقر إلى البنية التحتية الرقمية القوية، ناهيك عن حماية العلماء أو تأمين المؤسسات الحيوية من الاختراق.

اقرأ أيضاً

في عام 2010، استخدمت إسرائيل وأمريكا فيروسًا يُدعى "Stuxnet" لتعطيل أجهزة الطرد المركزي الإيرانية. كانت تلك أول مرة في التاريخ يُستخدم فيها فيروس لتخريب منشأة نووية واقعيًا، دون أن تطلق رصاصة. واليوم، يتكرر المشهد بأدوات أحدث، ونتائج أخطر.

الأمن السيبراني لم يعد رفاهية تكنولوجية… بل صار سلاحًا هجوميًا ودفاعيًا في آنٍ واحد. وبغياب هذا السلاح، تصبح العقول مكشوفة، والبرامج العلمية هدفًا سهلاً.

إن أبسط حق لعالم يعمل في منشأة علمية حساسة، هو أن يشعر بأنه محمي من اختراق بريده أو تتبع خطواته.
وأبسط واجب على دولة تمتلك مشروعًا علميًا أو نوويًا، هو أن تمتلك جيشًا رقميًا يسبق الخطر… لا يلحق به.

الحرب السيبرانية المواجهة الإيرانية الإسرائيلية إسرائيل إيران