الأحد 13 يوليو 2025 04:49 مـ 17 محرّم 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

الحرب وترامب وصناعة سلام يخدم المصالح الانتخابية

في ليل الشرق الحارق، حينما تنام المدن على رماد الخوف وتستيقظ العواصم على همس الصواريخ، كان الشرق الأوسط من جديد يكتب فصله الأكثر توترًا، حيث يتقاطع اللهب مع الدبلوماسية، وتختلط الحسابات العسكرية بالمصالح الانتخابية.

في ظلال صيف سياسي مشتعل، تفجّرت الحرب بين إسرائيل وإيران، لا كمجرد مواجهة عسكرية، بل كعرضٍ معقّد لتوازنات دقيقة، تتداخل فيه العيون النووية بخيوط السياسة، وتعلو فيه طبول التصعيد على إيقاع الوساطات الخافتة.

وما بين تفاصيل وأخرى جاءنا صوتٌ مألوف من غرب المحيط، لا من مراكز القرار في واشنطن الرسمية، بل من المنصة الرقمية لمرشّح رئاسي يهوى إشعال الأحداث كما يهوى إطفاءها بالكلمات: "الحرب انتهت"، قال ترامب، في إعلان مفاجئ لنهاية حربٍ، و يبدو أن ترامب نجح فعليا في اللحظة الراهنة في خلق وقف للنار استراتيجيًا وجماهيريًا، ووصّف ذلك بأنه "12 يوم حرب" انتهت بالهدنة، ويعلن منذ أيام قليلة، عبر Truth Social عن "وقف إطلاق نار كامل وشامل" بدأ فعليًا حوالي منتصف الليل وقت واشنطن، وأكد عدم رغبته في تصعيد الصراع ، ومدحه إيران لمنحها "إنذارًا مسبقًا" للهجوم على القاعدة، واستخدم ذلك لتأكيد سعيه لتجنب تصعيد أمريكي، و بعد إعلان ترامب، نفت إيران ما تردد عن تبادل ضربات في ساعات مبكرة من يوم أمس، والمتحدث باسم الجيش الاسرايلي يعلن منذ قليل عن توقف إطلاق النار بأوامر قيادية، لافتا أن الحرب قد حققت أهدافها ، وفي المقابل تطالب إيران أمريكا بتعويض عن الخسائر التي لحقت بها.

وهنا أود أن أشير إلى رغبة ترامب في العودة إلى البروز السياسي ، خاصة إنه على أعتاب انتخابات، ويبحث عن إنجاز دولي يعزز صورته كصانع سلام، ويعطيه فرصة ثانية في تولي مقاليد دولى عظمى ، واعادتنا مجددا إلى دائرة الصفر من تصريحات وتحديات غير مسئولة وأشبه بالجنان، ولاشك أن تلك التصريحات تناسب الجانب الصهيوني، خاصة أن إسرائيل تعيش أزمة داخلية، وحكومة نتنياهو تواجه ضغوطًا سياسية وأمنية، وإيران بحاجة لتنفيس داخلي، وتأكيد أن برنامجها النووي لا يمكن كسره بسهولة.

اقرأ أيضاً


وأخيرا، ما أردت قوله أنه في خضم التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، تعود المواجهة بين إيران وإسرائيل إلى الواجهة، لا كخلافٍ سياسي تقليدي، بل كصراعٍ استراتيجي متعدد الأوجه، تتقاطع فيه الجغرافيا مع العقيدة، والأمن القومي مع أطماع النفوذ الإقليمي، وستبقى الأزمة مفروضة على ساحة الشرق الأوسط وموجودة على مائدة العالم تحاول أمريكا إعداد مقاديرها بالشكل الذي يخدم أطماعها ويشبع شهية كيانها المفتوحة دائما على اضغاث أحلام لن تتحقق في ظل وجود دولة أدبية لا يرهبها شىء وتمتلك جيش يعشق الموت كما يعشقون هم الحياة.

إيران وإسرائيل أمريكا ترامب