الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 12:48 صـ 2 رجب 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

سياسة

الشرق الأوسط بين الردع والتسويات: قراءة في خطاب السفير الأميركي

السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي
السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي

أثارت تصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، موجة من التساؤلات داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، حول ما إذا كانت واشنطن تلمّح إلى إمكانية دعم عملية عسكرية إسرائيلية جديدة ضد إيران، في ظل تصاعد الحديث عن إعادة طهران بناء قدراتها النووية والصاروخية.

وجاءت هذه التصريحات خلال مقابلة أُجريت مع هاكابي على هامش مؤتمر نظمه معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، حيث طُرح عليه سؤال مباشر بشأن موقف الولايات المتحدة في حال قررت إسرائيل تنفيذ عمل عسكري إضافي لمنع إيران من تجاوز عتبة امتلاك السلاح النووي والصواريخ الباليستية.

السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي

إيران والرسائل الأمريكية الحازمة

وفي رده، أوضح السفير الأمريكي أن تحديد موقف واشنطن من أي عمل عسكري هو “قرار سياسي يُتخذ في البيت الأبيض”، وليس من صلاحيات السفير. لكنه شدد في الوقت ذاته على ثبات موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد مراراً أن إيران “لن تخصب اليورانيوم ولن تمتلك سلاحاً نووياً”.

اقرأ أيضاً

وأضاف هاكابي أن إيران، على ما يبدو، لم تأخذ هذه الرسائل على محمل الجد إلا بعد الهجوم الذي استهدف منشأة فوردو باستخدام قاذفات “بي-2”، معرباً عن أمله في أن تكون طهران قد فهمت الرسالة، رغم مؤشرات على محاولتها إعادة تنظيم صفوفها وتعزيز تحصيناتها.

ووصف السفير الأمريكي إيران بأنها “تهديد حقيقي” لا يقتصر على إسرائيل أو الولايات المتحدة، بل يمتد ليشمل أوروبا بأكملها، منتقداً ما اعتبره تقصيراً أوروبياً في إدراك حجم هذا الخطر، رغم ترحيبه بإعادة تفعيل بعض بنود آلية إعادة فرض العقوبات.

لا يفوتك

غموض وتضارب الأنباء حول تجارب إيران الصاروخية يثير جدلاً إقليمياً واسعاً متصاعداً

ضربة محتملة للنظام الصاروخي الإيراني

وتزامنت تصريحات هاكابي مع تقارير في وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم إقناع الرئيس ترامب، خلال اجتماع مرتقب في 29 ديسمبر/كانون الأول بفلوريدا، بالموافقة على توجيه ضربة جديدة للنظام الصاروخي الإيراني.

وتساءلت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية عما إذا كانت تصريحات السفير الأمريكي تمثل تمهيداً أو تلميحاً ضمنياً بالموافقة الأميركية على مثل هذا الطلب.

سوريا ولبنان: السلام وبناء المؤسسات

وفي الشأن السوري، أبدى هاكابي تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وسوريا، معتبراً أن الرئيس السوري أحمد الشرع يدرك أن تحقيق الاستقرار في بلاده يمر عبر إقامة سلام مع إسرائيل.

أما في لبنان، فدعا السفير الأمريكي إلى التحلي بالصبر وتعزيز مؤسسات الدولة، مشدداً على ضرورة تقوية القوات المسلحة اللبنانية، معتبراً أن هذه العملية تحتاج إلى وقت، وأن على الحكومة اللبنانية أن تخطو خطواتها الأولى بثبات.

غزة وحماس: أولوية التفكيك العسكري

وفيما يخص قطاع غزة، شدد هاكابي على أن بقاء حركة حماس يشكل تهديداً متزايداً، قائلاً إن الحركة “تزداد قوة لا ضعفاً” مع مرور الوقت. وأكد ضرورة تفكيك سيطرتها العسكرية، داعياً عناصرها إلى إلقاء السلاح ومغادرة القطاع.

الشراكة الدفاعية مع إسرائيل

وفي ختام تصريحاته، سلط السفير الأمريكي الضوء على مذكرة التفاهم الدفاعية بين واشنطن وتل أبيب، مؤكداً أنها تصب في مصلحة الطرفين. وأوضح أن الولايات المتحدة تستعيد استثماراتها سريعاً، مقابل مكاسب كبيرة في مجالي البحث والتطوير، ما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة.

السفير الأمريكى غزة نتنياهو لبنان ايران عملية عسكرية إسرائيلية