الخميس 20 نوفمبر 2025 08:11 صـ 29 جمادى أول 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

برلمان وأحزاب

الجابري يهزم المال السياسي.. وأهالي الهرم يرفضون المرشحين الهابطين بالباراشوت

أحمد الجابري و وسيم كمال
أحمد الجابري و وسيم كمال

في واحدة من أكثر الدوائر اشتعالًا في انتخابات مجلس النواب 2025، تبرز دائرة الهرم كمشهد واضح للصراع بين الانتماء الحقيقي المتجذر في الأرض والناس، وبين المال السياسي الذي يحاول ـ كما يصفه الأهالي ـ شراء حضورٍ لم ينجح أصحابه يومًا في بنائه على أرض الواقع. وسط هذه الأجواء يظهر اسم أحمد غفرة الجابري كأحد أبرز المرشحين الذين يحظون بقبول شعبي واسع، مدعومًا بتاريخ عائلته الممتد في المنطقة، وبصلاته الاجتماعية التي جعلته واحدًا من أهل الدار قبل أن يكون مرشحًا.

يؤكد مؤيدو الجابري أن قوة حملته لا تستند إلى مظاهر البذخ الانتخابي، بل إلى رصيد اجتماعي حقيقي تراكم عبر عقود، جعل عائلة الجابري واحدة من العائلات ذات الثقل في محيط الهرم وهضبة الأهرام وكفر الجبل ونزلة السمان. وفي الوقت الذي تتحدث فيه بعض الحملات المنافسة عن القدرات المالية الكبيرة لمرشحين مدعومين من أحزاب موالية، يرى أنصار الجابري أن هذه الأموال لم تستطع شراء ولاء الناس أو خلق تأثير واقعي، لأن أهالي الهرم يعرفون جيدًا من كان بينهم ومن ظهر فجأة مع اقتراب موعد الانتخابات.

وبحسب وصف قطاع واسع من الأهالي، هناك مرشحون “هبطوا بالباراشوت” على الدائرة، لا يملكون امتدادًا اجتماعيًا ولا سجلًا من الخدمة العامة، ويعتمدون بشكل أساسي على دعم سياسي وحزبي، بالإضافة إلى محاولات التأثير بالإنفاق المبالغ فيه. ويشير السكان إلى أن بعض هؤلاء المرشحين لا يعرفون شوارع الدائرة ولا احتياجات أهلها، ولم يظهر لهم وجود حقيقي إلا مع بداية موسم الانتخابات.

على النقيض من ذلك، تبرز حملة الجابري بكونها معتمدة على شبكة قوية من المؤيدين، خصوصًا من الشباب والعائلات القديمة، الذين يعتبرون دعمه مسألة انتماء قبل أن تكون اختيارًا. ويؤكد مؤيدوه أن دعمهم له ليس موجهًا ضد مرشحين بعينهم، بل ضد محاولات فرض أسماء غريبة عن الدائرة، سواء بغطاء حزبي أو عبر إنفاق سياسي مكثف.

اقرأ أيضاً

وفي شوارع الهرم ومقاهي كفر الجبل وبيوت هضبة الأهرام، تتردد عبارة واحدة على ألسنة كثير من الأهالي: “الدائرة لأهلها.. مش للي بيظهروا وقت الانتخابات.” وهو ما يعكس، بحسب المتابعين، ميلًا واضحًا لدى الناخبين في هذه الدورة لاختيار من يعرفونه ويثقون فيه، بعيدًا عن النفوذ المالي واللافتات المكلفة.

ومع استمرار المنافسة، يبدو أن حرب المال السياسي لن تكون سهلة في دائرة اعتاد أهلها دعم من يخدمهم لا من ينفق عليهم. وبين الهبوط بالباراشوت والانتماء الحقيقي، يبقى الصوت الأخير لصندوق الانتخابات، الذي سيحسم ما إذا كان الولاء للعائلات ذات الجذور هو الأرجح، أم أن المال السياسي سيتمكن من تغيير قواعد اللعبة.

انتخابات مجلس النواب ٢٠٢٥ دائرة الهرم مجلس النواب