صلاح حسب الله: وعي الناخب يطيح بـ”بهرجة” الحملات الانتخابية
قال الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث الرسمي السابق باسم مجلس النواب، إن التراجع الملحوظ في بزخ الحملات الدعائية والمرئية للمرشحين في انتخابات مجلس النواب، مقارنة بالدورات السابقة يعود بشكل رئيسي إلى ارتفاع وعي الناخب المصري وتغير معايير التقييم لديه، حيث بات الرصيد الخدمي للمرشح أهم من البهرجة الإعلانية.
وأوضح "حسب الله"، خلال لقائه مع الإعلامي محمد قاسم، ببرنامج "ولاد البلد"، المذاع على قناة "الشمس"، أن المشهد الانتخابي اختلف جذريًا، حيث كان في السابق يكفي أن يرى الناخب "يافطة ويافطة ويافطة" ليتم تشتيت انتباهه، لكن هذا لم يعد مؤثرًا، معقبًا: "الناس النهاردة بقت الدعاية بالنسبة لها هو الرصيد الخدمي للمرشح في الدايرة".
وأكد أن "مرشح البراشوت" الذي يهبط على الدائرة دون تاريخ خدمي أصبح من الصعب جدًا أن "يضحك على الناخب"، موضحًا أن الناخب يوجه صوته الآن لمن "عامل 100 خدمة" و"متواجد مع الناس"، وليس لمن "معلق 100 يافطة".
وشدد على أن الإخفاقات التي شهدتها المرحلة الأولى لبعض الأسماء البارزة تعود إلى ذكاء الناخب الذي لم يعد ينخدع بالوعود السطحية أو محاولات التأثير بالمال السياسي، معقبًا: "الناخب المصري ذكي جدًا، واللي يفتكر إن هو ممكن يقدر يضحك على الناخب المصري من المرشحين يبقى غبي جدا".
وأكد أن الناخب قد يأخذ كرتونة أو مبلغًا بسيطًا، لكنه أمام الصندوق يتخذ قراره بناءً على الوعي الذي صنعته التجربة والإعلام والنخب، مشيرًا إلى وجود حوارات شعبية يتم تداولها بين المواطنين لتوعية بعضهم البعض بعدم بيع الصوت، في دلالة واضحة على ارتفاع الوعي الذاتي.
ولفت إلى أن الوعي لم يعد مقتصرًا على النخب والمثقفين، بل امتد إلى الناس البسيطة في الحواري والمناطق الشعبية، إضافة إلى جيل الشباب الذي وصفه بأنه "عنده وعي أكثر من رائع الآن"، معقبًا: "الناس دلوقتي بقت مؤمنة بضرورة أن التغيير مش هيجيلك ديليفري، أنت لازم تصنع التغيير، أنت اللي لازم تصنع النائب، وأنت الرقيب على النائب اللي هيبقى رقيب على السلطة التنفيذية".
ونوه بأن المواطن المصري أصبح اليوم يُمثل الممر الآمن لاختيار من يعبر عن تطلعاته، مؤكدًا أن الوعي السياسي لديه قد ارتفع بشكل مؤكد.

