الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 08:07 مـ 6 جمادى أول 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

أخبار مصر

المستثمرون الصينيون يتطلعون إلى تعاون أوثق في الشرق الأوسط

علم الصين
علم الصين

(شينخوا) يقول سازاد عبد الحنان، سائق في العاصمة السعودية، لم تعد العلاقات الاقتصادية المتنامية بين الصين والسعودية عناوين رئيسية بعيدة، بل تتجلى يوميا من خلال عمله.

وقال “في الماضي، كان معظم عملائي من المواطنين السعوديين أو الأوروبيين. أما الآن، فقد أصبح رجال الأعمال الصينيون الذين يزورون السعودية للاستثمار من أهم فئات عملائي”.

مع افتتاح المملكة للنسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار اليوم (الاثنين)، وهو تجمع رائد على أجندة الاستثمار في الشرق الأوسط، حجزت الشركات الصينية المشاركة في المنتدى أسطول الشركة التي يعمل لديها عبد الحنان بالكامل تقريبا.

تظهر تجربته توجها إقليميا كاسحا: إذ تضع الشركات الصينية أنظارها على الشرق الأوسط، وتبرز كلاعب رئيسي في سعي المنطقة نحو نمو متنوع، وهو توجه يبرز في شعار النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار – “مفتاح الازدهار: فتح آفاق جديدة للنمو”.

اقرأ أيضاً

— توسّع التأثير

في وقت سابق من هذا الشهر، في نخلة جميرا بدبي، انطلقت سيارة طائرة أنيقة بمهارة نحو السماء.

تحت أنظار قادة الأعمال المجتمعين في الأسفل، حلقت الطائرة، التي طورتها شركة ((إكس بنغ إيرو إتش تي)) الصينية، للحظة ثم هبطت بسلاسة. شكل هذا العرض المستقبلي إنجازا رمزيا: دخول تكنولوجيا الطيران منخفض الارتفاع الصينية إلى الشرق الأوسط.

في الأعوام الأخيرة، وسعت الشركات الصينية حضورها في المنطقة بشكل مطرد، متجاوزة الشراكات التقليدية في مجال الطاقة إلى صناعات عالية التقنية مثل الطاقة الشمسية والخدمات اللوجستية الذكية ومركبات الطاقة الجديدة والحوسبة السحابية. ويمتد حضورها الاستثماري الآن من الخليج إلى المتوسط.

على طول ساحل البحر الأحمر السعودي، تشارك الشركات الصينية بشكل مكثف في مشروعات رئيسية لمشروع نيوم، “مدينة المستقبل” الطموحة في المملكة، حيث تسهم في أنظمة السكك الحديد ومراكز البيانات وشبكات طاقة الرياح التي تدعم أهداف رؤية البلاد 2030.

وفي الصحراء الشمالية بمصر، استقطبت منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر (تيدا) في السويس أكثر من 180 شركة. ومن خلال تشكيل تجمعات صناعية في مواد البناء والمعدات البترولية وتصنيع الآلات والأجهزة المنزلية والمنسوجات، أصبحت المنطقة واحدة من أكثر المناطق الصناعية إنتاجية في مصر، حيث وفرت فرص عمل لما يقرب من 10000 ألف عامل محلي.

وفي الإمارات العربية المتحدة، تنشط أكثر من 6000 شركة صينية في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية والحوسبة السحابية، ما يسهم في تعزيز التحول الرقمي في البلاد.

وقال تساو هوي، المدير التنفيذي لشركة (تيدا – مصر) لتنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة، “تسعى دول الشرق الأوسط جاهدة نحو التنويع الصناعي ونمو التصنيع المحلي، مما أتاح فرصا هائلة للشركات الصينية للتوسع في الخارج. ونحن واثقون للغاية من آفاق المنطقة”.

ومتوافقا مع رأي تساو، أظهر استطلاع أجرته شركة ((برايس ووترهاوس كوبرز)) بين أبريل ومايو أن ثقة الشركات الصينية في سوق الشرق الأوسط استمرت في الارتفاع، حيث تخطط ما يقرب من 90 بالمئة من الشركات التي شملها الاستطلاع لدخول المنطقة أو تعزيز حضورها فيها.

— شراكة معززة على نحو متبادل

يقول المحللون إن التوسع السريع للشركات الصينية في الشرق الأوسط، وتزايد انفتاح المنطقة عليها، يعززان بعضهما البعض في دورة متبادلة المنفعة.

المستثمرون الصينيون يتطلعون إلى تعاون أوثق في الشرق الأوسط