الخميس 16 أكتوبر 2025 01:53 صـ 22 ربيع آخر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

عرب و عالم

”توماهوك”.. هل تقلب موازين الحرب لصالح أوكرانيا؟

صواريخ  ”توماهوك”
صواريخ ”توماهوك”

أظهرت التجربة التاريخية لصواريخ «ستينغر» الأميركية المحمولة على الكتف خلال الحرب الأفغانية السوفييتية في الثمانينيات كيف يمكن لسلاحٍ واحد أن يغيّر موازين القوى. فقد منحت تلك الصواريخ المقاتلين الأفغان قدرةً على إسقاط المروحيات والطائرات السوفييتية، وهو ما عدّه المراقبون حينها بداية تحوّلٍ جذري في مسار الحرب.

هل يمكن أن يحدث سيناريو شبيه في أوكرانيا في حال تحقق ما تسعى إليه كييف منذ فترة طويلة بالحصول على صواريخ توماهوك الأمريكية؟

وإذا قررت واشنطن تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ، فسيعني ذلك نقلة نوعية في قدرات أوكرانيا الهجومية، تتيح لها استهداف منشآت عسكرية أو بنى تحتية في عمق الأراضي الروسية باستخدام سلاح ظل لعقود أحد أعمدة القوة الأمريكية، بحسب "نيويورك تايمز".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد ألمح إلى احتمال إرسال صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا، ما سيمنح الرئيس فولوديمير زيلينسكي القدرة على ضرب موسكو بأسلحة دقيقة ذات قدرة تدميرية كبيرة. ترامب، الذي من المقرر أن يلتقي زيلينسكي في البيت الأبيض هذا الأسبوع، قال الثلاثاء: "لدينا الكثير من صواريخ توماهوك"، في إشارة إلى استعداده لتزويد كييف بها.. هو صاروخ ينتمي لعائلة "كروز"، مزوّد بمحرك نفاث صغير وأجنحة تتيح له الطيران مثل الطائرة، وموجه ذاتياً نحو الهدف.

اقرأ أيضاً

بدأ تطويره في السبعينيات، ودخل الخدمة القتالية لأول مرة في حرب الخليج عام 1991، ومنذ ذلك الحين استخدم في عشرات النزاعات.

وتُعدّ صواريخ "توماهوك" من أكثر الأسلحة استخداماً في ترسانة وزارة الدفاع الأمريكية منذ أكثر من أربعة عقود، نظراً لمدى طيرانها البعيد ودقتها العالية وكلفتها المنخفضة مقارنة بالمقاتلات الحربية.

وقد أطلقت الولايات المتحدة أكثر من 2300 صاروخ توماهوك في عمليات قتالية منذ الثمانينيات، ويبلغ سعر النسخة الأحدث منها نحو 2.5 مليون دولار.

المدى والقدرات يصل مدى "توماهوك" إلى أكثر من 1600 كيلومتر (1000 ميل) — أي أنه قادر نظرياً على ضرب موسكو من كييف، حيث تفصل بين المدينتين نحو 800 كيلومتر فقط. ويُحلّق الصاروخ على ارتفاع منخفض لتجنّب الرادارات، وبسرعة تبلغ نحو 550 ميلاً في الساعة (نحو 70% من سرعة الصوت).

الإطلاق والاستخدام تُطلق صواريخ "توماهوك"

عادة من السفن والغواصات الأمريكية عبر محركات صاروخية صغيرة ترفعها إلى ارتفاع مناسب قبل أن تنفتح أجنحتها وتبدأ رحلتها الجوية. لكن الجيش الأمريكي طوّر حديثاً نظام إطلاق برياً جديداً يُعرف باسم "تايفون" (Typhon)، وهو عبارة عن حاوية شحن قياسية بطول 40 قدماً تحتوي على أربعة أنابيب إطلاق يمكنها رفع الصواريخ عمودياً للإطلاق.

تم اختبار النظام لأول مرة عام 2023، ونُشر لاحقاً في الفلبين وأستراليا واليابان ضمن سياسة الردع العسكري بعد انهيار معاهدة الصواريخ متوسطة المدى بين واشنطن وموسكو عام 2019. ماذا يعني ذلك لأوكرانيا؟ إذا حصلت كييف على هذه المنظومة، فستكون أطول مدى من أي سلاح أمريكي زُوّدت به حتى الآن.

ويُتوقع ألا تحتاج القوات الأوكرانية إلى تدريب مطوّل، إذ سبق أن تعلمت تشغيل أنظمة أمريكية مثل هيمارس (HIMARS) بسرعة كبيرة.

الرأس الحربي تحمل معظم صواريخ "توماهوك"

رؤوساً تقليدية توازي نحو 400 رطل من مادة "تي إن تي"، بينما توجد نسخ أخرى مزوّدة بقنابل عنقودية أو بذخائر خاصة لتعطيل شبكات الكهرباء عبر بث ألياف كربونية دقيقة تسبب تماسّاً كهربائياً. أما النسخة النووية فقد تم إخراجها من الخدمة عام 2013.

التوجيه والدقة تستخدم صواريخ "توماهوك"

مزيجاً من الخرائط الطبوغرافية والصور الرقمية ونظام تحديد المواقع (GPS) لتحديد مسارها بدقة عالية. وتستطيع تغيير اتجاهها أثناء الطيران لتفادي الدفاعات الجوية أو العوائق قبل الوصول إلى الهدف.

توماهوك تقلب موازين الحرب لصالح أوكرانيا؟