اكتشاف مذهل يكشف سر ”تسونامي عملاق” ضرب الأرض قبل 45 مليون سنة

كشف علمي يحسم لغز فوهة بحر الشمال بعد أكثر من أربعة عقود من الجدل بين العلماء، حسمت دراسة حديثة أصل فوهة "سيلفربيت" الغامضة الواقعة تحت قاع بحر الشمال، مؤكدة أنها نتجت عن اصطدام كويكب هائل بالأرض قبل نحو 45 مليون سنة، وليس بسبب نشاط بركاني أو تحركات تكتونية كما كان يُعتقد سابقًا.

آثار عنف كوني مدفونة في الأعماق

تقع فوهة "سيلفربيت" على بعد 80 ميلاً من ساحل يوركشاير البريطاني، وعلى عمق يقارب 700 متر تحت قاع البحر. شكلها الدائري ووجود حلقة من الصدوع حول مركزها أثارا فضول العلماء منذ اكتشافها، لكنها ظلت مثار خلاف طويل بين من يرونها ناتجة عن اصطدام كويكب، وآخرين يرجحون أن تكون بسبب انهيار جيولوجي طبيعي. بلورات تثبت الحقيقة بفضل تقنيات التصوير الزلزالي المتقدمة وتحليل العينات الصخرية، تمكن فريق بحثي بقيادة الدكتور "أويسدين نيكلسون" من جامعة هيريوت-وات من اكتشاف بلورات دقيقة من الكوارتز والفلسبار تحمل علامات الصدمة الفائقة، وهي دليل قاطع على اصطدام كويكب بسرعة هائلة. وصف نيكلسون الاكتشاف بأنه "دليل حاسم يضع نهاية لسنوات من الجدل"، فيما أكد البروفيسور "غاريث كولينز" من إمبريال كوليدج لندن أن النتائج تمثل "المفتاح الذي أنهى أحد أكثر الألغاز الجيولوجية تعقيدًا في أوروبا".

تسونامي تجاوز ارتفاع مبنى من 30 طابقًا

تشير النماذج العلمية إلى أن الكويكب الذي تسبب في الحفرة كان قطره نحو 160 مترًا، واصطدم بالأرض بزاوية منخفضة من الغرب، مولدًا موجة "تسونامي" هائلة بلغ ارتفاعها أكثر من 100 متر، أي ما يعادل مبنى من 30 طابقًا.

ورغم أن هذا الحدث لم يسبب انقراضًا جماعيًا، إلا أنه أحدث اضطرابات بيئية كبيرة في البحار والسواحل المجاورة.

ندبة جيولوجية من الماضي البعيد

تُعد فوهة "سيلفربيت" واحدة من أندر الفوهات المحفوظة تحت المياه العميقة على الأرض، إذ ظلت محتفظة بمعالمها على مدى أكثر من 40 مليون سنة، وهو ما يجعلها مختبرًا طبيعيًا فريدًا لدراسة آثار التصادمات الكونية في البيئات البحرية. آفاق جديدة لفهم تاريخ الأرض يرى العلماء أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا واسعة لفهم تأثيرات الكويكبات على كوكبنا، لا سيما في المحيطات، ويسهم في تفسير الظواهر المشابهة على الكواكب والأقمار الأخرى.

ويؤكد الباحثون أن ما حدث في "سيلفربيت" يذكّر بأن الأرض ما تزال تحمل في أعماقها ندوبًا خفية تركتها أحداث كونية غيّرت ملامحها منذ ملايين السنين.