اللواء محمد الغباري : ملحمة أكتوبر تمثل مصدر تجارب للفكر العسكرى الدولى


- خطط الخداع الاستراتيجى افزع اسرائيل . . وتوقيت الحرب أزهل العالم .
- مفاوضات الكليو 101 انقذت اسرائيل من الدمار الكامل . . وكابوس ثغرة الدفرسوار
كانت حرباً غير كل الحروب استخدمت فيها أسلحة وأجهزة ومعدات لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية، تم فيها الاعتماد على الذات ورفع شعار " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة "، تحقق فيها النصر وصارت مرجعاً تاريخياً لكل المشتغلين بالعمل العسكري والحربي .
أكد اللواء أ.ح محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق وأحد أبطال ملحمة العبور، إن الأهمية الاستراتيجية لحرب أكتوبر 73 تتمثل فى أنها أول حرب تقليدية تستخدم فيها أسلحة ومعدات القتال الحديثة بشكل كبير والذى لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية ومع ذلك فوجئت هذه القوة العسكرية الضخمة المزودة بـ 5000 دبابة قتال رئيسية و 1500 طائرة قتالية مختلفة الأنواع وآلاف العربات المدرعة وقطع المدفعية الميدانية.
كل هذا العتاد الإسرايلي انكسر أمام صلابة وقوة وإرادة الجيش المصري صانع المعجزات في صراع مرير خلال خمسة عشر يوماً بمنطقة صغيرة من مسرح العمليات ولذا كانت حرب أكتوبر تمثل مصدر التجارب للفكر العسكري الدولي وكان لها تأثير بالغ على خطط التطوير لتكنولوجيا التسليح وأسس بناء القوات .
أشار إلى أن خطة الخداع الاستراتيجى التي استمر تنفيذها عدة أشهر والتي تمثلت فى إخفاء نية الهجوم والقيام بتنفيذ تحركات عسكرية تحت ستار التدريب مع التغير الدائم فى عدد وحجم القوات وإنهاء خدمة 20 ألف فرد قبل العمليات بـ 48 ساعة، وهنا كانت المفاجأة التى تظهر إلى أى مدى كانت بطولة الجندى المصرى ووطنيته وحبه لبلده حين رفض الجنود الخروج من الخدمة قبل المشاركة فى حرب التحرير قائلين " كيف نخرج قبل عودة الأرض التى سلبت منا " لكن فى النهاية كان لابد من التنفيذ لاستكمال خطة الخداع الاستراتيجى و تحريك معدات العبور تحت ظلام الليل الى اتجاه الجبهة.
اقرأ أيضاً
اللواء فؤاد فيود : عادت الأرض بعزيمة خير الأجناد . . والتحام شعب عظيم بجيش قوي
اللواء محمد الشهاوي : أفقدنا العدو الرؤية بقاذفات اللهب ومولدات الدخان أثناء العبور
وزير إسرائيلي يمنع مؤتمرًا للسلطة الفلسطينية في القدس
أبطال حرب أكتوبر في الحوار ومكتبة مصر العامة
ترامب يؤكد لعائلات الأسرى الإسرائيليين التزامه بإعادة أبنائهم
قادم من تركيا.. أسطول جديد يتجه نحو غزة وجيش الاحتلال يعلن استعداده لمنعه
النائب تيسير مطر: العلاقات المصرية السعودية نموذج للوحدة العربية ودعم لا ينقطع منذ حرب أكتوبر المجيدة
إسرائيل تخصص نصف مليار شيكل لتحسين صورتها بين الشباب الأمريكي عبر الذكاء الاصطناعي
أفلام لا تُنسى عن حرب أكتوبر.. ملحمة العبور في عيون السينما
طارق عناني: حرب أكتوبر برهنت على أن الإرادة الصلبة أقوى من خط بارليف المنيع
بطولات لا تموت.. كيف سطر أبطال حرب أكتوبر ملاحم العزة؟
”زوجة رجل من مصنع الرجال”
ولفت إلى أنه عندما جاءت ساعة الصفر واللحظة الحاسمة بدأ الهجوم على الجبهتين المصرية والسورية فى آن واحد وقامت الحرب وقبل أن تنتهى بالهزيمة المخزية لجيش إسرائيل الذى لا يهزم ولا يقهر كما كانوا يزعمون، أرسلت أمريكا المساعدات والإمدادات غير المسبوقة لإسرائيل فكانت الثغرة على الجبهة المصرية واستعادتها للجولان من سوريا.
أضاف أن إسرائيل حاولت لحفظ ماء الوجه أمام شعبها والرأى العام الدولى شن هجوم مضاد واشتبكت فى معارك ضارية دون أى نجاحات تذكر رغم مشاركتها بنحو 2000 دبابة واستخدامها لأول مرة طائرات هليكوبتر مزودة بالصواريخ الموجهة، وكان لصد الهجوم الإسرائيلى من الجانب المصرى عظيم الأثر على جبهة سيناء فقامت أمريكا بوضع وسائل الاستطلاع والتجسس فى خدمة إسرائيل إلى أن تم اكتشاف ثغرة غير مؤمنة وكان مخططاً تدمير القوات الإسرائيلية بمنطقة الثغرة غرب القناة، مضيفاً إن كسنجر طلب مقابلة السادات وقال أن أمريكا تعلم بمخطط الهجوم على القوات الإسرائيلية غرب القناة وأننا لن نسمح بهزيمة السلاح الأمريكى ثانية ووعد بانسحاب القوات الإسرائيلية من غرب القناة وتم ذلك من خلال مفاوضات الكيلو 101 وتم الانسحاب الإسرائيلى قبل الميعاد المحدد بيومين الأمر الذى يؤكد أن ثغرة الدفرسوار كانت تمثل لهم ورطة يتمنون الخروج منها.
أكد الغبارى إنه يجب ألا تنسينا نشوة الانتصار فى حرب العزة ورد الاعتبار ونعود خطوة بالذاكرة لما قبل ملحمة العبور لإلقاء الضوء على الحياة السياسية لهذه الفترة فكان الوضع نتيجة لانتصار إسرائيل فى يوينو 67 ونجاح أمريكا فى تحقيق أهدافها الاستراتيجية فى حصار مصر داخل حدودها لضمان التفوق العسكرى لإسرائيل والحفاظ على المصالح الغربية وإحكام السيطرة على الشرق الأوسط فأصرت إسرائيل على رفض الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة مما ساعد على استمرار حالة الحرب وظل الاعتقاد أن القوة العسكرية هى الحاسمة لتحقيق الأهداف وبدأت إسرائيل فى توسيع استيطانها فى الأراضى المحتلة وسعت إلى تطوير قدراتها العسكرية وظلت تتشدق بنظرية إلامن الإسرائيلى لتحقيق أطماعها التوسعية من جهة وخداع الرأى العام الدولى من جهة أخرى .
اشار الى انه بدأت الخلافات العربية تذوب شيئا فشيئا بداية من مؤتمر الخرطوم والذى جاء داعما لمصر على المستويين الاقليمى والعالمى حتى صدر قرار 242 عن مجلس الامن الذى كان له تأثير مباشر فى تطوير العمل الوطنى والقومى فى المراحل التالية من الصراع ولم ترفض مصر جهود الحل السلمى وسمحت للاتحاد السوفيتى القيام بهذا الدور فى ضوء الاتصال بكل الاطراف مع عدم التفاوض مع اسرائيل الا بعد الانسحاب من الاراضى المصرية المحتلة وعدم التنازل عن اى جزء منها .
قال الغبارى ان هدف وطريق السياسة الخارجية المصرية كان يسير على اساس رفض الهزيمة العسكرية واعتبار ما حدث سباق لم ولن ينتهى بعد وهذا بطبيعة الحال استوجب اسلوبا من العمل وخطوات يجب تنفيذها والتى تمثلت فى كسب الوقت دون الوصول الى حل كغطاء لاتمام استكمال القدرة العسكرية المصرية لتكون داعمة فى الوصول الى حل المشكلة واقناع الرأى العام العالمى باننا لا نرغب فى الحرب من اجل الحرب وانما من اجل استعادة الارض المغتصبة بالقوة وتحقيق اهداف الشعب الفلسطينى .
اضاف ونظرا لتأثر المجتمع الدولى بغلق قناة السويس منذ يونيو 67 وتأثر حركة التجارة العالمية نتيجة لذلك كانت هناك محاولات كثيرة لتحقيق السلام بين الاطراف المتصارعة فارسلت الامم المتحدة مبعوثها جوناريارنج الذى بذل جهودا كبيرة لتقريب وجهات النظر الا انها باءت بالفشل بسبب التعنت الاسرائيلى وتلا ذلك ارسال امريكا وزير خارجيتها روجرز والذى سعى سعيا حثيثا فى هذا الاطار حتى استطاع الوصول الى وقف اطلاق النار فى اغسطس عام 70 وتم الوصول الى حالة اللا سلم واللا حرب بسبب الوفاق بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الذى وصل ذروته فى هذه الفترة مشيرا الى انه حين انشغل المجتمع الدولى عن قضية الشرق الاوسط وتراجع الاهتمام بها دفع اسرائيل الى التعنت ورفض السلام .
اكد الغبارى ان مصر اعتمدت على ذاتها والدعم العربى وسعت لتحقيق شعارها ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فاتخذت من حرب الاستنزاف سبيلا لتحقيق الهدف المنشودبفضل شجاعة المقاتل المصري صانع المعجزات ، اضافة الي الصراع السياسى ودوره فى اثبات اننا نسعى الى الانسحاب الاسرائيلى وتحقيق اهداف الشعب الفلسطينى واقناع العالم اننا لا نريد الحرب من اجل الحرب مع المحافظة على صلابة الجبهة الداخلية والتضامن العربى وهنا تهيئ المناخ السياسى الدولى والاقليمى لاسترداد الحقوق المسلوبة وانتصرت ارادة وعزيمة المصريين بنصر اكتوبر 73 .