الخميس 25 سبتمبر 2025 02:58 مـ 2 ربيع آخر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

أخبار مصر

تصاعد وتيرة المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع في الفاشر

الخرطوم 23 سبتمبر 2025 (شينخوا) تتصاعد وتيرة المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، والتي تشهد حربا منذ أكثر من عامين.

وقالت قوات الدعم السريع اليوم إنها سيطرت على مواقع بالقرب من قاعدة عسكرية رئيسية فيما أعلن الجيش السوداني تصديه لهجوم واسع النطاق، وأكد أن الفاشر "تحت السيطرة الكاملة" لقواته، والأوضاع فيها "مستقرة".

ونشرت قوات الدعم السريع اليوم مقاطع فيديو على منصات تابعة لها، قالت إنها توثق وجود عناصرها في مواقع تابعة للجيش قريبة من مقر الفرقة السادسة، وهي المقر الرئيسي للجيش السوداني في المدينة، وأعلنت في الوقت ذاته فتح ممرات آمنة لخروج النساء والشباب إلى مناطق استقبال النازحين شمال الولاية.

وقال مصطفى إبراهيم، وهو أحد مستشاري قوات الدعم السريع، في تدوينة على منصة ((إكس)) اليوم "تواصل قواتنا تضييق الخناق على مواقع الجيش السوداني من عدة محاور، تتقدم القوات بتكتيك مدروس في الأحياء الشمالية والشرقية والجنوبية للمدينة، إضافة إلى توغلها داخل مخيم أبو شوك للنازحين".

اقرأ أيضاً

وأضاف "بعد السيطرة على مقر البعثة الأممية السابقة (يوناميد) والسلاح الطبي، سيطرنا اليوم على مقرات قريبة لمقر الفرقة السادسة مشاة، لقد بات إعلان السيطرة الكلية على الفاشر قريبا".

لكن الجيش السوداني أعلن اليوم تصديه لهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع من المحورين الجنوبي والشمالي الشرقي من مدينة الفاشر باستخدام المشاة والمركبات القتالية.

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني في بيان اليوم "سحقت قواتنا الباسلة مرتزقة المليشيا عندما صدت هجوما جديدا شنته من المحور الجنوبي والشمالي الشرقي مستخدمة المشاة والمركبات القتالية".

وأضافت "بدأت المواجهات بمناوشات عند الساعة السادسة صباحا، وتحولت لمعركة استمرت حتى الثانية ظهرا، لتحقق قواتنا نصرا كاسحا وسط معنويات عالية تعانق السماء، مكبدة العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، فيما فرّت فلوله مذعورة شمالا وجنوبا خارج المدينة".

وشددت الفرقة السادسة على أن الأوضاع في المدينة مستقرة، وقالت إن "مدينة الفاشر تحت السيطرة الكاملة لقواتكم المسلحة، وأن الأوضاع فيها مستقرة".

ومنذ 10 مايو 2024 تدور مواجهات عنيفة في مدينة الفاشر بين الجيش السوداني وحلفائه، وقوات الدعم السريع.

وتحظى المدينة بمكانة استراتيجية بالغة، فهي آخر مدينة رئيسية في شمال دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.

- الفاشر.. أهمية إستراتيجية

وتكمن أهمية الفاشر في أنها مركز سياسي وعسكري واقتصادي، وتمر عبرها طرق إمداد حيوية تربط شمال وغرب الإقليم.

وقال المحلل العسكري السوداني أحمد إسماعيل إن مدينة الفاشر تكتسب أهمية كبرى لدى الطرفين المتحاربين.

وأضاف إسماعيل لوكالة انباء ((شينخوا)) "الفاشر هي آخر معقل رئيسي في دارفور لا يزال تحت سيطرة الجيش، وهي مركز عسكري وإداري، كما أنها تمثل خط دفاع استراتيجيا".

وتابع "بالنسبة للجيش، فإن استمرار سيطرته على الفاشر تمنحه موقعا متقدما لمواجهة تمدد قوات الدعم السريع نحو ولايات كردفان".

وعن أهمية مدينة الفاشر بالنسبة للدعم السريع، قال إسماعيل "سقوط الفاشر بيد الدعم السريع يعني فرض سيطرتها الكاملة تقريبا على الإقليم، وهو ما يمنحها قوة تفاوضية وسياسية كبيرة في أي تسوية مستقبلية".

ويسيطر الجيش السوداني على مدينة الفاشر، وتقاتل بجواره حركات دارفورية مسلحة كانت قد وقعت مع حكومة السودان في العام 2020 اتفاق "سلام جوبا"، وأبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم.

والفاشر، هي مركز إقليم دارفور المكون من خمس ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع التي تخوض نزاعا مسلحا ضد الجيش السوداني.

وإلى جانب البعد العسكري، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في الفاشر، حيث أدى القصف المدفعي والطائرات المسيّرة إلى نزوح مئات الأسر، فيما تعيش عشرات الآلاف في مخيمات مكتظة وظروف متردية.

-- تداعيات إنسانية متفاقمة

وتحدثت تنسيقيات مدنية محلية عن انعدام شبه كامل للخدمات الأساسية، مع تزايد المخاوف من كارثة إنسانية إذا استمر القتال بوتيرته الحالية.

وقالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر في بيان اليوم إن "الحرب قد أنهكت هذه المدينة الصامدة وأثقلت كاهلها بالمجازر والدمار والنزوح والتجويع، وأمام هذا الوضع الإنساني الكارثي فإن الرهان على صمود الفاشر هو رهان خاسر ومجحف".

وأضافت "أننا نؤكد أن التحرك العاجل أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل، لا بد من التحرك الفوري لفك الحصار عن مدينة الفاشر بالقوة".

فيما أعربت منظمات أممية واقليمية عن قلق بالغ إزاء استمرار القتال في الفاشر، محذرة من تزايد أعداد النازحين وتدهور الأوضاع الإنسانية داخل المدينة ومحيطها.

وقالت الممثلة المقيمة للأمم المتحدة في السودان دينيس براون إن عدم حصول الأمم المتحدة على الضمانات الأمنية لم يمكنها من إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة منذ مايو 2024.

وأكدت دينيس في تصريحات نشرها موقع ((سودان تربيون)) اليوم أن الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى وقف إطلاق النار في الفاشر، التي هي تحت الحصار، حيث لم تستطع المنظمات الوصول إلى الناس هناك منذ أكثر من عام.

وأشارت إلى أن الأمم المتحدة لم تتلق الاستجابة الإيجابية التي كانت تنتظرها من قوات الدعم السريع، وقالت إن "القوات المسلحة السودانية وافقت، وقوات الدعم السريع لم توافق، هذه هي الصعوبة التي نواجهها الآن، وآمل أن يُسمح لنا بأداء عملنا".

وشدد الاتحاد الإفريقي في بيان أمس (الإثنين) على ضرورة وقف التصعيد العسكري وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات، مؤكدا أن استمرار القتال في الفاشر "يهدد بزعزعة الاستقرار في عموم إقليم دارفور".

وطالبت منظمات إغاثة دولية بالسماح بمرور قوافل إنسانية إلى داخل مدينة الفاشر، مشيرة إلى أن المخيمات تواجه "نقصا حادا في الغذاء والدواء" مع تزايد أعداد الوافدين إليها يوميا.

وتقدر الأمم المتحدة عدد سكان مدينة الفاشر بنحو 1.5 مليون نسمة، بينهم 800 ألف نازح من باقي مدن ولاية شمال دارفور بسبب النزاع المسلح الدائر في إقليم دارفور منذ 2003. وهي تضم ثلاثة معسكرات للنازحين، هي أبوشوك، زمزم، والسلام.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين داخل وخارج البلاد.

تصاعد وتيرة المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع في الفاشر