الأربعاء 27 أغسطس 2025 07:39 صـ 3 ربيع أول 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

عرب و عالم

صحيفة أمريكية : ثنائية السلاح تهدد لبنان بعد تقارير تعاون بين أفراد الجيش وحزب الله

في الوقت الذي يؤكد فيه المسؤولون اللبنانيون مراراً أن الجيش اللبناني هو المؤسسة الشرعية الوحيدة المسؤولة عن الدفاع عن البلاد وحفظ الأمن، تشير تقارير وحوادث متزايدة إلى وجود نمط متزايد من التعاون غير الرسمي بين أفراد من الجيش وحزب الله.

وقالت وكالةاسوشيتدبرس إن الوضع يثير تساؤلات جدية حول استقلالية افراد الجيش اللبناني، وهل بات متورطاً في "ثنائية السلاح" التي تشل الدولة؟
واضافت الوكالة أن ملامح هذا التعاون ظهرت بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل أواخر عام 2024، حيث جرى تنسيق ميداني بين الجيش وحزب الله في تسليم المواقع والانسحاب من الجنوب. ما بدأ كضرورة ميدانية، تحوّل لاحقاً إلى تفاهم ضمني: الجيش لا يواجه حزب الله، وحزب الله لا يتحدى الجيش.

لكن التطور الأكثر خطورة يتمثل في تقارير حديثة، بعضها إسرائيلي وبعضها لبناني، تزعم تغلغل عناصر موالية لحزب الله في وحدات عسكرية حساسة، وتتهم ضباطاً كباراً بالتواطؤ، من تسريب معلومات سرية إلى غض الطرف عن أنشطة غير مشروعة عبر الحدود.
تعتبر القوى السيادية اللبنانية أن هذا التعاون يجعل مبدأ "حصرية السلاح بيد الدولة" بلا معنى.

وقد دعا زعيم "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى أن يتولى الجيش بنفسه مهمة نزع سلاح حزب الله، محذراً من أن استمرار "ازدواجية السلطة" يهدد لبنان داخلياً ويعزله عن المجتمع الدولي. حتى حلفاء سابقون لحزب الله، مثل جبران باسيل و"التيار الوطني الحر"، باتوا يرفعون علناً شعار "جيش واحد، سلاح واحد".

في المقابل، كان رد حزب الله حاسماً: "لن نسمح لأحد بنزع سلاح المقاومة"، ملمحاً مسؤولون في الحزب إلى إمكانية وقوع مواجهة داخلية إذا حاولت الدولة تطبيق هذا الإجراء.

واوضحت الوكالة أن هذا التعاون غير المعلن بين ضباط في الجيش وحزب الله بشكل تهديداً خطيراً على عدة مستويات:
* السيادة: يقوّض هذا التعاون حق الدولة الحصري في اتخاذ القرارات الأمنية.
* الأمن الداخلي: قد تؤدي أي محاولة من الدولة لتأكيد سلطتها إلى صراع مسلح.
* مؤسسة الجيش: تتعرض مصداقية الجيش للخطر محلياً ودولياً، مما يهدد المساعدات والدعم الأجنبي الذي يعتمد عليه في وقت حرج.
لبنان يقف اليوم على مفترق طرق حاسم. فإما أن يعيد الجيش اللبناني تأكيد استقلاليته الكاملة ويترجم التزام الحكومة بحصرية السلاح إلى عمل ملموس، أو ستبقى البلاد محاصرة في حالة من "الولاء المزدوج" التي تهدد بالانفلات والفوضى.

واشارت إن شعار "جيش واحد، قرار واحد، سلاح واحد" لم يعد مجرد شعار، بل هو الشرط الأساسي لبقاء لبنان كدولة فاعلة. أي حل آخر قد يكون وصفة لانفجار محتوم.

سلاح حزب الله لبنان