الجامعة الشعبية .. وانهيار الوعى !
بقلم : إيهاب شام
إذا أردت أن تعرف قيمة مجتمع ما الأخلاقية والحضارية والإنسانيه فعليك بقراءة تاريخه ، وان تاريخ المجتمعات يمكن فى مدى تأثيره الثقافي والفكري فى فترات أزماته وانكساراته.. ففى أوائل القرن الماضى لعبت الثقافة دورا بارزا فى تكوين الشخصية المصرية بالرغم من وجود الإحتلال الإنجليزى لمصر .
فى عام ١٩٠٨ انطلقت الجهود المؤسسية بإنشاء مدارس الشعب بغرض مكافحة الأمية الأبجدية، وتوفير الثقافة السياسية والاجتماعية، وقد تضمنت برامج مدارس الشعب ، تعليم القراءة والكتابة، ودروس فى الدين ، والقانون والصحة والإحتياطات الصحية ،كما انها قامت بإفتتاح مدارس ليليةعام ١٩٢٠ لتعليم العمال بحى السيدة زينب ، وضمت عددا كبيرا من المثقفين من أعضاء الحزب الوطنى ، بل امتدّت إلى الأسكندرية ،وكانت مرتبطه بثقافة الصناعة اليدوية ، وفى عام ١٩٤٥ خرجت الجامعه الشعبيه إلى النور بقيادة أحمد أمين يعاونه عدد من الشباب العاملين فى الإدارة الثقافية بوزارة المعارف فى عرض بعض التجارب الدولية فى ميادين تعليم الكبار وتثقيف الشعب ،ولاقت الجامعة الشعبية إقبالا واسعا وانتشرت فى سائر أقاليم مصر حيث وصلت إلى خمسة عشر فرعا .
وفى عام ١٩٤٥ صدر قرار عبد الرازق السنهوري باشا وزير المعارف العمومية فى ذلك الوقت رقم " ٦٥٤٥" بإنشاء الجامعة الشعبية بمدينة القاهرة ومن أهدافها نشر الثقافة بين طبقات الشعب ، وأيضا فى عام ١٩٤٨ صدر مرسوما ملكيا بتأييد إنشائها وتعديل الإسم إلى " مؤسسة الثقافة الشعبية " على أن تعمل من أجل نشر رسالتها فى أرجاء المملكة حينذاك .
وفى عام ١٩٥٨ نقلت إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومى وتغير اسمها إلى " جامعة الثقافة الحرة " واصبحت مهمتها نشر الوعى القومى فى العاصمة والمحافظات ، وتقديم رسالة الثقافة بالمعنى الواسع صدر القانون رقم " ٦٩٢ " لسنه ١٩٥٨ بنقل الموسسة الشعبية من وزارة المعارف إلى وزارة الثقافة بتغيير اسمها إلى جامعة الثقافة الحرة .. علاوة على ذلك ، نجحت جامعة الثقافة الحرة فى الإتصال بالطبقة العامله ، وفتحت أبوابها للعمال للإلتحاق بمختلف شعبها وبرامجها الثقافية، كما وثقت علاقتها بالنقابات العمالية فقدمت العروض السينمائية، وادارت الندوات الفنية بإعلان مولد مؤسسة الثقافة العمالية فأصبحت جزاء من مهما من التنظيم النقابى العمالى .
اقرأ أيضاً
مهرجان الكيبوب يختتم أسبوع الثقافة الكورية 2025
وزير الثقافة يفتتح المقر الجديد لجمعية المؤلفين والملحنين وتكريمه من قبل مجلس ادارة الجمعية
استكشاف أجواء ثقافة الهان: من الهانبوك إلى الكيبوب خلال أسبوع الثقافة الكورية 2025
كريم صلاح الدين يتألق في السعودية ويفوز بجائزة أفضل ممثل دور أول.. ويخطف أنظار احتفال الثقافة
محمد عامر الشهري يجسد تميز المواطن السعودي والمجلس الأعلى للاقتصاد العربي الإفريقي بمؤتمر الثقافة والتعليم والسياحة الرقمية بالصين
تحت رعاية وزير الثقافة.. انطلاق التحضيرات لمهرجان أكاديمية الفنون للعرائس وتعيين إدارة تنفيذية جديدة
رموز السياسة والثقافة والدبلوماسية في حفل إطلاق كتاب قصة كفاح عنان الجلالي
التخطيط القومي يعقد ندوة ”زواج القاصرات في مصر: بين المجتمع والقانون والثقافة .. مسافات مفقودة”
ياسر صادق والفعل المتناغم تمثيلا وإدارة
محمد ريان يكتب : أبو ذكري والتاريخ وفلسفة العلاقات. الايجابية
ريح السموم ومسرحيات أخرى”.. أحدث إصدارات سلسلة ”آفاق عالمية” بقصور الثقافة
آليات التحسين البيئي في نقاشات قصور الثقافة بالإسماعيلية
هذا جزء من مراحل قيام الثقافة الجماهيرية وفكرتها النبيلة فى غرس القيم وتثقيف الشعب ، الذى بدأ فكره ينضب ووعيه يندثر ..ونحن الان فى أمس الحاجة لإنقاذ وعيه وخصوصا فى ظل هذه المرحلة الإقليمية الحرجة وتفكك بعض الدول المجاوره لنا ، بسبب انعدام الثقافة وانهيار القيم الأخلاقية لشعوبها فالثقافة هى حائط الصد الوحيد لحماية الدول من التفكك والإنهيار .. وللحديث بقية عن التاريخ الحى للثقافة الجماهيرية .