الإثنين 4 أغسطس 2025 06:59 صـ 9 صفر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

مصر تحت الهجوم… لأنها تقف حيث لا يجرؤ الآخرون

في ذات يوم، قال وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي، “مصر عكاز الأمة”، كلماته لم تكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل وصفًا دقيقًا لواقع راسخ. فمصر، التي وقفت في وجه العواصف على مدار التاريخ، تدفع اليوم مرة أخرى ثمن مواقفها المستقلة، وثمن قيادتها الحقيقية في زمن تتراجع فيه كثير من الأصوات.

في الآونة الأخيرة، تتعرض مصر لهجمة إعلامية شرسة، تتزعمها منصات مأجورة وأقلام فقدت نزاهتها، والسبب واضح وجلي: دور مصر الصريح والمشرّف في القضية الفلسطينية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وطاقم الحكومة المصرية.

الرئيس السيسي… موقف رجل دولة لا يساوم
منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، كان صوت مصر حاضرًا، وموقفها واضحًا لا لبس فيه. رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين، وإصرار على حماية حقوقهم المشروعة، ودعم متواصل لأهالي غزة إنسانيًا وسياسيًا. لم تكتف مصر بالإدانة، بل فتحت معبر رفح، وسيرت قوافل الإغاثة، وحرّكت دبلوماسيتها في كل اتجاه، في وقتٍ صمت فيه كثيرون أو اكتفوا بالشعارات.

الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يتعامل مع القضية الفلسطينية كملف إقليمي عابر، بل كمسؤولية تاريخية وأمن قومي، تدرك مصر أبعادها جيدًا، وتدفع ثمن التزامها بها دون تراجع.

اقرأ أيضاً

من يهاجم مصر اليوم… هم أنفسهم من ناصروا الإرهاب بالأمس.

اللافت أن من يهاجمون مصر الآن هم ذاتهم الذين ناصروا الإرهاب في مصر وفي عديد الدول العربية. هم من تستروا تحت عباءة الدين، وفتحوا منصاتهم وفضائياتهم للتكفيريين، وشرعنوا الفوضى والدمار باسم “الثورة”، بينما كانت مصر وحدها تدفع الثمن، وتحارب نيابةً عن الجميع.

واليوم، ومع انكشاف زيف خطابهم، وبعد أن سقطت أقنعتهم، عادوا للهجوم على مصر، لا لشيء إلا لأنها كشفتهم، ووقفت في وجه مشروعهم التخريبي، وأسقطت وهمهم في معركة الوعي والسيادة.

لماذا تُهاجم مصر؟
لأنها الدولة الوحيدة التي لا تساوم على القضية الفلسطينية ولا تدخلها ضمن صفقات أو مزايدات. تُهاجم لأنها تتحرك حيث يصمت الآخرون، وتفعل حينما يكتفي البعض بالتغريد، وتتقدم حينما يختبئ غيرها خلف المواقف الرمادية.

ولأن مصر لا تنتمي إلى أي محور إقليمي موجه، ولا تخضع لأوامر عواصم التمويل السياسي، صارت هدفًا لحملات التشويه. لكن الشعب المصري يعرف، ويدرك، ويعي جيدًا من يقف معه ومن يقف ضده، ويُميز بين الإعلام الشريف، والإعلام الذي باع نفسه في سوق الفوضى.

من وزارة الخارجية إلى جهاز المخابرات العامة، ومن الهلال الأحمر إلى قوافل الإغاثة، تعمل مؤسسات الدولة المصرية دون ضجيج، تُفاوض وتنسّق وتضغط وتبادر، لحماية أرواح المدنيين، وفتح مسارات آمنة للغذاء والدواء، رغم كل التحديات الأمنية والسياسية.

إنها مواقف أفعال، لا استعراضات كاميرات. مصر لا تحتاج إلى تصفيق، بل إلى من يفهم حجم المسؤولية التي تتحملها، في ظل محيطٍ شديد الحساسية والتعقيد.

وللخونة نقول…مصر ستبقى… وهم زائلون
إلى أولئك الذين باعوا ضمائرهم في أسواق السياسة الرخيصة، وتخلّوا عن عروبتهم مقابل حفنة من الدولارات، والذين تآمروا على مصر حين كانت وحدها تقاتل الإرهاب، وحين وقفت بشرفٍ إلى جانب فلسطين بينما اكتفى غيرهم بالخطابات والشعارات… إليكم نقول:

مصر لا تحتاج شهادتكم، ولا تنتظر رضاكم. أنتم من سقط في وحل الخيانة، وأنتم من كشفه التاريخ والواقع والشعوب.

أنتم من تستر بالدين وهو منكم براء، ومن باع القضايا وادّعى البطولة خلف الشاشات، بينما كانت مصر تدفع الثمن من دماء أبنائها، واقتصادها، وأمنها.

نقولها بوضوح:
ستسقطون كما سقط من قبلكم، وستبقى مصر. سيتوارى الزيف، وتبقى الحقيقة. سينكسر القلم المأجور، ويظل صوت مصر هو الأقوى، لأنه صوت شعبٍ لا يخون، وجيشٍ لا يُهزم، وقيادةٍ لا تساوم.

فلتكتبوا ما شئتم… مصر لا تُنال بالكلام.

مصر الرئيس السيسي الإرهاب