نجوم الكرة المصرية يطاردون الربح السريع على المنصة المثيرة للجدل

تحقيق خاص – من ملاعب الشهرة إلى "لايفات التيك توك".

في زمن باتت فيه الشهرة أسرع من صافرة الحكم، والمال يُجنى بعدد المشاهدات لا بعدد الأهداف، قرر عدد من نجوم كرة القدم المصرية السابقين خلع قمصانهم الرياضية والانطلاق في فضاء التيك توك، بحثًا عن دخل جديد، وجمهور مختلف.

في ظاهرة بدأت تثير الكثير من الجدل في الشارع الرياضي المصري، انضم عدد من لاعبي كرة القدم المعروفين – بعضهم كان نجمًا في الدوري الممتاز – إلى قائمة "التيكتوكرز"، حيث يقدمون بثوثًا مباشرة، ويشاركون في تحديات وفيديوهات ترفيهية على منصة تيك توك، التي أصبحت في السنوات الأخيرة مصدرًا ماديًا مغريًا للكثيرين، لكنها أيضًا محل انتقاد واسع بسبب محتواها أحيانًا.

معاناة بعض اللاعبين بعد الاعتزال أو تراجع الأداء، وغياب فرص التدريب أو التحليل الرياضي، دفعت البعض إلى اللجوء إلى تيك توك، لا فقط للترفيه أو التواصل مع الجمهور، بل كمصدر دخل حقيقي عبر البث المباشر، الهدايا الافتراضية، وصفقات الإعلانات.

المثير أن هذه الظاهرة لم تعد حكرًا على الوجوه الجديدة أو الباحثين عن الشهرة، بل طالت أسماء بارزة عرفها جمهور الكرة المصرية جيدًا.

أبرز الأسماء الكروية التي غزت التيك توك

• أحمد الشيخ (الأهلي سابقًا):
  اللاعب الذي خاض 59 مباراة بقميص الأهلي وسجل خلالها 13 هدفًا، بات اليوم نجمًا على منصة تيك توك بعدد متابعين يقترب من المليون (973 ألفًا). الشيخ يشارك في بثوث مباشرة مع "بلوجرز" معروفين، ويسهم في جولات افتراضية تهدف إلى رفع المشاهدات، وبالتالي الأرباح.

• محمود وحيد (الأهلي وطلائع الجيش):
  أحد أبرز من تألقوا في مركز الظهير الأيسر مع مصر المقاصة، اختار هو الآخر دخول عالم التيك توك. من بين الفيديوهات التي أثارت تفاعلًا، ظهوره مع "عم حارث"، مسؤول المهمات الشهير بالنادي الأهلي، في مشاهد أقرب إلى المحتوى الكوميدي الشعبي.

• أحمد محسن (الإسماعيلي سابقًا):
  بعدما كان مرشحًا للانضمام إلى الزمالك، تحول محسن اليوم إلى "مؤثر رقمي"، ويتابعه أكثر من 880 ألف شخص على تيك توك، رغم أنه أصبح لاعبًا حرًا لا ينتمي حاليًا لأي نادٍ.

• باسم مرسي (هداف الزمالك السابق):
  اسم لامع ارتبط بالفترة الذهبية لنادي الزمالك في 2015، حيث سجل 50 هدفًا بقميص الفريق. ورغم تراجع مستواه وغيابه عن الساحة الكروية، عاد باسم إلى الواجهة، لكن هذه المرة عبر مقاطع الفيديو القصيرة. لا يفتح بثوثًا مباشرة، لكنه نشط في إنتاج محتوى ترفيهي يحظى بمتابعة كبيرة.

ظهور نجوم الكرة على تيك توك تزامن مع حملة أمنية مصرية استهدفت عددًا من مشاهير التيك توك، على خلفية اتهامات بنشر محتوى "مخالف للقيم المجتمعية"، ما أطلق جدلًا واسعًا حول حدود الحرية والمسؤولية في المحتوى الرقمي.

ويرى كثيرون أن تحول بعض اللاعبين إلى "صناع محتوى" يفتح بابًا لمناقشة غياب التخطيط لما بعد الاعتزال، خاصة في ظل غياب الدعم المؤسسي من الأندية واتحاد الكرة في توفير برامج التأهيل أو الوظائف الرياضية البديلة.

منصة تيك توك، التي انطلقت عالميًا كمجرد تطبيق ترفيهي، أصبحت الآن ساحة مزدحمة بالباحثين عن الربح والشهرة السريعة، حتى من خارج دائرة الشباب العاطلين.
بالنسبة لبعض نجوم الكرة، قد تكون فرصة لتعويض ما لم يتحقق في الملاعب، أو محاولة للبقاء تحت الأضواء. أما بالنسبة للجمهور، فالمشهد يبعث على التساؤل:
هل نحن أمام تطور طبيعي لزمن الإعلام الجديد؟ أم أمام فقدان للوجه الحقيقي لقيم الرياضة؟