خالد مصطفى يكتب: إكرام الضيف

الشخص الذي لا يُكرم ضيفه يظهر نقصاً
في الشهامة والمروءة ويبتعد عن القيم العربية والإسلامية الأصيلة التي طالما اعتزت بفضيلة الكرم وحُسن الضيافة فالضيف أمانة
وإكرامه لا يُقاس بوفرة قلة الإحترام بل بحُسن الاستقبال وطيب المعاملة وإذا كان البخل في المال مذموماً فإن البخل في الضيافة أشد قبحاً لأنه يدل على ضيق النفس وقسوة القلب وغياب الإحساس بالواجب والذوق
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) فمن لم يكرم ضيفه فقد فوت على نفسه شرفاً وفضلاً وخسر وجهاً من وجوه الرجولة والكرامة من لا يُكرم ضيفه فقد أسقط عن نفسه أول دروس الرجولة وجَرد قلبه من أنبل معاني الإنسانية الضيافة ليست عادة اجتماعية فحسب بل هي مبدأ من مبادئ الكرامة ومقياس لعمق الأصالة في النفوس ومن أغلق بابه في وجه زائر فقد أغلق معه باب المروءة وأسقط من نفسه هيبة لا تعوضها ألقاب ولا تسترها مبادئ
الضيف لا يطلب أكثر من لحظة تقدير ووجه بشوش وكلمة طيبة أما من يبخل بهم فهو
لا يبخل على غيره بل يُفقر نفسه أمام الله والناس البيوت تُعرف من أبوابها والرجال تعرف من كرمهم ومن لم يُحسن استقبال الضيف
فهو لا يحسن شيئاً آخر لأن الضيف ليس عبئًا
بل شرف وزيارة الضيف امتحان للقيم فمن أغلق الأبواب وأطفأ ملامح الود وظن أن الكرم رفاهية فقد جهل أن الكرم دين وأن الضيافة مرآة الرجولة وميدان الامتحان الحقيقي للنفوس النبيلة فمن لا يُكرم ضيفه
لا يُؤتمن على عهد ولا يُصاحب في طريق ولا يُعاشر في بيت لأنه فقد أول قاعدة في الشرف وهى أن تفتح قلبك قبل بابك وأن تستقبل الزائر وكأنك تستقبل قدرك فمن لم يُكرم ضيفه فليُراجع إيمانه وليفتش عن رجولته وليسأل نفسه أي وجه هذا الذي يستقبل به الناس الضيف قد ينسى أى شئ لكنه لا ينسى شعور الإهانة ولا برود الاستقبال لأن الكرم لا يُقاس بما في اليد بل بما في القلب ومن ضاق صدره عن الضيافة ضاقت دنياه بما فيها ومن فيها لأنه قد خان المروءة وجافى الكرام وخذل نفسه قبل أن يخذل ضيفه فالضيف ليس طارق بابك فقط بل طارق قلبك فإن لم يتسع له قلبك فبيتك أضيق من أن يُسكن فمن لم يكرم الضيف لم يعرف معنى الرجولة ولم يشم رائحة النُبل ولم يتربى على مائدة العز
لأن الضيف ياأيها الغبى
نعمة ومن يهينه فكأنما أهان البركة وأغلق
باب السماء، وطرد الملائكة من عتبة بيته لقد تعلمنا بأن الكرم هو فريضة على من أراد أن يُحسب من أهل النخوة يابخيل المروءة وعديم الإنسانية أما علمت أن الأقدام التي جاءت إلينا للقاءنا بالمودة والمرحمة قد رسمت مع قدومها فرحة من السماء فلا تجعلها تخرج وهي تلعن لحظة قدومها فهى جاءت لترى فيك ذهب الأخلاق فإن لم تجده فأنت أفقر مما تتصور بل تجردت من كل مشاعر الود ومعانى الإنسانية