الأحد 13 يوليو 2025 11:51 صـ 17 محرّم 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

فن

شيرين في موازين… حينما خذلت الحنجرة الذهبية جمهورها

شيرين عبد الوهاب
شيرين عبد الوهاب

كانت كل الظروف مهيأة لتكون عودتها للغناء على أحد أكبر مسارح العالم العربي لحظة استثنائية… مهرجان موازين فتح لها ذراعيه، والجمهور المغربي انتظرها بمحبة وشغف، والإدارة لم تبخل عليها بأي دعم أو تسهيل. الكل أراد أن يحتفي بعودتها، أن يحتضن صوتها كما اعتاد أن يحتضن إحساسها. لكن، ويا للأسف، جاءت اللحظة المنتظرة باهتة، محبطة، ومليئة بالأسئلة.

شيرين عبد الوهاب، التي طالما اعتبرها الجمهور المغربي واحدة من أهم الأصوات العربية، صعدت إلى المسرح كما لو كانت تؤدي واجبًا ثقيلًا، لا كما يفعل فنان اشتاق للغناء وللجمهور. أدت أغنياتها بطريقة الـ”بلاي باك”، وهو ما أثار دهشة وامتعاض الآلاف الذين احتشدوا رغم حرارة الجو الشديدة ولساعات طويلة فقط ليستمعوا إليها، لا ليسمعوا تسجيلًا. كانت الصدمة مؤلمة، والجمهور شعر أنه لم يُحترم، وعبّر عن ذلك بوضوح: “شيرين استهزأت بينا”.

الدعم الذي تلقته شيرين في هذه الليلة لم يُقدَّم لفنان من قبل، ليس فقط من إدارة موازين، بل من جمهور حملها في قلبه واعتبر عودتها فرحة جماعية. هذا الدعم جاء من محبة خالصة، لكن يبدو أن إدارة أعمالها تخيلت أن طلبات “النجمة” يجب أن تُلبّى بلا نقاش، حتى وإن كانت مجهدة أو مبالغًا فيها، فقط لأنها “شيرين عبد الوهاب”.

من موقعي كشاهدة عيان، تابعت تفاصيل كثيرة منذ لحظة وصولها إلى المغرب. ورغم تعاطفي الدائم معها في محنها السابقة، وميلنا جميعًا إلى التماس الأعذار، إلا أن ما حدث هذه المرة تجاوز كل ما يمكن تبريره. شيرين لم تكن فقط بعيدة عن أفضل حالاتها، بل تركت ملف إدارة أعمالها في أيدي أشخاص أساؤوا إدارتها، وتسببوا في خلق فجوة بينها وبين الإعلام، وبينها وبين الجمهور الذي أحبها واحتضنها يومًا.

اقرأ أيضاً

ولا يصح أن نُعيد نفس النغمة في كل مرة: “معلش”، أو نبحث عن مبرر جديد. حتى لو لم تكن شيرين مسؤولة بشكل مباشر عن بعض التفاصيل، فمدير أعمالها هو مرآتها أمام العالم، ومن خلاله يتشكل الانطباع عنها، سلبًا أو إيجابًا.

ورغم أنها غنت بالفعل بعض الأغاني “لايف”، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتبديد استياء الجمهور الذي خرج غاضبًا، شاعرًا أنه لم يجد شيرين التي يعرفها… شيرين الحقيقية، قبل نكساتها الأخيرة.

نحن لسنا ضد شيرين، بل على العكس، نحمل لها كل المحبة والامتنان لفنها وموهبتها. لكن، إن كانت حالتها النفسية لا تسمح بالوقوف على المسرح، لكان الأجدى أن تنتظر قليلاً حتى تعود كما عرفناها… قوية، واثقة، قادرة على احتواء جمهورها لا خذلانه.

أما رسالتي الصريحة، فهي أن شيرين بحاجة ماسة لإعادة النظر في إدارة أعمالها. هذه الإدارة التي تتخذ من “الحرص” ذريعة، بينما هي في الحقيقة تعزلها عن جمهورها، وتُورّطها في اختيارات وأزمات لا تليق باسمها ولا بتاريخها.

شيرين لا تزال تملك محبة الناس، لكنها بحاجة لمن يمد لها اليد من جديد… لا ليحملها، بل ليساعدها على أن تنهض بنفسها، كما اعتادت دومًا أن تفعل.

وإن كان هناك من يحب شيرين بحق، فليكن ناصحًا أمينًا يقول لها: اخرجي وطيّبي خاطر جمهور المغرب.
جمهور ذكي ومثقف وواعٍ، يعرف قيمة الفن، ويقدّر الفنان، لكنه لا يقبل أن يُستهان به، حتى لو كان ذلك من نجم النجوم. خيبة الأمل كانت كبيرة… ولكن الاعتذار الصادق قادر على ترميم ما انكسر.

مهرجان موازين المغرب شيرين عبد الوهاب