الخميس 25 أبريل 2024 03:28 صـ 16 شوال 1445هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    ياسر خفاجي يكتب: قبول الآخر.. الشيطان يعظ !!

    لم يسلم أحد في العالم من خطابات الكراهية، خاصةً عندما تتعارض الآراء المختلفة مع وجهة نظرنا لحماية آرائنا الخاصة، ولكن الأمر بات مثيرًا للدهشة، عندما نرى ألسنة الغرب تتهم شعوب العالم الإسلامي بالطائفية وتلهب ظهورهم، رغم أن العالم بجميع مكوناته ما زال يعاني من العنصرية والطائفية المتجذرتان اللتان تشكلان حجر الزاوية في تدمير ثقافة تعظيم القيم الإنسانية من عدم التمييز ونشر ثقافة التعددية والتعايش المشترك مع الآخر.

    فرقتنا المناصب، والألوان، وتعدد الأعراق، والديانات، والطبقات المجتمعية، والثقافات المختلفة، والمظاهر الخارجية، والمذاهب، وأتساءل هل يقبل الغني التعايش مع الفقير، أو القوى مع الضعيف.. إلخ، أتذكر هنا مشهدًا مر عليه أكثر من 13 عامًا عندما قال أحد أثرياء بلدتنا ضاحكا لوالدي: "عمر الديل ما هيبقى راس"، بعدما التحقت بكلية الإعلام جامعة الأزهر بينما التحق شقيقي الأكبر بكلية الهندسة.

    الإسلام جاء ليعزز قيم الأخوة وقبول الآخر والتعايش في سلام والتأقلم مع مختلف الشعوب مهما كان اختلافهم، وأزال الفوارق بينمها كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الناس جميعا سواسية كأسنان المشط، وأنه لا فرق بين عربي وعجمي ولا فضل لأحمر على أسود إلا بتقوى الله رب العالمين وطاعته.

    رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أروع الأمثلة في التسامح والصفح، عندما عفا عن أهل مكة حينما قال لهم: ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا: أخ كريم وأبن أخ كريم، فقال صلى الله عليه وسلم: "أذهبوا فأنتم الطلقاء"، فضلا عن إبرامه العديد من المعاهدات مع غير المسلمين من بينهم يهود المدينة ونصرى نجران وبني النضير، للعيش في جوٍّ هادئ مسالم مع من يجاورونهم من القبائل والبطون، مما يوضح وجود هذا الفكر التعايشي منذ بداية نشأة الدولة الإسلامية.

    اقرأ أيضاً

    ثقافة قبول الآخر تكتسب منذ الطفولة وحتمًا ستقود العالم إلى التغيير المأمول، فنحن بحاجة ماسة إلى تعزيز إنسانية الإنسان، والتحرر من ثقافة أنك دائمًا الأفضل، وأن الآخر ليس عدوا لنا، فهل سيتحرك العالم وينتفض لتغيير وتعديل السلوك الإنساني للنهوض ببني البشر نحو غدٍ مُشرق أم سيبقى الوضع على ما هو عليه.

    جال في عقلي الآن نقاشًا دار بين أحد زملائي الطلاب وأستاذي في الجامعة حينما كنت طالبا، طرح الأستاذ على الطالب العديد من الأسئلة من بينها هل ترى أن عائلتك هي الأكبر والأقوى في بلدتك؟، هل ترى أن محافظتك هي الأفضل والأجمل؟ فأجاب: نعم، ليعمم التساؤل على عدد كبير من الحاضرين في قاعة المحاضرات، ليرد الجميع على عجل بنفس المنطق، حينها قال الأستاذ كلنا عنصريون!!

    إشكالية عدم تقبل الآخر آفة كل العصور فهو المعنى الحقيقي للتطرف لأنه يخلق حالة من الاستقطاب داخل المجتمعات وتقسمها وتفتتها، ولا سبيل لمواجهة ثقل العقل الذي يعوق انطلاق الأمم والأفكار السامة والسلبية المثبطة للعزائم والقاتلة للتقدم إلا برفع الوعي الجمعي لإنشاء مجتمع عادل يتمتع بالسلام في ظل تنوع مفردات المجرة.
    دعنا نختلف في كل شيء إلا إنسانيتك التي كرمها الحق دون تمييز مصداقا لقوله تعالى: ولقد كرمنا بنى آدم، فالاعتراف بالداء يضعنا صوب الدواء، ولا نريد أن ندفن رؤوسنا في الرمال، فالجماعات المتطرفة أساءت فهم الدين وشيطنة غير المسلمين على خلاف الفهم الصحيح للدين الإسلامي الوسطي الذي يفتح ذراعيه للجميع، كما يعاني العالم كله بمختلف أطيافه وأديانه من ظلام التطرف الديني الذي يأكل الأخضر واليابس لتحقيق مكاسب لفئات بعينها مما يزيد الطين بلة.

    هناك فجوات معلوماتية أدت إلى التعصب الأعمى الذي نمضي نحوه بكل مفرداته المختلفة، لقد آن الوقت أن نضع قادة العالم أمام مسئولياتهم وإدراك أن الأمر بات أشد ضراوة وأبلغ أثرًا وعليهم أن يضعوا الحلول الناجعة للتخلص من ظاهرة التمييز ووأدها قبل أن يتطاير شررها إلى البقية الباقية دون تشويه أو تزييف، والتأكيد على أهمية مكافحة التطرف وتفشي الجهل وانتشار الشائعات بامتلاك الشعوب لأدوات الوعي من خلال إدراك قيمة العلم والثقافة.

    الآخر أصابه الإعياء الشديد وربما تقاسمت التجاعيد وجهه حزنا على ما أصابه مما سطرته الأيام من كثرة الأطروحات والأحاديث التي لم تدخل بعد حيز التنفيذ، الآخر يئن ألمًا مما يتعرض له من قسوة خطابات الكراهية، فأغيثوا الآخر وضافروا الجهود لإصلاح ما حدث من شروخات عميقة في برواز التعايش معه وإنقاذه من براثن القهر والظلم والموت البطيء، أخرجوهم من دوامة الإحباط والركود الممل.

    ولا شك أن التعليم سيظل هو الخير الأول والملاذ الآمن الذي نعول عليه للخروج من هذا النفق المظلم، فالعلم يذيب الفروقات بين بني البشر، ويُبني المجتمعات على أرضٍ خصبة وراسخة لا تجرفها أمواج الأحقاد والضغائن العاتية.

    ياسر خفاجي قبول الآخر الشيطان يعظ

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الخميس 03:28 صـ
    16 شوال 1445 هـ 25 أبريل 2024 م
    مصر
    الفجر 03:44
    الشروق 05:18
    الظهر 11:53
    العصر 15:29
    المغرب 18:28
    العشاء 19:51