الأربعاء 24 ديسمبر 2025 04:25 مـ 4 رجب 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

عاطف حنفي

التحرش الجنسي بالأطفال خط احمر أبشع الجرائم الأنسانية

عاطف حنفي
أبشع الجرائم الإنسانية وأكثرها وجعا ظاهرة التحرش الجنسي ضد الأطفال جريمة لا تنتهك الجسد فقط بل تكسر النفس لدي الاطفال من الصغر حتي الكبر لن تنسي من ذهن الطفل وتسرق الطفولة وتزرع الخوف وتحطم أحلامه
في حياتنا يفترض أنها تحتمي بالقيم وتتشبث بالدين
وأصبح جريمة تتجاوز حدود الفرد
وهو ليس فعلا فردي بل جريمة اجتماعية وتربوية ودينية فالطفل هو الضحية لا يعاني فقط في لحظة الاعتداء بل يمتد الأذى إلى سنوات طويلة من حياته في ويسبب له فقدان الثقة في نفسة و يلاحقه الخوف والقلق ولن يحس بالأمان و أحيانا انحرافات سلوكية ناتجة عن الصدمة
إن أخطر ما في هذه الجريمة أنها ترتكب غالبا من أشخاص يفترض أنهم مصدر أمان معلم تربوي من المفترض أن يكون قدوة لهم أو جار الذي من الطبيعي أن يكن له الحامي والأمان له
وهذه الأيام تزايد الحديث عن التحرش بالأطفال دليل على انتشاره بينما يرى آخرون أنه نتيجة لكسر حاجز الصمت وازدياد الوعي والحقيقة أن الأمرين معا حقيقي فالجريمة كانت موجودة منذ زمن لكنها كانت غير ظاهرة بسبب الخوف والعار الاجتماعي حتى تحولت الضحية إلى متهم والجاني إلى شخص محمي بالصمت وظهرت لكثرة التواصل الاجتماعي الذي دخل كل بيت وكان سببا في انتشار هذه الظاهرة
والسبب أيضا انتشاره غياب الدين والضمير وعدم الامان قبل معلم أو عامل بمدرسة أو أحد الأقارب يستغل ضعف طفل لا حول ولا قوه الا به
نحتاج منظومة أخلاقية تحمي الإنسان قبل أن تقيده وتصون الضعيف قبل أن تحاسب القوي لكن ما نشهده اليوم ليس غيابا للدين بقدر ما هو غياب الضمير الحقيقي فكم من شخص يرفع الشعارات الدينية بينما يمارس أبشع الجرائم في الخفاء
إن التحرش بالأطفال يدل عن غياب الإيمان وظهور الدين عند البعض إلى طقوس شكلية لا تردع ولا تزرع خوفا من الله أو احتراما لحرمة الإنسان
أما عندما نتحدث عن دور الأسرة والمجتمع من المفترض أن يكن للأسرة دورا كبيرا في الوقاية والحماية والتوعية كافيه للطفل كيف يتعامل مع أي موقف غريب وثقافة جنسية مش نخبي عليهم معلومه تفيدة تحت الخوف أو الكسوف من التحدث معه لابد يفهم الطفل ما هو الجنس وكيف نحترس والوقايه من اي احد يعتدي عليه ولن يسمح لأي شخص في مدرسة أو زميل أو صديق أن يلمس اي جزء بالجسم
الطفل ليس ملكا لأحد ولا جسدا مستباحا
فالتربية القائمة على القمع والصمت وغياب الحوار تخلق طفلا ضعيف الشخصية خائفا من التحدث للوالدين لو حدث معه شئ لا يعرف الفرق بين اللمسة الطبيعية والاعتداء كما أن تجاهل شكاوى الأطفال أو تكذيبهم بدافع السمعة أو الخوف من الفضيحة هو مشاركة غير مباشرة في الجريمة
والمجتمع أصبح يجلد الضحية بدلا من معاقبه الجاني و يشجع بذلك على تكرار الحدث ويمنح المعتدي شعورا بالإفلات من العقاب
التحرش الجنسي ضد الأطفال جرس إنذار خطير يعلن فشلا أخلاقيا وتربويا يستدعي وقفة جادةوقفة تعيد الاعتبار للقيم وتفعل دور القانون وتؤكد أن حماية الطفل مسؤولية جماعية لا تقبل التهاون.
نحن بحاجة إلى:
توعية الأطفال بحقوقهم وحدود أجسادهم بلغة تناسب أعمارهم
تربية دينية صحيحة والضمير
كسر ثقافة الصمت والخوف
وتطبيق قوانين رادعةدون استثناء
إن إنقاذ طفل واحد من براثن التحرش هو إنقاذ لمجتمع كامل من الانهيار الأخلاقي.
التحرش هو يتضمن تلامسا جسديا مع الطفل سواء بالتقبيل أو الاحتضان أو ملامسة أجزاء معينة من الجسم أو إقامة علاقة جنسية.
فيمكن أن يكون المعتدي:بالغا أو طفلا/مراهقًا رجلا أو امرأة.
غريبا أو معروفا للطفل
يبدو طبيعيا وسويا في جوانب كثيرة من حياته متزوجا لديه أطفال سمعته طيبة في العمل وغيرها
تعرف على الأشخاص الموجودين في حياة طفلك، خاصة من يتعاملون معه بشكل يومي أو المقربين منه، وشجعه على الحديث معك عن الأشخاص الذين يحبهم ويثق فيهم بشكل خاص.
علم طفلك مبدأ الخصوصية والحدود ومفهوم الموافقة منذ الصغر، فمن المقبول قول "لا" لأي شخص، حتى البالغين، إذا لم يرغبوا في لمسهم أو احتضانهم.
اشرح لطفلك أن هناك اختلافات في الأسرار فبعض الأسرار مثل خطط حفلة عيد ميلاد مفاجئة آمنة ولن تضر أحدا باحتفاظنا بها لأنفسنا، ولكن لو طلب منا أي شخص أن نبقي ما نفعله سويًا سرًا خاصة عن أهلنا فيجب على الفور أن نبلغهم بذلك.
علم طفلك كيف يتحدث عن جسده، مثل تعليمه الأسماء الحقيقية لأجزاء جسده مع التأكيد على أنه من الطبيعي والصحي التحدث عن جميع أجزاء الجسم وأن جسده ملك له وحده
التحرش الجنسي بالأطفال خط احمر أبشع الجرائم الأنسانية