السبت 6 ديسمبر 2025 07:12 صـ 15 جمادى آخر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

ثقافة

مروان سامر يسلط الضوء على الثقافة العربية فى أوروبا


استطاع المغنّي والملحّن العراقي مروان سامر ان يحقق نجاحا من خلال جولاته فى العواصم العربية و الاوربية .

يقول الفنان، الرحّالة كما يحِب أن يسمّى: «تجولت كثيراً في عواصم عربية وأوروبية، وكل مرة فكرت في الاستقرار في إحدى الدول وجدتني أسافر إلى مكان جديد، حباً بالانفتاح على ثقافات وتجارب جديدة، واليوم أعيش تجربة رائعة في روما مع زوجتي الإيطالية، وأعمل هناك مع أهمّ المنتجين في إيطاليا».

اشار مروان «للمكان والظرف والحالة النفسية عوامل مهمة جداً في عملية الإبداع، وأنا شخصياً أتأثر بهذه العوامل وقد حدثت معي حالات شخصية في هذا الشأن في أكثر من مناسبة».

يضيف: «أذكر أنني كنت في بلغاريا لتقديم عدد من الحفلات وبعد فترة من معايشتي الناس هناك واحتكاكي بهم واِستماعي لموسيقاهم ومخزونهم، اِنبهرت بما يملكه ذلك الشعب من تراث فني جميل وقريب من تراثنا العربي، فألّفت عملاً صغيراً مُدته 10 دقائق جمع العود والناي والسيتار الهندي وآلة أخرى بلغارية شبيهة بآلة «المزود» في تونس، وكان عملاً جيداً وطريفاً بثّته الإذاعات البلغارية».

ويتابع: «وحين كنت في فرنسا واحتكاكي بالجاليات المهاجرة هناك، خصوصاً العربية والأفريقية، ألّفت أعمالاً عدة في الطابع المغاربي والأفريقي واِستلهمت كثيراً من تراث الشمال الغربي التونسي الذي وظفته في أعمال جديدة قريبة للطابع العالمي، وهذا الشيء ما زال يحدث معي الآن في إيطاليا مُحاولاً إدماج الموسيقى التي تربّيت عليها بألوان غنائية وإيقاعية أخرى مثل la pizzica وtrantella التي تُعتبر من أهم الأنماط الموسيقية الحاضرة في جنوب إيطاليا، ومن أهم الأسماء التي أعمل معها في هذا المشروعeugenuo bennato الذي يُعتبر من أهم موسيقى الجنوب».


يرى مروان أنّ ما يقوم به محاولة لربط الثقافات وتقريبها من بعضها بعضاً لإيمانه بما يسمى «الإنسان العالمي».

ويعتبر مروان من القلائل الذين ما زالوا يتعاملون مع القصيدة العربية في إنتاج أعمالهم، ولا يتوانى عن تلحين القصائد وأدائها.

يضيف«عملت على قصائد عِدَّة في بداياتي ولحّنت قصائد كتبها عمّي، وهو أيضاً شاعر وموسيقي وباحث وكان السبب الأول في توجّهي نحو الموسيقى، ومن ثم اِتجهتُ إلى أعمال السيّاب والجواهري ومانع سعيد العتيبة، وقصائد لشعراء تونسيين مثل سلوى الفندري في قصيدة «المزيد»، ومحمّد الهادي الجزيري في مجموعة تفوق 30 عملاً ملحناً ومحمد الصغير أولاد حمد».

يؤسس سامر منذ فترة لمرحلة جديدة في مسيرته الفنيّة من حيث الاِشتغال على أعمال مشتركة عربية - إيطالية ويوضح «عَمِلْتُ منذ سنتين بصحبة المنتج الإيطالي bob salmieri على النبش في المخزون الشّعري العربي في إيطاليا وتحديداً في صقليّة، فاكتشفنا كمّاً هائلاً من القصائد والشعراء يُضاهي ذلك الذي كان في الأندلس، شعراء كثيرون مرّوا من هناك وتركوا مخزوناً وفيراً أذكر منهم: أبو القاسم عبدالرحمن، اِبن حمديس واِبن القبطة» و«سجّلنا أسطوانة صدرت في عنوان «صقليّة العرب» مع مجموعة من العازفين من إيطاليا وأميركا اللاتينية وتركيا، الطابع الموسيقي للعمل فيه جهد كبير وبحث طويل، إذ حاولنا وضع موسيقى قريبة من تلك الحقبة الزمنية وتصور مظاهر الحياة بكل تفاصيلها».

وفي السياق ذاته، ترجم سامر بعض الأعمال من الإيطالية إلى العربية، رغبة منه في الاِنفتاح على الآخر، ومساعدة الجمهور الغربي للانفتاح أكثر على تراثنا وثقافتنا وموسيقانا العربية.