باشات: الشباب السوداني يتعرض لحرب نفسية ممنهجة لاستقطابه للتنظيمات الإرهابية
أكد اللواء حاتم باشات، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية الأسبق بمجلس النواب القنصل العام المصري الأسبق في السودان، أن السودان يواجه مؤامرة خطيرة تستهدف تقسيمه إلى خمسة أقاليم بحلول عام 2040، تبدأ بتفكيك الجيش ثم الدولة وصولًا إلى تفتيت المجتمع ذاته. وشدّد على أن ما يجري في السودان ليس أحداثًا عابرة، بل مخطط متكامل يستغل حالة الاضطراب السياسي والأمني ويستهدف ضرب وحدة البلاد واستقطاب شبابها.
جاء ذلك خلال مشاركته في المائدة المستديرة التي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم والمركز العالمي للدراسات السياسية والاستراتيجية، لمناقشة “الأوضاع في السودان في ظل التطورات الداخلية والإقليمية والدولية”، وذلك بحضور وزير الخارجية السوداني الأسبق الدكتور علي يوسف الشريف، ونخبة من كبار الدبلوماسيين والخبراء والباحثين والإعلاميين من مصر والسودان.
وأكد باشات، أن الجيش السوداني هو الكيان الوطني الوحيد المتبقي القادر على حماية وحدة الدولة، موضحًا أن الجيش يضم مكوّنات وطنية ودوره يبقى محوريًا في الدفاع عن السودان وسط الظروف الحرجة الحالية.
وأشار باشات إلى أن الشباب السوداني، خاصة الموجودين خارج البلاد، يتعرضون لحرب نفسية ممنهجة تستهدف إحباطهم وغسل عقولهم، محذرًا من تنافس التنظيمات الإرهابية المختلفة على استقطاب العناصر الشابة السودانية.
وطالب باشات من السودانيين بدراسة الأجندة الاستراتيجية وأطماعها الصهيوينة وأدواتها في المنطقة مشيراً إلى خطورة سيطرة إسرائيل على الدول التي حول منطقة القرن الأفريقي عبر احتواء قيادتها بسهولة.
وفي سياق متصل، رحّب باشات بمبادرة السعودية والولايات المتحدة من منطلق احترام الشركاء والأصدقاء الذين يحرصون على وحدة السودان، مؤكدًا ضرورة توفير ضمانات دولية حقيقية تضمن حماية الدولة السودانية دون أي مساس بوحدتها، خاصة في حال اللجوء لفرض الهدنة بالقوة، على غرار ما أشار إليه مستشار الرئيس الأمريكي في دراسته للسيناريوهات المحتملة.
وشدد على أن السودان دولة مستقلة لا تبحث عن وصاية أو تدخلات فوقية بل دولة تنفتح على أي جهد دولي بشرط ان يكون شريف ويحترم سيادتها
وأعرب عن ترحيبه بقرار الولايات المتحدة بتصنيف جماعة الاخوان ارهابيكك مؤكدا أن الإخوان كانوا سببا في العديد من المشاكل لمصر ودول الجوار ويعلمون أن ليس لهم أي مكان آخر في المنطقة غير السودان والإسلاميين في السودان اخطأوا ويعلمون انهم أخطاوا وسبب فصل الجنوب
.
وقال باشات إن الأمن القومي المصري والسوداني يرتبطان ارتباطًا وثيقًا، فمصر تواجه أزمات وحروبًا غير تقليدية وضغوطًا سياسية غير مسبوقة، وتحاول الحفاظ على علاقاتها مع جميع الأطراف رغم صعوبة ذلك. وأوضح أن العلاقة بين مصر والسودان، كحال نهر النيل لا يتغير مجراها، قد تمر بفترات جفاف أو فيض، لكنها تظل عميقة ومتجذّرة.
وأضاف أن السودانيين الذين توافدوا إلى مصر "أتوا إلى بلدهم الثاني"، مؤكدًا أنهم يشرفون مصر وأن الروابط بين الشعبين أقوى من أي محاولات للوقيعة أو التشويه.
وفي ختام كلمته توجه باشات بالشكر اللواء خالد مختار، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم، على تنظيم هذه المائدة الثرية، التي شهدت توافقًا من الجميع وتوصيات هامة حول ضرورة بناء مقاربة شاملة لحل الأزمة السودانية، تقوم على الحوار الداخلي، وحماية وحدة الدولة السودانية وسيادتها، ورفض أي مساس بسلامة أراضيها والتأكيد علي أن الأمن القومى المصرى مرتبط بالأمن القومى السودانى.

